طهران تتلقى عرض لندن لإطلاق «غرايس 1» بفتور
• نفت تسلُّمها رسالة أميركية عبر موسكو
• أوروبا تدعم تنظيم مؤتمر إقليمي لخفض التوتر
اتسم الرد الإيراني على مطالبة بريطانيا طهران بتقديم ضمان بعدم توجه ناقلة النفط، التي تحتجزها منذ أسبوع عند مضيق جبل طارق، إلى سورية، التي تخضع لعقوبات أوروبية لإطلاقها، بالفتور.وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أمس، إنه "يمكن من خلال الأدلة التي قدمتها الجمهورية الإسلامية والتدابير القانونية المنصوص عليها، وكذلك التصريحات الأخيرة للبريطانيين، التنبؤ أنهم سيتخلون عن مطالبهم لأن وجهة السفينة ليست حيث أعلن البريطانيون"، في إشارة إلى اتهام لندن للسفينة بنقل محروقات إلى دمشق.واعتبر ربيعي أن الاتحاد الأوروبي "لا يتفق مع البريطانيين حول احتجاز الناقلة"، داعياً بريطانيا إلى ترك مسؤولية تأمين الممرات الملاحية في الخليج إلى دول المنطقة، بدلا من إرسال سفينة حربية ثانية بعد حادث الاحتكاك بين الزوارق الإيرانية وناقلة تجارية كانت برفقة فرقاطة بريطانية.
من جانب آخر، رأى المتحدث أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب تخلى عن 12 شرطاً للتفاوض مع إيران في الوقت الحاضر، وأنه اكتفى باشتراط عدم امتلاك طهران أسلحة دمار شامل"، مجددا تأكيد بلاده عدم رغبتها في امتلاك مثل تلك الأسلحة.وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن بلاده ستواصل تصدير نفطها "في كل الظروف"، داعياً الحكومة البريطانية إلى أن "تتخذ التمهيدات اللازمة بسرعة لإنهاء الاحتجاز غير القانوني لناقلة النفط الايرانية التي احتجزت شرق البحر المتوسط".وأكد لدى تلقيه اتصالا من نظيره البريطاني جيريمي هانت أن العقوبات الأميركية على النفط الإيراني "غير قانونية".في هذه الأثناء، وصف الرئيس حسن روحاني الأوضاع الاقتصادية في بلاده بالصعبة، لكنه قال إن الدين الخارجي تراجع إلى 9.5 مليارات دولار مسجلا انخفاضاً بنسبة 25 بالمئة.وقال في تصريحات، أمس: "رغم المصاعب والضغوط الأميركية إلا انه لم نطلب مساعدة الأجانب والصناديق الدولية واعتمدنا على أنفسنا ووفرنا النفقات وسددنا جزءا من الديون". كما أشار روحاني إلى تراجع معدل البطالة في بلاده الى 10.8 في المئة، مقارنة بمستواه الذي بلغ 12.1 في المئة العام الماضي.في غضون ذلك، نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، تسلم طهران أي رسالة أميركية عبر روسيا للتفاوض على مستوى وزراء الخارجية. كما أكد موسوي أن إيران لم تخض مفاوضات مع أي مسؤول أميركي ولا على أي مستوى.واعتبر المتحدث أن أهم إنجازات الاتفاق النووي الذي أبرمته بلاده مع القوى العالمية عام 2015، هو إسقاط "المشروع العسكري" ضد إيران بعد مرور 40 عاماً على الثورة.من جهة أخرى، شدد القائد العام للجيش الايراني اللواء عبدالرحيم موسوي على أن القوات المسلحة للبلاد تتسم بقوة هجومية مدمرة، ولن تعتمد الدفاع فقط في تعرض الجمهورية الإسلامية لأي اعتداء.لكن موسوى أكد أن بلاده لم ولن تكون البادئة بأي هجوم.وفي وقت يخيم هدوء حذر على المنطقة، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن انتهاك ايران لقيود تخصيب اليورانيوم بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم بين القوى الدولية وطهران "رد فعل سيئ على قرار سيئ"، ويثير مخاوف من الانزلاق إلى حرب.وأضاف لودريان، رداً على سؤال حول خطر اندلاع حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط: "الوضع خطير. تصاعد التوترات قد يؤدي إلى وقوع حوادث".جاء ذلك بعد يوم من إعلان مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فديريكا موغيريني، أمس، أن الكتلة الأوروبية تؤيد تماما مقترحا عراقيا لعقد مؤتمر إقليمي وسط توترات متزايدة في منطقة الخليج العربي.