توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، بفرض حزمة جديدة من «العقوبات القوية والملموسة» على إيران، في حين تمسكت طهران برفض التفاوض في ظل الضغوط، الأمر الذي أحبط هامش التحرك الفرنسي لحلحلة الأزمة.

واتهم ترامب إيران بتخصيب اليورانيوم سراً، فترة طويلة، مذكراً بأن الاتفاق النووي المبرم في 2015 «كان سينقضي خلال سنوات قليلة»، في حين وصف الوفد الأميركي في اجتماع استثنائي لمجلس الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا، أمس، «انتهاكات إيران للاتفاق النووي» بعد زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم ومخزونها منه بـ«محاولة ابتزاز أموال المجتمع الدولي»، لكنه أكد في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة منفتحة على التفاوض دون شروط مسبقة، ومع «تطبيع كامل» للعلاقات.

Ad

وفي طهران، جدد المسؤولون الإيرانيون الذين التقاهم إيمانويل بون مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تمسكهم برفض التفاوض من دون رفع العقوبات وبسياسة التقليص التدريجي للالتزامات النووية.

وعلمت «الجريدة» أن الموفد الفرنسي جدد عرض بلاده بإعادة واشنطن الإعفاءات النفطية لدول تشتري النفط الإيراني، مقابل عودة طهران للالتزام بالاتفاق النووي بحذافيره، وجلوسها على طاولة مفاوضات يشارك فيها مندوب أميركي.

وفي وقت أعلنت واشنطن أن تحالف «حرية الملاحة» الذي يهدف إلى تأمين خطوط التجارة عبر مضيقي هرمز وباب المندب سيتبلور خلال أسبوعين، أعلن الاتحاد الأوروبي أن آلية التجارة مع إيران (إنستكس) دخلت مرحلتها الإجرائية.

على صعيد متصل، وجد لبنان الرسمي نفسه في موقف لا يحسد عليه، بعد عقوبات أميركية غير مسبوقة شملت للمرة الأولى نائبين عن حزب الله في البرلمان اللبناني ومسوؤلاً بارزاً مكلفاً التنسيق السياسي والأمني مع القوى الأخرى ومع مؤسسات الدولة.

وتقاسم رؤساء الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري الرد الذي وصف بأنه «رمادي»، وبانتظار إذا كان ما قيل سيقنع حزب الله، الذي طالب الدولة بالتضامن.

وبينما كان الارتباك سيد الموقف في بيروت، ساد توتر في بغداد بعد رفض فصائل عراقية شيعية مرتبطة بإيران تنفيذ أمر رئيس الحكومة عادل عبدالمهدي بإعادة هيكلة الحشد الشعبي، معتبرة أن "قيادة الجيش مخترقة من الأميركيين"، في إشارة إلى الاتهامات لقائد عمليات الأنبار بالتخابر مع الـ "CIA".

وفي لفتة إلى اتساع رقعة التصعيد الإيراني، هاجم أنصار رجل الدين الشيعي النيجيري إبراهيم زكزاكي، المسجون والمرتبط بطهران، البرلمان واشتبكوا مع الشرطة، مطالبين بإطلاق سراح زعيمهم.