بعد سلسلة الأعمال التخريبية التي استهدفت ناقلات نفط وسفن تجارية في مياه الخليج وبحر العرب أخيراً، كشف رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جوزيف دانفورد أن فكرة واشنطن لتشكيل تحالف عسكري لتأمين الملاحة قبالة إيران واليمن ستتضح في غضون أسبوعين.

وقال دانفورد، في تصريحات مساء أمس الأول، "نتواصل الآن مع عدد من الدول لتحديد ما إذا كان بإمكاننا تشكيل تحالف يضمن حرية الملاحة في كل من مضيق هرمز ومضيق باب المندب".

Ad

وأضاف: "لذا فإنني أعتقد أن من المحتمل أن نحدد خلال الأسبوعين المقبلين الدول التي لديها الإرادة السياسية لدعم هذه المبادرة وسنعمل بعد ذلك مباشرة مع الجيوش لتحديد الإمكانيات المحددة التي ستدعم ذلك".

وأوضح المسؤول الأميركي أن طبيعة التحالف وحجمه في طور المناقشة حالياً، مبيناً أن دور واشنطن يشمل توفير الوعي بالمجال البحري والمراقبة.

وذكر دانفورد أن ووزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع بالوكالة مارك اسبر يتواصلون حالياً مع عدد من الدول لتحديد إمكانية تشكيل التحالف.

وستوفر الولايات المتحدة بموجب الخطة، التي لم تتبلور سوى في الأيام القليلة الماضية، سفن قيادة للتحالف العسكري وستقود جهوده للمراقبة والاستطلاع.

ورغم أن المسؤولين الأميركيين ناقشوا علانية خطط حماية مضيق هرمز بالخليج، فإن كشف دانفورد عن أن التحالف يسعى لتعزيز الأمن في مضيق باب المندب قبالة اليمن هو عنصر جديد في ظل استمرار تمرد حركة "أنصار الله" الحوثية المتحالفة مع طهران التي اتهمتها واشنطن والسعودية بالضلوع في هجمات الخليج.

في غضون ذلك، ابقت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل مشاركة بلادها في التحالف مفتوحة، وقالت إن "المناقشات سارية".

دعم روسي

إلى ذلك، أكد مصدر رفيع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن لقاء مندوب الرئيس الروسي لافرنتيف مع أمين عام المجلس علي شمخاني، أمس الأول، كان مثمراً جداً.

وأوضح أن الموفد الروسي أبلغ شمخاني بأن موسكو تقف إلى جانب طهران بالكامل في أزمة الملف النووي بمواجهة الولايات المتحدة وعقوباتها، وهي مستعدة للتعاون في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية. وكشف المصدر أن لافرنتيف أبلغ الإيرانيين بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حذر نظيره الأميركي من قيام الولايات المتحدة أو أي من حلفائها بأي عمل عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية التي يعمل فيها خبراء روس مثل منشآة بوشهر.

وأضاف أن المسؤول الروسي أوصل رسالة من بوتين مفادها بأن موسكو قد تكون أصبحت مستعدة لتزويد طهران بمنظومة S400 أو حتى S500.

وقال المصدر إن لافرانتيف طمأن طهران إلى نتائج الاجتماع الثلاثي الذي عقد بين موسكو وواشنطن وتل أبيب في القدس أخيراً. وأكد أن روسيا لا تريد تخريب علاقاتها مع إسرائيل ولا مع إيران وهي ليست طرفاً في النزاع بينهما في سورية.

البرنامج النووي

في السياق، أكد دبلوماسيون أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أبلغت الدول الأعضاء في اجتماع مغلق أمس، أن إيران تخصب اليورانيوم بدرجة نقاء 4.5 في المئة، أي بما يفوق مستوى 3.67 في المئة الذي يسمح به الاتفاق النووي مع القوى العالمية.

وذكرت الوكالة، التي تراقب تنفيذ الاتفاق، أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب يبلغ حالياً 213.5 كيلوغراماً، أي أنه يفوق الحد المسموح به في الاتفاق وهو 202.8 كيلوغرام ويزيد على الحد الذي تحققت منه الوكالة في الأول من يوليو الحالي وكان 205 كيلوغرامات.

من جهته، رأى المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن الولايات المتحدة ارتكبت "خطأ فادحاً" بالانسحاب من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وقوى عالمية، معتبراً أن الدول الأوروبية أخذت الوقت الكافي لإنقاذ الاتفاق عبر تفعيل التجارة مع بلاده والالتفاف على العقوبات الأميركية لكنها لم تفعل.

جهود فرنسا

في هذه الأثناء، أكد مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون من طهران، أن باريس تسعى لإيجاد حلول مشتركة لوقف الحرب الاقتصادية الأميركية ضد إيران، لكن مهمته في طهران ليست الوساطة أو حمل رسالة من ترامب.

وقال بون، عقب محادثات عقدها مع أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعتقد أن إيقاف الضغوط الاقتصادية الأميركية على طهران من شأنه أن يخفض التوتر. وأكد رغبة باريس في استمرار الحوار مع طهران والتعاون لإدارة الأزمات في سورية واليمن والعراق ولبنان.

بدوره، قال شمخاني إن زمن التزام طهران بالاتفاق النووي من جانب واحد قد ولى، داعياً دول الاتحاد الأوروبي للدفاع عن هويتها واستقلالها أمام الإجراءات الأميركية أحادية الجانب.

كما أكد شمخاني أن تقليص إيران التزاماتها النووية سيتم على مراحل وهو استراتيجية لا عودة عنها حتى حصول طهران على كل حقوقها المنصوص عليها في الاتفاق النووي.

من جهة أخرى، اتهم الرئيس حسن روحاني أمس، بريطانيا بزعزعة الأمن الملاحي، وذلك على خلفية احتجاز ناقلة نفط إيرانية يشتبه في أنها كانت تنقل النفط إلى سورية بالمخالفة للعقوبات الأوروبية قبالة سواحل جبل طارق قبل أيام.

وقال روحاني: "احتجاز بريطانيا لناقلة النفط الإيرانية إجراء بالوكالة، عن واشنطن، وتصرف سخيف وصبياني جداً وخاطئ وسيعود بالضرر عليهم".

وأكد ضرورة أن "يعمل الجميع على ضمان أمن الخطوط الملاحية على الصعيد العالمي"، معتبراً أن البريطانيين هم من بدأوا بزعزعة الأمن.

في موازاة ذلك، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنه ليس لديه سوى الآليات الدبلوماسية لاستعادة الناقلة المحتجزة لدى بريطانيا، وأن قرار اتخاذ "الإجراءات الجوابية" بيد جهات إيرانية أخرى. وفي وقت سابق، اعتبر وزير الدفاع أمير حاتمي أن توقيف لندن للناقلة "قرصنة لن تمر دون رد".