ضم الضفة لن ينهي بل سيؤجج النضال الفلسطيني
بغطاء كامل من فريق "صفقة القرن" أعلن نتنياهو مبادئه الخمسة الخاصة بمستقبل الضفة الغربية المحتلة، وهي: أولا- اعتبار الضفة الغربية، التي سماها يهودا والسامرة، وطنا إسرائيليا.ثانيا- الاستمرار في "تطويرها" أي الاستمرار في التوسع الاستعماري الاستيطاني غير الشرعي فيها.
ثالثا- رفض تفكيك أو إزالة أي مستعمرة استيطانية، أو أي بؤرة استيطانية، أو أي بيت استيطاني فيها. رابعا- إسرائيل تحتفظ بالسيطرة الأمنية المطلقة على كامل الضفة الغربية. خامسا- سيسعى نتنياهو وإسرائيل لانتزاع شرعية دولية لقراره بضم وتهويد الضفة الغربية. لا مفاجأة في هذه المبادئ فهي ما آمن به، وما كتبه نتنياهو منذ عام 1994، لكن الوقاحة الفجة في إعلانها ترتبط بما قدمته إدارة ترامب من دعم مطلق له، وما تورطت فيه بعض الأطراف العربية من تطبيع معه، وما سببه التقاعس الدولي عن فرض عقوبات عليه وعلى إجراءاته التي مزقت أبسط قواعد القانون الدولي بما في ذلك ضم القدس والجولان. وإذا جمعنا بين ما أعلنه نتنياهو من مبادئ للضم والتهويد، مع قانون القومية اليهودية العنصري، فإن النتيجة هي تكريس نظام الأبارتهايد البشع ضد الشعب الفلسطيني الصامد على أرض وطنه. هذه هي نهاية اتفاقيات السلام المزعوم، ونهاية طريق الحالمين والمخدوعين بإمكانية الوصول إلى حل وسط مع الحركة الصهيونية، ونهاية مشاريع المتحدثين عن حل الدولتين دون أن يتجرؤوا على مجرد الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ولكي يكون الوضوح كاملا، تجب الإشارة إلى أنه لا فرق في كل ما ذكر بين نتنياهو، وغانتس، ولبيد، ويعالون، وباراك، كلهم من المدرسة نفسها، وكلهم يحملون أحلام المشروع الصهيوني نفسه الذي لا مكان فيه لوجود الشعب الفلسطيني، وكلهم مشاركون في الجرائم التي ارتكبت ضد هذا الشعب العظيم بصموده، وكفاحه، وتفانيه في الدفاع عن حقه. إعلان مبادئ نتنياهو لا يمثل نفسه فقط، بل هو المشروع المعلن للحركة الصهيونية بعد أن تحررت بسبب شعورها بالقوة، من الحاجة للخداع والتمويه، والعبرة من كل ذلك أن الذي يقرر المواقف في نهاية المطاف ليس القانون الدولي، ولا قرارات الأمم المتحدة على أهميتها، بل ميزان القوى. لكن ما يتجاهله نتنياهو وما لا يعرفه أركان "صفقة القرن"، التي يفضل أن تسمى "صفقة القبر"، هو رد فعل الشعب الفلسطيني، الشعب الذي تعلم الحكمة الكبرى "بأنه ما حك جلدك مثل ظفرك"، والشعب الذي نهض من رماد النكبة، والشعب الذي أعاد للعرب شعورهم بالكرامة، أثناء معركة الكرامة، وبعد الهزيمة المذلة عام 1967، الشعب الذي صنع الانتفاضة الأولى وأدخل اسمها القاموس العالمي، والذي أصبح عدده، بعد نكبة هجرت 70% منه، مساويا لعدد اليهود الإسرائيليين في أرض فلسطين التاريخية، الشعب الذي لن يرحل، ولن يزول، ولن يرضخ لعبودية نظام الأبارتهايد الذي التجأ له نتنياهو لحل معضلة الحركة الصهيونية. وجوابنا لنتنياهو: إن كنت قادرا على قتل فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة، فسنكافح من أجل دولة واحدة يتساوى فيها الجميع من النهر إلى البحر في الحقوق والواجبات، ولن تكون دولة يهودية، ولن تكون دولة ديمقراطية، إلا بإسقاط نظام الأبارتهايد في كامل فلسطين. جوابنا، لن نرضخ يوما لنظام الأبارتهايد العنصري، وسنحقق بالنضال حريتنا. * الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية