أوروبا للإيرانيين: تراجعوا عن انتهاك «النووي»
موسكو تؤيد مناقشة «الهواجس» دون تقويض الاتفاق
غداة تأكيد إيران انتهاكها حدود تخصيب اليورانيوم، المنصوص عليها في الاتفاق النووي، طالب بيان فرنسي ألماني بريطاني، إيران، أمس، بالتراجع عن انتهاك المعاهدة.وقال وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي إنهم قلقون من زيادة إيران مستوى تخصيب اليورانيوم، وحثوها على العودة إلى الالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015.ودعت الدول إلى اجتماع عاجل، بعد تأكيد الوكالة الذرية تخطي إيران الحد المسموح به في الاتفاق النووي لتخصيب اليورانيوم، وهو ما قد يعيد العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة عليها.
وذكر الوزراء: «نبدي قلقنا العميق من عدم وفاء إيران بعدد من التزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة»، مضيفين: «إيران أعلنت أنها تريد البقاء ضمن الاتفاق، ويتعين أن تتصرف على هذا الأساس بالعدول عن الأنشطة، والعودة دون تأخير للالتزام الكامل بخطة العمل الشاملة المشتركة».وأشار البيان إلى ضرورة عقد اجتماع «طارئ» للجنة المشتركة المشرفة على الاتفاق المؤلفة من الدول المشاركة فيه.في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد بلاده للمشاركة في الاجتماع الذي دعا له الرباعي لمناقشة تطورات الوضع حول الاتفاق النووي الإيراني، المبرم بين طهران والقوى الكبرى.وانتقد لافروف الموقف الأميركي حيال الاتفاق النووي، قائلا: «إن واشنطن انسحبت من الاتفاق، ولم تلتزم بقرار مجلس الأمن الدولي، الذي أقره، وتمنع الدول الأخرى من تنفيذه، وتتهم إيران بخرقه».وأشار إلى أن واشنطن وإسرائيل «تستغلان الوضع الحالي من أجل مضاعفة الضغوط على إيران»، مطالبا بضرورة العودة إلى الالتزام بأساس الاتفاق النووي.وبين أن روسيا دعت في عملية التفاوض حول الاتفاق النووي مع إيران إلى ضرورة ربطها بإجراء حوار حول القضايا الإقليمية، قائلا: «إذا كان لدى إسرائيل مخاوف حيال البرنامج النووي الإيراني فيجب مناقشتها، لكن بدون تقويض الاتفاق النووي، الذي تطلب إبرامه جهودا كبيرة، وساهم بشكل جدي في تعزيز نظام عدم الانتشار». ودافع لافروف عن خطوات طهران لتقليص التزاماتها النووية للضغط على الدول الأوروبية من أجل حمايتها من العقوبات الاقتصادية الأميركية الخانقة، معتبرا أن طهران بتجاوزها الحد المسموح لتخصيب اليورانيوم، وربما أكثر لاحقا، لم تنتهك التزاماتها أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.في هذه الأثناء، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران رفعت مستوى تخصيب اليورانيوم إلى %5 في مفاعل نطنز، أمس الأول.جاء ذلك في وقت يسعى الأوروبيون الخاضعون لضغوط من أجل التحرك في الملف النووي الإيراني، لكسب الوقت من أجل حمل طهران على العودة لاحترام التزاماتها، وتفادي الاضطرار إلى اعادة فرض العقوبات الدولية والأوروبية عليها، والتي تقلص التزاماتها النووية كل 60 يوما.ويقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بتحركات مكثفة، فبعدما تحدث السبت مع نظيره الإيراني حسن روحاني، تباحث أمس الأول مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ووصل مستشاره الدبلوماسي إيمانويل بون إلى إيران أمس، في زيارة تستمر يومين، حيث يتوقع أن يلتقي مستشار الأمن القومي علي شمخاني.
سلامي
من ناحيته، اعتبر القائد العام لـ»الحرس الثوري» حسن سلامي أن «العدو وصل في تهديداته وضغوطه إلى حد الإشباع، ولم يعد قادرا على أكثر من هذا»، حسب وكالة إرنا الإيرانية.وأكد سلامي أن «استراتيجية العدو تجاه إيران تغيرت، بحيث فتح جبهات الحرب في كل الميادين، واستخدم قدراته العسكرية والاقتصادية والاجتماعية لمواجهتنا»، معتبرا أن «إيران ستتفوق على العدو على المدى الطويل».