لا يوجد كويتي واحد يستطيع نسيان دور أشقائه في الخليج أثناء تحرير بلاده من الغزو العراقي، نعم نذكر جيداً كيف فتحت الشعوب الخليجية لنا بيوتها وسخرت لجبهات تحرير وطننا كل إمكاناتها السياسية والعسكرية، وبذلت لهذا الغالي والرخيص، هذا واقع راسخ في قلوبنا كالجبال التي لا تهزها رياح نكران الجميل، أعاذنا الله وإياكم من لفح سمومها ولواهيبها. ولأن الجميل بالجميل يذكر، كذلك لا يوجد خليجي واحد يجهل نطق حروف الكويت الراسخة على سطور نهضة الخليج وتطوره، أستثني من هذا المبتلى، والعياذ بالله، بزهايمر قلة المرجلة والصفر المطلق للمروءة والجحود، عافانا الله وإياكم مما ابتلاهم به.
بحسبة يعربية بسيطة كشعب كويتي نذكر فضل أشقائنا في الخليج ولا نجحده أبداً، وفي المقابل أشقاؤنا الخليجيون لا ينكرون لنا فضلا ويذكرونه كعادات الكرام دوما، فعلى شعوبنا الخليجية أن تعي ما ذكرت أعلاه في ظل ما نتعرض له حاليا في الخليج من غزو غاشم لضباع التفاهات، وثعالب الإمعات، وكتائب المرتزقة، نحتاج فعلا إلى تقليب صفحات هذه الحقائق التاريخية لنعي الدرس جيداً، ونجتاز الاختبار الصعب للواقع الدولي والإقليمي الذي نخوض فيه حاليا، ونتمركز في وسط معمعته، وكما فتحنا بيوتنا لبعضنا في الماضي البعيد فلنحاول فتح قلوبنا وعقولنا لبعضنا هذه المرة، لنصد هجمات الترهات التي تتقوى بعربات رتويتاتنا، وطائرات سفالتها وصواريخ الإشاعات والدجل، لهدم ما تبقى من صروح أخلاقنا العربية، وقلاع ترابطنا الخليجي. وقد أوضح هذا سيدي صاحب السمو أمير البلاد، حفظه الله ورعاه، في كلمة لإخوته في مجلس التعاون: انطلاقا من حرصنا على الحفاظ على وحدة الموقف الخليجي، فإننا ندعو إلى وقف الحملات الإعلامية التي بلغت حدوداً مست قيمنا ومبادئنا، وزرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا، وقد صدق حكيم العرب ووضع يده على الجرح النازف كعادته دوماً. نصيحة من القلب لشعوبنا في الخليج: شئتم أم أبيتم مصيركم واحد، ومركبكم واحد، فلا تغرقوه فتندموا، فلن ترحم الأمواج العاتية ندمكم وتأسفكم، فروا من هذا الجذام الإعلامي كفراركم من الأسد، ولا تكونوا كأسد التاريخ الذي أدمت مقلته بعوضة سوشيال ميديا احتقرها، ولم يحسب حسابا لخصومتها، وما أكثر البعوض والذباب هذه الأيام!!
مقالات
خارج السرب: الكويت والخليج والبعوض
17-07-2019