مخاطر تواجه السوق النفطي رغم اتفاق خفض الإنتاج
أبرزها شكوك متعلقة بالحرب التجارية وتطورات السياسة النقدية للمصارف المركزية
أفاد تقرير حديث صادر عن منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» بأن التطورات الإيجابية بداية العام الحالي، والمكاسب السعرية التي تحققت بنحو 30 في المئة في الربع الأول من العام نفسه أسهمت في تعزيز وضعية «إعلان التعاون» بإجراء مزيد من تعديلات الإنتاج الطوعية الإضافية، إلى جانب تحقيق معدلات مطابقة عالية التي سجلت في أبريل الماضي مستوى 168 في المئة وهو رقم قياسي مرتفع وكانت له تأثيرات إيجابية في سوق النفط العالمية.
مستوى مرتفع
وذكر التقرير، أن متوسط مستوى المطابقة للأشهر الأربعة الأولى من عام 2019 سجل 120 في المئة، وهو مستوى مرتفع ومرضٍ ويفوق بعض التوقعات السابقة، لافتاً إلى تأكيد لجنة المراقبة الوزارية لـ«أوبك» وخارجها في الاجتماعات السابقة أن منظومة عمل ونهج المنتجين في المنظمة وخارجها اتسمت بأنها رشيقة ومرنة، وكان لها دور حاسم في نجاح «الإعلان المشترك» الذي يعد مفتاح النجاح والمضي قدماً في المستقبل.وأشار إلى أنه منذ بدء إعلان التعاون بين المنتجين عام 2017 تمكن الشركاء من تكييف الاستراتيجيات واللجوء إلى سياسات مرنة اعتماداً على ظروف السوق، لاسيما أن ظروف السوق ملأى بالتحديات.
حالة الإفراط
ووصف التقرير النجاح الذي تحقق على مدى 30 شهراً الماضية بالجيد جداً، لكن هناك دائماً ما هو أفضل لتحقيقه والتطلع إليه، فالجميع على متن القارب نفسه، ويجب أن يعولوا كثيراً على التعاون والتكامل في الجهود.وأوضح أنه على سبيل المثال عندما واجه السوق حالة من الإفراط في زيادة العرض كانت هناك ضرورة لإجراء تعديلات الإنتاج الطوعية، وتم تنفيذها بنجاح كما حدث في فترتي ديسمبر 2016 وديسمبر 2018 مشيراً إلى أنه في المقابل عندما يتفوق الطلب على العرض ويواجه السوق حالة من ضيق المعروض كما حدث في يونيو 2018 اتخذ الشركاء الإجراءات المناسبة على الفور.وشدد تقرير «أوبك» على استمرار المنتجين في مراقبة تطورات سوق النفط بعناية لاسيما توقعات مخزون النفط ورصيد العرض والطلب عقب نجاح المشاورات في الاجتماع الوزاري الـ 176 لمؤتمر «أوبك» والسادس لاجتماع «أوبك» وخارجها الذي خلص إلى التوافق على تمديد خفض الإنتاج بمستوياته الحالية حتى مارس من العام المقبل. وأضاف أن المنتجين تكوّن لديهم رصيد من الخبرات على مدى العامين الماضيين أو نحو ذلك يؤهلهم للحفاظ على توازن واستقرار السوق بشكل مستدام وهو ما يبشر أيضاً بأداء أفضل للسوق في النصف الثاني من العام خصوصاً مع قرار تمديد تخفيض الإنتاج.وأشار إلى أن المنتجين متيقظون لأي عاصفة تهب على السوق وسيستمرون في تحديث البيانات والقياسات ومراجعة التقييمات المتضاربة باستمرار لتحسين وضع السوق مع سرعة اتخاذ القرارات الملائمة. وقال التقرير، إن هناك حالة من الثقة في أن جميع المشاركين في «الإعلان» سيستمرون في النظر إلى فعل الشيء الصحيح والمحافظة على يد ثابتة للمساعدة في تحقيق توازن السوق المطلوب والاستقرار المستدام لخدمة مصالح المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي. وعلى الرغم من قرار المنتجين في منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» وحلفائهم بتمديد خفض الإنتاج وقدره 1.2 مليون برميل يومياً حتى مارس 2020 فإن ذلك لم ينعكس على دعم صعود الأسعار، إذ سجلت أسعار النفط الخام في أسبوع اجتماعات «أوبك» خسائر سعرية ملحوظة بسبب مخاوف النمو والتباطؤ الاقتصادي.وتتجه الأنظار إلى اجتماع المنتجين المقبل في أبوظبي سبتمبر المقبل، في إطار المشاورات المستمرة وأعمال تقييم تطورات السوق ضمن فعاليات الاجتماع الوزاري للجنة مراقبة اتفاق خفض الإنتاج برئاسة كل من السعودية وروسيا، وهو الاجتماع الذي سيتدارس أساسيات السوق من عرض وطلب ووضع المخزونات وتأثير العوامل الجيوسياسية وذلك بعد شهرين من قرار تمديد تخفيضات الإنتاج.أميركا وإيران
وخلال الشهرين المقبلين حتى موعد الاجتماع المقبل ستتضح بشكل أكبر تطورات الصراع الأميركي الإيراني في الشرق الأوسط، وأيضاً مسار مفاوضات التجارة الأميركية الصينية، وكلاهما له تأثير واسع على استقرار السوق النفطي.وفي هذا الإطار ذكر تقرير «أوبك» أن اجتماع أبوظبي سيستكمل ما تحقق في اجتماع لجنة الرصد الوزارية السادس في كل من فيينا وقبلها في جدة ومدى استجابة وتعاون المنتجين في حصص خفض الإنتاج من أجل تحفيز السوق على تجاوز الصعوبات الراهنة واستعادة التوازن والاستقرار الكامل.وأوضح التقرير أن هناك حالة من الروح الإيجابية وأواصر الصداقة المتينة بين أغلب المنتجين، إذ تتوافر رغبة صادقة في المحافظة على إعلان التعاون التاريخي الذي ضم 24 منتجاً ويسعى دوماً للتطور وزيادة الكفاءة والفاعلية.وأشار إلى أن الوقت قد حان للتركيز على مجالات التعاون والاحترام الأخوي بين جميع الدول، مبيناً أن الجميع سيحقق مكاسب عديدة جراء الالتزام الكامل بالتعاون والعمل المشترك للوصول إلى الأهداف والمصالح العامة لكل الأطراف.ولفت التقرير إلى أن اجتماع أبوظبي المقبل سيتم خلاله البناء على الاجتماعات السابقة خصوصاً في فيينا وجدة مع إعادة تأكيد المنتجين على الالتزام بالخطط المشتركة لتعزيز المسار نحو تحقيق سوق متوازنة والعمل معاً للوصول إلى سوق نفط مستقر على أساس مستدام وفي ظل أساسيات صلبة للعرض والطلب.وذكر أن هناك حاجة إلى تكرار النجاح الذي تحقق في الربع الأول من العام الحالي والتغلب على اضطرابات السوق وتجاوزها نحو الاستقرار المستدام وهو ما تحقق بالفعل بعد موجة عنيفة من الاضطرابات التي حدثت في الربع الرابع من العام الماضي.عرض وطلب
وأشار التقرير إلى أهمية توازن العرض والطلب وعودة المخزونات إلى المستويات الطبيعية دون إفراط في الفائض، معتبراً أن هذا أمر مفيد وضروري ليس للمنتجين فحسب، بل للمستهلكين أيضاً.وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي صعدت أسعار النفط، أمس الأول، بدعم من التوترات بشأن إيران وقرار منظمة «أوبك» وحلفائها تمديد اتفاق لخفض الإمدادات حتى العام المقبل ، لكن بيانات اقتصادية متباينة قيدت المكاسب.