في حين يخيم تشاؤم حول مستقبل الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، رأى وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أنه "لا يزال أمام إيران عام على الأقل لإنتاج قنبلة ذرية".وقال هانت، في تصريحات لدى وصوله إلى بروكسل لحضور اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، إن الوقت لا يزال متاحاً لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، مضيفاً أن بلاده لا تزال ترى أن الحفاظ على الاتفاق النووي، هو "الطريق الأفضل للحفاظ على الشرق الأوسط كله خالياً من السلاح النووي".
وأشار هانت، الذي يتنافس على منصب رئيس وزراء بريطانيا لكن حظوظه ليست مرتفعة، إلى أنه يتفق مع واشنطن على ضرورة إيجاد حل طويل الأجل للنفوذ الإقليمي لإيران.
رد ومخرج
ورداً على سؤال ما إذا كانت القوى الأوروبية ستسعى إلى معاقبة إيران لانتهاكها بنوداً من الاتفاق بعد تشديد واشنطن العقوبات التي تستهدف وقف صادرتها النفطية، قال هانت: "سنفعل وهناك شيء يسمى اللجنة المشتركة، وهي آلية واردة في الاتفاق، وهو ما يحدث عندما يعتقد أحد الأطراف أن الطرف الآخر انتهكه، وهذا سيحدث قريباً جداً".جاء ذلك، في حين اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل وعلى جدول أعمالهم بحث ملف ايران. وقال وزير الدولة الألماني لشؤون أوروبا ميخائيل روت إن وزراء الاتحاد الأوروبي يعتزمون التباحث بشأن الموعد المناسب لتفعيل آلية تسوية المنازعات المنصوص عليها في الاتفاق.ووصف روت الوضع بأنه "خطير جداً"، مشيراً إلى أنه يتعين على شركاء الجمهورية الإسلامية أن يوضحوا بصورة قاطعة أن السبيل الوحيد لإنقاذ الاتفاق هو التزامها الكامل به.ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى ضرورة أن تظل أوروبا موحدة في محاولة الحفاظ على الاتفاق النووي، مضيفاً أن على طهران العدول عن قرارها بعدم الالتزام ببنود في المعاهدة. وقالت مصادر، إن فرنسا ستعرض خلال الاجتماع تفاصيل مبادرتها مع إيران.تهديد إيراني
في المقابل، أكد المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي أن بلاده ستعيد البرنامج النووي إلى ما كان عليه قبل 4 أعوام، إذا لم تلتزم باقي الأطراف بتعهداتها الاقتصادية.وقال إن هدف إيران من تقليص تعهداتها النووية دون بلوغ حد التخصيب الذي كانت عليه قبل توقيع معاهدة 2015 أي إلى 20 في المئة هو "إعطاء فرصة للدبلوماسية".ظريف
وفي نيويورك، وجه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس الأول، رسالة قوية للأوروبيين. ونقل التلفزيون الايراني الرسمي عنه قوله: "هناك فرق كبير بين فعل شيء وإعلان استعدادك".وأعطت إيران مهلة لبريطانيا وفرنسا وألمانيا للوفاء بتعهداتها تجاه إيران الواردة في الاتفاق، وأنذرت بأنها ستتخذ خطوة تصعيدية جديدة كل 60 يوماً، لخفض التزاماتها بالاتفاق النووي وفقاً للمادتين 26 و36 منه.تصعّد إيران خطواتها، منذ 8 مايو الماضي، الذكرى السنوية الأولى لانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، في وقت يسابق الأوروبيون فيه المهل الإيرانية لإيجاد صيغة تنقذ الاتفاق. في السياق، أعلن محافظ البنك المركزي الإيراني عبدالناصر همتي عن زيادة مبيعات النفط الايراني بشكل تدريجي بالتزامن مع تسهيل عملية دخول العملة الأجنبية إلى البلاد.وأضاف أن البنك وفر 12 مليار دولار لدعم توريد السلع الأساسية منذ 20 مارس الماضي، لكنه اعترف بأن العملة الصعبة مازالت تحت الحد الأقصى من الضغوط رغم استقرار السوق نسبياً.من جانب آخر، رأى وزير الخارجية الإيراني الموجود في نيويورك لحضور الجلسة السنوية للمجلس الاقتصادي بمقر الأمم المتحدة أن "إدارة ترامب معزولة في المجتمع الدولي".وأضاف ظريف أن "الوقت قد حان لكي تبدأ الولايات المتحدة في العودة إلى الإجماع الدولي".في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أمس، إنه وافق على إصدار تأشيرة لظريف، للسفر إلى نيويورك، لكن كما أن أميركا ليس لديها دبلوماسيون في طهران، فعلى ظريف أن يقتصر وجوده في نيويورك على مقر الأمم المتحدة.وأضاف بومبيو، أن ظريف والوفد المرافق له سيُسمح لهم بالتنقل بين مقر الأمم المتحدة والبعثة الإيرانية، ومقر إقامة السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة.يشار إلى أن ظريف، الذي سبق أن أعلنت الخزانة الأميركية أنها تستعد لإدراج اسمه بقائمة العقوبات، وصل على رأس الوفد الإيراني، أمس الأول، إلى نيويورك وأفادت تقارير بأنه يجهز لعقد لقاءات مع عدد من نواب "الكونغرس" الأميركي.ولاحقاً، علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوى على تصريحات بومبيو بالقول: "إن وزير الخارجية الأميركي اعترف بقلقه من تأثير زيارات العمل لوزير الخارجية الإيراني على الرأي العام الأميركي والعالمي".نتنياهو
على صعيد قريب، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن جيش بلاده وحده قادر على محاربة إيران.وأضاف نتنياهو، أمس الأول، خلال کلمة ألقاها في کلية الأمن القومي الإسرائيلي: "إيران تخطط لتدمير إسرائيل بقنبلة نووية".وانتقد نتنياهو إدارة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، وتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، حيث اضطرت إسرائيل من أجل مواجهة الاتفاق النووي أن تدخل في صراع، وكذلك الرئيس الأميركي، ترامب. وتابع نتنياهو قائلاً، إن الاتفاق النووي مهّد الطريق أمام إيران للوصول إلى سلاح نووي بعد منحها مئات المليارات من الدولارات.