«لقاء الرياض»: صيانة «الطائف» وإعادة «هيبة الدولة»
• الملك سلمان لرؤساء وزراء لبنان السابقين: ما يمس سنّة لبنان يمسنا
• خطوات سعودية تجاه لبنان قريباً
في لقاء لافت من حيث الشكل والمضمون، يشكّل سابقة سياسية تحصل للمرة الأولى في تاريخ العلاقات اللبنانية – السعودية، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في قصر السلام أمس، ثلاثة رؤساء حكومات لبنانية سابقين، هم فؤاد السنيورة وتمام سلام ونجيب ميقاتي على مدى 35 دقيقة. ولفت رؤساء الحكومة السابقون، في بيان مشترك صدر عنهم بعد اللقاء، إلى أن "خادم الحرمين الشريفين أكد حرص المملكة القوي والثابت على لبنان واستقلاله وسيادته وعلى الحفاظ على، وصيانة اتفاق الطائف لأنه الاتفاق الذي أنهى الحرب الداخلية في لبنان، وشدد على أهمية صيغة العيش المشترك بين جميع اللبنانيين بكل طوائفهم وانتماءاتهم وكل ذلك تحت سقف الدستور واحترام القوانين واحترام الشرعية العربية والدولية".وذكر البيان أن "المملكة لن تدخر جهداً من أجل حماية وحدة لبنان وسيادته واستقلاله، وفي هذا المجال اكد خادم الحرمين الشريفين على أهمية إعادة الاعتبار والاحترام للدولة اللبنانية وقدرتها على بسط سلطتها الكاملة وبقواها الشرعية على جميع مرافقها وأراضيها وكذلك قدرتها على استعادة هيبتها بما يعزز من وحدة اللبنانيين".
وأشار الرؤساء في بيان إلى أن الملك السعودي "أكد على أهمية تعزيز العلاقات الاخوية التاريخية التي تجمع بين المملكة العربية السعودية ولبنان وبين الشعبين الشقيقين، وأكد على الجهود الخيرة التي يبذلها أصحاب الدولة رؤساء الحكومة السابقون إلى جانب رئيس الحكومة سعد الحريري الذي تكن له المملكة المحبة والتقدير، من تعزيز العلاقات الأخوية الوثيقة بين المملكة ولبنان". وبحسب البيان، "أكد خادم الحرمين الشريفين رغبته الصادقة بزيارة لبنان الذي يعتبره المنتدى الأفضل في الوطن العربي ويكن له كل المحبة والتقدير وله فيه ذكريات طيبة".
الملك سلمان
وشدد الملك سلمان خلال اللقاء على "أهمية الحفاظ على لبنان ضمن محيطه العربي"، لافتاً إلى أن "ما يمس أهل السنّة في لبنان يمسنا في المملكة"، وأكد أن "المملكة موقفها واضح وتريد للبنان الأمن والاستقرار والازدهار".كما أشار الرئيس السنيورة إلى "أننا نقلنا إلى الملك السعودي طبيعة الوضع الصعب الذي يمر به لبنان وتباحثنا معه حول ضرورة عودة السعودية لدعم لبنان واستقراره". ولفت في حديث تلفزيوني أمس، إلى أنه "أصبح هناك جرأة من البعض في لبنان على اتفاق الطائف من جهة محاولة تعديله، والسعودية كانت دائماً تقف إلى جانب كل لبنان بكل مكوناته"، معتبراً أن "زيارتنا للسعودية تأتي لتعزيز موقف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري". وقال: "لبنان اعتمد سياسة النأي بالنفس ولم يطبقها"، مشيراً إلى أن "كلام حزب الله عن سياسة النأي بالنفس بقي حبراً على ورق".ميقاتي
وقال الرئيس ميقاتي: "سمعنا من خادم الحرمين حرصه على أمن لبنان واستقراره وتحصين اتفاق الطائف والعيش الواحد في لبنان". وأضاف: "قال لنا جلالته إنّ لبنان هو المنتدى العربي الفاعل والحاضر في كلّ مكان، ويجب على اللبنانيين الحفاظ عليه، كما المطلوب من الدول العربية مساندته". وختم: "من موقعنا كرؤساء حكومة سابقين أكدنا دعمنا للموقع ولدولة الرئيس الحريري بالذات، لأنّ الأهم في الوقت الحاضر أن نعمل على إنقاذ وطننا".طابع سنّي
السنيورة وقالت مصادر مواكبة للزيارة إن "اللقاء طابعه سنّي أولاً، ويتعلّق بالبحث في كيفية تعزيز دور رئاسة الحكومة في اللعبة السياسية". وأضافت أن "الوفد طلب دعما سعودياً لهذا المسار - الذي يُعتبر الطائف، حجرَ زاويته لتستعيد المملكة حضورها الفاعل، على الساحة اللبنانية من خلال الاستثمارات والأموال ودعم المؤسسات والسياح، بما يشكّل دفعاً قوياً" لرئيس الحكومة سعد الحريري. وكشفت المصادر عن "خطوات سعودية جديدة تجاه لبنان" قريباً وهو ما أكده الرئيسان السنيورة ميقاتي في تصريحات بعد اللقاء أمس. وتابعت المصادر: "حمل الرؤساء الثلاثة معهم موقفاً واضحاً الى المملكة، يقول بأن لبنان ليس مناهضاً للعرب ولا لتوجّهاتهم، بل هو جزء لا يتجزّأ من الأسرة العربية. وهم سيعيدون التذكير بأن الحكومة اللبنانية تلتزم سياسة النأي بالنفس والقرارات الدولية كلّها وعلى رأسها الـ 1701 والـ 1559".