لايزال الحزب «الديمقراطي اللبناني» مصراً على إحالة الملف إلى المجلس العدلي، في حين تتجه الأنظار إلى سلسلة اللقاءات التي يعقدها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لتسليم المطلوبين واستكمال التحقيق. وأشارت مصادر متابعة إلى أن «الفكرة التي سوق لها رئيس مجلس النواب نبيه بري كمبادرة منه لنزع فتيل التوتر الأمني والتعطيل الحكومي، تقوم على أن تتم متابعة حادثة «قبرشمون» من القضاء العادي، وأن يعطى الوقت الكافي للتحقيقات الجارية على أكثر من مستوى من أجل كشف حقيقة ما جرى.
وإذا تبين من التحقيق أن ما جرى يندرج في سياق الجرائم التي تُحال إلى المجلس العدلي لتهديدها السلم الأهلي، فلتحل إليه».ومع عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من إجازته أمس، شهدت السرايا الحكومية حركة اتصالات كما أوفد الحريري مستشاره الوزير السابق غطاس خوري للقاء رئيس الجمهورية ميشال عون. وقالت مصادر سياسية متابعة لـ«الجريدة»، أمس، إن «خوري حمل إلى عون رسالة شفوية من الحريري مفادها بأن البلاد لا تحتمل المزيد من المناكفات وأن عودة الحياة السياسية الطبيعية أمر ضروري». وأضافت: «شدد خوري لعون على المخاطر الاقتصادية التي تحدق بلبنان وأهمية انعقاد مجلس الوزراء في أقرب وقت».
أرسلان
في السياق، غرّد رئيس الحزب «الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان على حسابه عبر «تويتر»، أمس، قائلاً: «حادث فردي في المصيطبة أدى لمقتل الشهيدين الزيادين (عام 2007)، حوّله جنبلاط إلى المجلس العدلي! وحادث فردي أيضاً إبن ساعته في بلدة بتدعي البقاعية وأدى لمقتل شهيدين، رجل وزوجته، وحوّلوه إلى المجلس العدلي!». وتابع: «شهداؤنا سقطوا في قبرشمون في فتنة وحادث مخطّط، لماذا لا مجلس عدلياً؟!». وختم أرسلان جازماً: «لن نقبل بأقلّ من ذلك».كما غرّد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، عبر «تويتر»، أمس، قائلاً: «الحزب الاشتراكي ليس من رواد الفضاء كالبعض الذي يريد تعويم نفسه بأي ثمن. لذلك يضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار هو منفتح على جميع المسارات ومطمئن ومرتاح لكنه يطالب بالحد الأدنى من احترام العقول والكف عن المزايدات الهزيلة».الحريري و«القوات»
إلى ذلك، اجتمع الرئيس الحريري ظهر أمس بوفد من حزب «القوات اللبنانية» يرأسه نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان. وقال عدوان بعد الاجتماع: «تطرقنا إلى موضوع الموازنة التي ستقّر الأسبوع المقبل في مجلس النواب، وتجاوز الحديث موضوع الموازنة للبحث في كيفية مواجهة كل الأوضاع على مستوى الحكومة والتعاون الدائم بين حزب القوات اللبنانية والرئيس الحريري وتيار المستقبل». وأضاف: «تم الاتفاق على أن هذا الموضوع يتطلب تكثيف اللقاءات وإجراء مقاربة شاملة وخطوات عملية يجب القيام بها، إن كان على مستوى الحكومة أو المجلس النيابي، وسنواصل هذه اللقاءات، لكن أؤكد أننا والرئيس الحريري لدينا الهواجس والمقاربات ذاتها، وهذا الأمر يحتاج إلى كثير من العمل لأن الوضع الذي نمر به وضع غير طبيعي».في موازاة ذلك، أنهى رئيس «التيار الوطني الحرّ» وزير الخارجية جبران باسيل مقابلته التلفزيونية، أمس الأول، عبر قناة «إن.بي.إن» بإيجابية حاول من خلالها تعويض الجو السلبي الذي رافق حراكه المناطقي والسياسي خلال الأسابيع القليلة الماضية، غير أن الخلاصة من حديث باسيل كان واضحاً: «الخصام مستمر مع القوات والاشتراكي». وفتح باسيل باباً مع تيار «المردة» من خلال فصل موقفه عن موقف رئيس الجمهورية، وإبداء استعداده لأي وساطة مع رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية، «على رغم كل ما تعّرض له»، مؤكداً أنه يعطي رأيه إيجابياً أمام الرئيس عون بخصوص العلاقة مع بنشعي.وأكد باسيل على علاقته الراسخة التي لن تتغير بـ «حزب الله»، مشيراً إلى أن العلاقة مع «الحريري ستبقى جيدة في المدى المنظور، وأن هناك تفاهمات تطال الكثير من الأمور». أما فيما يخص العلاقة مع «القوات» فقد أعلن باسيل للمرة الأولى أن «اتفاق معراب انتهى»، من خلال قوله إنه مستعد لإحيائه، متهماً «القوات» بأنها مستعدة للقبول بأي شيء يمنحها إياه جنبلاط في الجبل، «وهذا ما لا يمكننا القبول به».