أولاً وأخيراً: صفحة جديدة
جهود كبيرة بذلتها القيادة السياسية وعلى رأسها صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، والحكومة ومجلس الأمة في رفع الإيقاف الظالم عن الرياضة الكويتية بشكل كلي استناداً إلى نجاح خريطة الطريق وتطبيقها بشكل كامل، والتي كان آخرها انتخاب مجلس إدارة جديد للجنة الأولمبية برئاسة الشيخ فهد ناصر صباح الصباح لتعود المنتخبات والفرق الكويتية في مختلف الألعاب للمشاركة من جديد في البطولات الدولية ورفع علم الكويت في المراسم وعلى منصات التتويج.ورغم تبادل الاتهامات وتحميل بعض القيادات التي كانت تدير المنظومة الرياضية مسؤولية الإيقاف فإن الفترة التي أعقبت هذا القرار شهدت تكاتفاً كبيراً بين جميع الجهات المعنية في الدولة، ونجحت المساعي الكبيرة والدؤوبة في تحقيق الهدف المنشود، وبفضل تعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية صدر قانون الرياضة الجديد رقم ٨٧ لسنة ٢٠١٧ بمعايير تتوافق مع متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" واللجنة الأولمبية الدولية، وفي الوقت نفسه لا يتعارض مع الدستور والقوانين الكويتية، كما تنازلت الحكومة عن القضايا التي رفعتها ضد الهيئات الدولية، الأمر الذي ساهم في رفع الإيقاف عن الرياضة الكويتية نهائياً وبلا عودة.
وهناك دروس كثيرة مستفادة من بداية موضوع الإيقاف الرياضي حتى رفع هذا الإيقاف أهمها اهتمام الدولة بهذا الملف وتسخير كل الإمكانات لمعالجة الأخطاء والقصور في القوانين، وكذلك أثبت التعاون والعمل بروح الفريق الواحد بين الجهات الحكومية أنه يقود حتماً إلى النجاح، ومن أهم الدروس التي يجب أن نتعلمها أيضاً أنه "لا يضيع حق وراه مطالب"، فالكويت كانت تؤمن تماماً أنها تعرضت للظلم بقرار الإيقاف، وأنها تملك الحق، وفي الوقت نفسه اعترفت بوجود بعض الأخطاء، وسعت جاهدة إلى تصحيحها حتى تصل إلى هدفها المنشود، وقد تحقق لها ذلك.لقد مرت السنوات العجاف على الرياضة الكويتية، وبدأت الآن السنوات السمان، وقد أوصى صاحب السمو أمير البلاد القائمين على الشأن الرياضي "بالعمل على الارتقاء بالرياضة الكويتية من خلال توفير البيئة المناسبة للرياضيين لصقل مواهبهم سعيا إلى تحقيق الإنجازات الرياضية وحصد المراكز المتقدمة في مختلف المناسبات والبطولات الرياضية المحلية والدولية"، وعلى المسؤولين العمل بهذه النصائح والتوجيهات السامية، وأن يطووا هذه الصفحة الأليمة من تاريخ الرياضة الكويتية الحافل بالإنجازات، وأن يعيدوا الكويت إلى سابق عهدها بالعمل الجاد الذي تسوده روح الفريق الواحد، والتعاون البناء الذي يقود إلى التقدم وتحقيق الآمال والطموحات. والله الموفق والمستعان.