قصة نجاح في عالم الأزياء، فقبل خمس سنوات، كانت تشوي سون-هوا تعمل في مستشفى 20 ساعة في اليوم، لكن المرأة البالغة من العمر 75 عاماً تتألق راهناً في مجال عرض الأزياء في كوريا الجنوبية، التي يتشيّخ سكانها وتتّسع فيها الهوة بين الأجيال.

وهذه المرأة صاحبة الشعر الرمادي المصفف من القليلات اللواتي بتن نجمات في مجال الموضة عبر وسائل التواصل بين أترابها من النساء الطاعنات في السن.

Ad

وتقول تشوي سون-هوا "أظن أن مزاولة هذه المهنة في سنّي معجزة. الأمر أشبه بتسجيل هدف في الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي" خلال مباراة كرة قدم.

وباتت هذه المرأة أكبر عارضات الأزياء سنّاً في كوريا الجنوبية، بعدما عملت طويلاً في الماضي كممرضة في المستشفى ساعات دواما طويل كانت تمتد على مدار الأسبوع أحياناً.

وتوضح تشوي: "التمكن من تناول وجبة الغداء كان صعباً والضغط النفسي كان هائلاً وكنت كمن يخبّئ في داخله بركاناً على وشك الانفجار".

وهي كانت في تلك الفترة تعيش تحت مديونية طائلة وبالتالي كان جلّ ما تجنيه يصب في دفع مستحقاتها المالية.

وخضعت عندها لتدريب قبل حصولها على وظيفة لدى وكالة الأزياء "ذي شو بروجكت" أتاحت لها فرصة البدء في مسيرتها على منصات عرض الأزياء.

وتشير هذه المرأة السبعينية إلى أنها كانت تصبغ شعرها بالأسود تلبية لرغبة المرضى بألا يبدو أفراد طاقم التمريض "مسنين جداً". أما اليوم، فيبدي مصممو الأزياء الكوريون الجنوبيون إعجاباً بالطابع الفريد للون شعرها الأبيض على منصات العرض.

وتوضح مصممة الأزياء كيم هي-جين البالغة 32 عاماً: "هي فريدة وتتمتع بمزايا مختلفة تتلاءم مع الطابع غير التقليدي الذي أسعى إلى إظهاره من خلال تصاميمي".

وتروي المصممة التي استعانت بتشوي العام الماضي في عرضها خلال أسبوع سيول للموضة "أصنع ملابس للأشخاص في العشرينيات أو مطلع الثلاثينيات من العمر".

وتستذكر تشوي "هذا البلد كان فقيراً جداً خلال سنوات صباي"، لافتة إلى أنها كانت معجبة في صغرها بالملابس التي كان يرتديها أطفال الميتم الذين كانوا يتلقون هبات من الولايات المتحدة.

أما اليوم فقد باتت تشوي تعمل في قطاع الموضة الذي لا تقل قيمته عن 43 مليار وون (36.7 مليون دولار) في كوريا الجنوبية.

وينفق الكوريون الجنوبيون فوق سن الستين في المعدل 38 ألف وون (32 دولاراً) في الشهر لشراء الأحذية والملابس.

أما مواطنوهم بين سن 20 عاماً و30 فينفقون ثلاثة أضعاف هذا المبلغ.

وبيّنت دراسة للجنة حقوق الإنسان في كوريا الجنوبية أن أكثر من نصف الأشخاص بين 19 و39 عاماً يخافون من أن تقلص طفرة الوظائف لدى المسنين من فرص العمل للفئات الشابة.

ويرى مايكل هورت عالم الاجتماع في جامعة سيول أن معظم المسنين ينظرون إلى مهنة عرض الأزياء على أنها "مستبعدة كلياً".

في سياق متصل، قالت البريطانية دافني سيلفي، أكبر عارضة أزياء سناً في العالم، التي احتفلت بعيد ميلادها التسعين، إنها تتبع بعض العادات الصحية للحفاظ على رشاقتها وقوة جسدها وبرفضها اعتزال المهنة.

ونقلت تقارير إعلامية عن سيلفي، إنها ما زالت تمارس بعض تمارين اليوغا وحركات شد الأطراف والجسم، مشيرة إلى أنها لم تدخن السجائر طيلة حياتها، ولم تفكر على الإطلاق في اللجوء إلى حقن البوتوكس.

وأشارت إلى أنها تأكل كوجبة فطور نصف حبة أفوكادو وسبانخ ولوزاً وعنباً ونصف تفاحة ونصف موزة، وتتفادى الأطعمة المصنعة والمحفوظة.

وأضافت: "أعلم أن الجسم مع التقدم في السن لا يكون كما كان، لكنني أتحدى نفسي وأولادي يعتقدون أن استمرار مشاركتي في عروض الأزياء أمر مضحك، لكني لا أفكر في التقاعد".

من جهتها ، ظهرت العارضة كارمن ديل أولفيس على غلاف مجلة "فوغ" وهي بعمر الـ 82، وقدمت العروض الكثيرة أيضاً.