تحدثوا فتظاهروا فانتحروا!
التطور في طرق الخلاص من الحياة بلغ مداه، الناس بدأت تستسهل الانتحار! فهل في المسألة اتزان بين أن يُنهي إنسان روحه بيده وبين عدم شعور السياسي أن هناك مشكلة؟
أول العمود:مكتب حقوق الطفل في وزارة الصحة تلقى 1300 بلاغ عنف ضد الأطفال بينها 123 بلاغ اعتداء جنسي خلال أعوام 2015 – 2018 .
*** في أكتوبر 2017 كتبت في هذه الزاوية عن حالات انتحار «البدون» في الفترة من 2006 حتى 2016 تحت عنوان «انتحار بدون» رصدت فيها 9 حالات بعضها لم يُفض للموت، وبعضها الآخر أدى إلى المقابر، إما بإطلاق الرصاص أو بلع أدوية وسوائل سامة وهكذا. مؤخراً أقدم الشاب عايد حمد مدعث، على الانتحار شنقاً في منطقة سعد العبدالله وتوفي عن عمر 20 سنة، مللاً من الحياة ويأساً من تراخي الحكومة والبرلمان في حل أكثر القضايا جدلاً في الكويت داخلياً وخارجياً، وكان أخوه ينقل عنه سؤالا مستحقاً: «ليش إحنا جذي؟».هنا نتوقف، ليس لنتساءل، أو نشجب، أو نتعاطف، فكل هذه الوسائل استُنزِفَت، هنا نقف لنطالب الحكومة بحماية المجتمع من خلال حماية سكانه وتوفير الأمان الاجتماعي لهم جميعاً، (البدون) قاموا بواجباتهم نيابة عن الذين يُفترض أنهم يُقَدّرون معنى الأمن الاجتماعي والسياسي للبلد، هم تحدثوا في جمعية الخريجين في ٤ نوفمبر 2006 في ندوة «البدون يتحدثون»، هم تظاهروا في مناطق الصليبية وتيماء، وهم انتحروا شنقاً وتجرعوا السوائل السامة وأحرق بعضهم نفسه! وكل أصحاب الضمائر الحية من الكويتيين تظاهروا في ساحة الإرادة لهم ومعهم، وجمعوا لهم المؤن لتخفيف مشاعر المهانة عليهم.كتب لهم المخلصون من أصحاب القلم الحر، وأدلى برأيه ومشورته مخلصون للحكومات المتعاقبة، فما الذي يُراد لهذا الملف أكثر حتى يبقى طافيا على السطح هكذا بلا خجل؟التطور في طرق الخلاص من الحياة بلغ مداه، والناس بدأت تستسهل الانتحار، أي أن تقدم على قتل نفسها بسبب تعطل الحل السياسي! فهل في المسألة اتزان بين أن يُنهي إنسان روحه بيده وبين عدم شعور السياسي أن هناك مشكلة؟ ألا يشعر السياسي بحجم المهانة التي تتعرض لها بلاده في المحافل الدولية؟ ألا يشعر بألم «الكويتيين البدون» هنا في تيماء والصليبية ومناطق أخرى؟