العرب قوة لا يدركها قادتهم
![علي البداح](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1593278909455486500/1593278938000/1280x960.jpg)
الأميركيون بطبعهم وتاريخهم يحترمون القوة ويقدرون الرجل القوي، أما الضعيف فلا مكان له عندهم لهذا الرئيس الأميركي يهين ويدوس في بطون قادتنا ويغضب باحترام من دول مشاغبة مثل إيران، أشيط غيظاً كلما وبخ ترامب حاكما عربيا لمساندته الإرهاب ويزداد غيظي عندما يطأطئ الحاكم العربي رأسه، ويعد خجلا بوقف الدعم، مع أنه يعلم أن الولايات المتحدة وحلفاءها هي التي أمرت بتقديم الدعم في أغلب الأحيان لهذه المجموعة الإرهابية أو تلك ممن أعدتهم مخابراتها والصهيونية العالمية لتمزيق الأمة العربية. إيران أفضل مثال يمكن أن يستفاد من أسلوب تعامله مع الولايات المتحدة، فالحكم الإيراني، وهو لا يختلف في تركيبته أو مقاصده عن أي نظام خليجي، يتعامل تجاريا وعسكريا مع أميركا ويختار من بضاعتها ما يريد ويجيد التفاوض واللعبة السياسية والدبلوماسية، فهو مفيد للأميركيين لكنه يقدم مصالحه على مصالحهم؛ يغضبهم لكنه لا يقطع قنوات الاتصال خاصة قنوات المصالح. قد تكون إيران تجاوزت بعض الخطوط الحمراء، وقد تظن أن دورها يجب أن يكبر وربما تظن أن من حقها الحصول على بعض الفوائد مما تراه ضعفا عربيا، لكنها تعرف أين، ومتى تقف، خصوصا أن تجربة شاه إيران وصدام حسين ماثلة أمامهم، وفي الوقت المناسب ستختار السلامة وحماية النظام، لكن إيران ستحاول كسب نقاط ولن تغضب الأميركيين لحد القطيعة. في فترة الحرب العراقية الإيرانية تحدث السيد علي خامئني لبرنامج ٦٠ دقيقة الأميركي بقوة ضد النظام الأميركي في الفترة نفسها التي كان أحمد الخميني يفاوض الأميركيين لتزويد بلاده بالسلاح، لذلك فإن العرب لديهم مؤسسات ومنظمات كثيرة يمكن تفعيلها لتكون لها كلمة مسموعة ومحترمة لدى الأميركيين وكل الدول الأخرى.لا أحد عاقلا يطالب بوقف التعامل مع الأميركيين، لكن من المؤكد يجب أن يتوقف هذا الخضوع والتبعية لكل ما تقدمه أو تقوم به، إذا كانت لعبة المصالح هي التي تجمعنا مع الأميركيين واتقاء شرهم فلنختر البضاعة التي تخدم مجتمعاتنا وتقدمها وتطورها، والمليارات التي تذهب للسلاح يمكن أن تذهب لشراء التقدم التقني وأنظمة التعليم والطب والصناعة وبناء نظم إدارية حديثة، لنشترِ منهم ما يوفر مستقبلا أفضل لأمتنا بدلا من أدوات الدمار.حافظوا على صداقتكم لكن احتفظوا بكرامتكم وضعوا مصلحة الأمة فوق كل اعتبار.