في مستهل زيارة بدأها أمير قطر تميم بن حمد إلى الولايات المتحدة، دعا وزير الدفاع الأميركي بالوكالة مارك إيسبر الدوحة إلى حشد الجهود بما يخدم منع الاستفزازات في الخليج، وأشاد باستعدادها لدعم مبادرة أميركية لمراقبة المياه الإقليمية، في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وإيران المتهمة بشن هجمات تخريبية على عدد من ناقلات النفط في الخليج.

وقال إيسبر خلال لقاء جمعة مع أمير قطر في واشنطن: «ممتنون لقطر على جهودها لخفض التوتر، والولايات المتحدة تناشد الدول المتقاربة معها في التفكير توحيد الصف من أجل الحفاظ على حرية الملاحة وردع الأعمال الاستفزازية، ونشيد باستعداد الدوحة لتأييد مبادرتنا الخاصة لتعزيز مراقبة المياه الإقليمية».

Ad

وأضاف أن «العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر أقوى من أي وقت مضى»، مشيراً إلى أن قاعدة العديد العسكرية في قطر تمثل موقعا استراتيجيا في البلاد.

وأعرب إيسبر عن شكره لأمير قطر على دعم العسكريين الأميركيين المنتشرين بـ «العديد»، معتبرا أن «استعداد قطر لاستضافة القوات الأميركية لأمد طويل رمز للعلاقات الوثيقة بين بلدينا»، ومشددا على أهمية أن تبقى العلاقات الثنائية بين واشنطن والدوحة متينة في وجه التحديات الناشئة.

من جانبه، أكد أمير قطر أن البلدين تجمعهما علاقات استراتيجية قوية، وسيعملان بشكل حثيث على تخفيف التوتر في المنطقة التي تمر بفترات عصيبة منذ أعوام عدة، مؤكداً أن قضايا المنطقة ستجد طرقا لوقف التصعيد إذا عمل الجميع معا بشكل وثيق.

ومن جهته، لفت «البنتاغون» إلى أن اللقاء ركز على بحث التطورات في منطقة الخليج، في حين أشارت الدوحة إلى أن اللقاء تطرق إلى «علاقات التعاون الاستراتيجي بين البلدين وسبل تطويرها، سيما في المجالات الدفاعية والعسكرية والأمنية، كما تمت مناقشة تطورات الأوضاع إقليميا ودوليا، وخصوصا الجهود المشتركة للبلدين لإرساء السلام والاستقرار في المنطقة».

تعزيز العلاقات

وفي تصريحات منفصلة، خلال مأدبة عشاء أقامها وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشن وشارك فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قال أمير قطر إن بلاده والولايات المتحدة تواصلان بشكل مستمر الالتزام بتعزيز وتطوير التحالف العسكري والأمني.

وأضاف أن الدوحة وواشنطن: «يتشاركان الالتزام إزاء رأس المال البشري، والعمل على إنشاء اقتصادات مرنة قائمة على المعرفة، مع التركيز على التعليم والانفتاح وإتاحة الفرص للجميع».

وأشار إلى أنه «لسوء الحظ هناك البعض في منطقتنا لا يشاركوننا ما نؤمن به. في عالم اليوم يجب في بعض الأحيان إقامة تحالفات مع شركاء ضروريين، وبعض الحلفاء ليسوا بأصدقاء في الواقع».

وتابع بالقول: «لكن فيما يتعلق بالولايات المتحدة وقطر، فنحن شركاء وحلفاء وأصدقاء، ونعمل معا لاجتثاث الإرهاب وتمويله، أينما يتجذر، لضمان عالم أكثر سلما وأمانا».

وحول صور تعزيز التعاون بين الجانبين، قال الأمير تميم: «نقوم بتوسيع قاعدة العديد الجوية لاستيعاب القوات الأميركية وعائلاتهم، كما نشترك مع المؤسسات الخيرية هنا مثل مؤسسة بوب وودرف لدعم قدامى المحاربين».

وعن اقتصاد بلاده، قال إن «قطر تعد واحدة من أسرع الاقتصادات نموا في الشرق الأوسط، ونقدر للشركات الأميركية مساهمتها في نجاح بلادنا وتطورها».

أموال قطرية

بدوره، أعرب الرئيس الأميركي، عن شكره لأمير قطر، على توسيع قاعدة «العديد» الجوية العسكرية على حساب بلاده، لكي تستضيف مزيداً من العسكريين الأميركيين.

وقال ترامب، خلال مأدبة العشاء: «أنت حليف عظيم، وساعدتنا بمنشأة عسكرية رائعة، قاعدة العديد، ومطار عسكري لم ير الناس مثيلا له منذ وقت طويل».

وأضاف، مخاطبا الشيخ تميم ووفده: «وحسبما أفهم، تم خلال ذلك استثمار 8 مليارات دولار، والحمد لله كانت أغلبها من أموالكم وليس أموالنا. وبالحقيقة، الأمر أفضل من ذلك، حيث كانت كلها من أموالكم».

ولاحقاً، عقد ترامب وتميم اجتماعا استثنائيا في البيت الابيض، أمس، لمناقشة التطورات الإقليمية والتعاون الأمني الثنائي وقضايا مكافحة الإرهاب.

وتعتبر «العديد» التي تحتضن حالياً نحو 11 ألف عسكري أميركي، أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتمثل مركزاً أساسياً لانطلاق عمليات قواتها الجوية في المنطقة.

مكافحة الإرهاب

في موازاة ذلك، ثمن وزير الخزانة مساهمة قطر في «مكافحة تمويل الإرهاب ودعم الوجود الأميركي العسكري الاستراتيجي».

وقال: «نحن نقدر استثمارات هيئة الاستثمار القطرية الأخيرة في شركات التكنولوجيا والعقارات الأميركية، ويسعدنا أن نواصل العمل عن قرب في مجال صناعات الطاقة».

وأضاف: «تواصل حكوماتنا العمل معا بشأن تشريع تمويل مكافحة الإرهاب الخاص بكم، ونحن ممتنون لدعمكم لالتزامات الأمم المتحدة في مجال مكافحة الارهاب».

الدوحة وعمان

إلى ذلك، قال مصدر حكومي أردني لقناة «الجزيرة» القطرية، أمس، إن الحكومة قررت تعيين الدبلوماسي زيد اللوزي سفيراً لدى الدوحة، كما وافقت على تسمية قطر سعود بن ناصر آل ثاني ليكون سفيراً لها في المملكة.

ويأتي هذا التقارب بعد عامين على قرار الأردن بتخفيض مستوى تمثيله الدبلوماسي لدى الدوحة في يونيو 2017، على خلفية أزمة مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر.

ولم يصل الأمر إلى حد القطيعة بين الطرفين، بل تخطاه إلى دعم قطر للاقتصاد الأردني بنصف مليار دولار ومنح عشرة آلاف وظيفة للشباب الأردني.