اختار إنسان أن ينهي حياته بمحض إرادته، ومع ذلك نقول، الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويغفر له ذنوبه، هذا الحادث الفردي لم يمر بسلام فقد أرجعه البعض وفسروه بأن الحياة ضاقت بهذا الإنسان لأنه لم يمنح الجنسية الكويتية، وأنه لا يستطيع العمل ولا يحصل على الرعاية الصحية ولا التعليم ولا رخصة قيادة إلى آخر الأعذار. وحسناً فعلت وزارة الداخلية عندما أصدرت بيانا يوضح ملابسات وفاة ذلك الإنسان، ولو أن البيان تأخر بعض الوقت إلا أنه أوضح ملابسات الوفاة، وردت على هذه الادعاءات وبينت الحقائق، ورغم أن هناك جهازاً يسمى الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية يبذل جهده في سبيل تقديم التسهيلات من تعليم ورعاية صحية وعمل وغيرها من المستندات في الأجهزة الحكومية، ومرارا وتكرارا يبين الأخ الفاضل صالح الفضالة ومسؤولي الجهاز الذين يبذلون جل جهودهم لمساعدة الأشخاص الذين ينضوون تحت هذا المسمى، فإن بعض ضعاف النفوس ومن يضمرون شراً للكويت يهاجمون رئيس الجهاز ومساعديه ويصمونهم بأبشع الأوصاف، إلا أن الحريصين على الكويت وأمنها صامدون يؤدون أعمالهم بصمت ونشاط وإخلاص ويقومون بكشف كل من يتلاعب أو يزور مستنداته، ويقدمون الحقائق المدعومة بالمستندات، وهذا جهد يشكر عليه رئيس الجهاز والذين معه.
الغريب في الأمر أن البعض يتحدى القانون ويحرض على الفوضى، ولا تخلو بعض الجهات الخارجية من التدخل في هذا الشأن الداخلي، وهذا التدخل يعتبر مخالفاً للاتفاقيات الدولية، والذي يشهد ويتابع الجهود الجبارة التي يبذلها الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمين بصورة غير قانونية، والتي لا تقدمها حتى بعض الدول الأخرى في العالم بما فيها بعض الدول المتقدمة، وعلى سبيل المثال الولايات المتحدة الأميركية وموقفها من المكسيكيين الموجودين على أرضها بصورة غير قانونية لا يحق لهم العمل، ولا تقدم لهم رعاية طبية ولا تعليما بطبيعة الحال، وعندما يُلقى القبض عليهم إما أن يسجنوا أو يرحلوا إلى دولهم إذا كانوا أكثر من جنسية. ومع كل هذه التسهيلات التي تقدمها الكويت للمقيمين بصورة غير قانونية فإن الهجوم عليها من الداخل والخارج مستمر من جهات لا يعجبها أن ترى الكويت تعيش بأمن وأمان، ولكن البعض يحرض على مخالفة القانون، والبعض يتدخل في الشؤون الداخلية للكويت، والبعض يستغل ذلك للتكسب الانتخابي والعزف على وتر الطائفية والقبلية وغيرها مما يهدد الأمن الوطني الكويتي. فتحية تقدير واحترام لجميع العاملين في الجهاز المركزي لمعالجة المقيمين بصورة غير قانونية، وكذلك الشكر موصول لوزارة الداخلية التي تحافظ على الأمن وإحالة كل من يحاول العبث بأمن الكويت أو يحرض على مخالفة القانون. حفظ الله الكويت ومن يعيش على أرضها من كل خطر، وأن تكون دار أمن وأمان للجميع، وأن يكون احترام القانون وتطبيقه هما الضمان للجميع.
مقالات
الكويت فوق الجميع
15-07-2019