يبدو أن بلاسيدو دومينغو (78 عاما)، المغني الأوبرالي صاحب الأرقام القياسية الكثيرة، غير مستعد للتقاعد. ففي أقدم مهرجان للأوبرا بفرنسا، الذي يحتفي بمرور 150 عاما على تأسيسه في أورانج بجنوب شرق فرنسا، أقام التينور الإسباني الأسطوري الذي أصبح باريتون أمسية ثارثويلا، عائدا إلى هذا النوع الأوبرالي الإسباني الذي ترعرع في أجوائه وهو طفل بفضل والديه المغنيين وهو ساهم في حفظه.

ويعطي "ملك الأوبرا"، الذي يتمتع بكاريزما وتواضع في آن، الانطباع أنه رجل منشغل جدا، لكنه في الكواليس يتوقف ليمازح راقصي فرقة باليه أنطونيو غاديس الذين يشاركون في "الأمسية الإسبانية"، ويتبادل أطراف الحديث برفق مع أفراد فريقه.

Ad

وعلى مسرح أورانج الأثري يشرق وجه هذا الرجل، الذي قال يوما إن المسرح هو حياته.

وفي مايو الماضي أدى دومينغو دوره الـ151 خلال مسيرته الممتدة على 60 عاما، وهو رقم قياسي. وقبل شهر من ذلك احتفل بتقديم أربعة آلاف عرض على المسرح.

وسيعتلي بلاسيدو المسرح في قصر المهرجانات في بادن-بادن، ليؤدي دور "سيمون بوكانيغرا" لفيردي، ثم خشبة تياترو ريال بمدريد في عرض جوفانا داركو لفيردي أيضا، قبل أن ينتقل إلى براغ، للمشاركة في مسابقة "أوبيراليا" الدولية للأوبرا التي أسسها عام 1993، ويحط رحاله بعد ذلك في فيرونا، ليغني ويدير "لا ترافياتا".

وذكر دومينغو، الذي كان يشكل إلى جانب لوتشانوي بافاروتي وخوسيه كاريراس ما يُعرف بـ"التينور الثلاثة"، قبل سنوات عدة: "لو أخذت قسطا من الراحة لأصبت بالصدأ".

من جهته، قال بيتر غيلب المدير العام لمتروبوليتان أوبرا في نيويورك: "عند بداية ولايتي كمدير عام في 2006 كان ضمن مسؤولياتي التحضير لوداع بلاسيدو".

وأضاف: "كان من غير المعقول في تلك المرحلة تصور أنه سيستمر في الغناء لهذه المدة الطويلة، بعد مسيرة لا مثيل لها مع متروبوليتان أوبرا غنى خلالها أدوار البطولة، لكن بدلا من التقاعد يبدو أن بلاسيدو وجد ينبوع الشباب الخاص به وهو بات باريتون" اعتبارا من 2009.

وخلال مسيرته الفنية كان بلاسيدو أيضا مديرا موسيقيا ثم مديرا عاما في أوبرا واشنطن (1996-2011)، والمدير العام لأوبرا لوس أنجلس اعتبارا من 2003، وفي رصيده أكثر من مئة ألبوم، وفاز بـ12 جائزة غرامي.