الأشقر : أكتب قصيدة النثر لأرسم فضاءً رحباً بالكلمات
«المعايير في سوق النشر ليست للأفضل دوماً بل تتأثر بالعلاقات الشخصية»
ناشطة في المجالين الثقافي والإنساني. لها مشاركات كثيرة في الإذاعات والصحف العربية، وتحظى بشهرة واسعة على الـ "سوشيال ميديا" كشاعرة تكتب قصيدة النثر ببراعة، وفي حوار أجرته معها "الجريدة" من القاهرة، قالت ميادة الأشقر إن قصيدة النثر جعلتها تخرج من إطار اللوحة لترسم لنفسها فضاء أكثر رحابة بالكلمات، لافتة إلى أن أهم منطلقاتها في الكتابة تجربة الحرب والصمود في بلادها... وفيما يلي نص الحوار.
● حدثيني عن سنوات النشأة الأولى، وكيف انعكست على تجربتك الإبداعية؟- بداية، أحببت الكتاب مذ رأيته أخضر بين يدي والدي، رحمه الله، والذي كان في مواقف معيّنة يستشهد بمثل أو حكمة أو بيت شعر، وكان صوته شجياً رخيماً، فأحببت الأدب من خلاله، وبعدها حين كنت في الثالثة عشرة من عمري أصبحت أتجه من مدرستي إلى المركز الثقافي الذي يبعد عنها أمتارا قليلة لأستعير الكتب، وما كان يشجعني أكثر أنّ والدي يسألني عما يحتويه هذا الكتاب وذاك، ثم تأثرت بالمذياع وبرامجه التي أغنتني، ومنها برامج المذيع والباحث الراحل فايز مقدسي، وكذلك كنت أستمع إلى برامج الطيب صالح على إذاعة BBC، وإلى الإذاعة الوطنية لبلدي الحبيب سورية، وقراءة الصحف وما فيها من مواضيع.
● بالنسبة إليكِ، كيف خلقت الـ "سوشيال ميديا" فضاء واسعاً للتواصل مع القراء؟- وصلت من خلال الوسائط التكنولوجية إلى متابعين وجمهور له كلمته وذائقته، وتواصلت مع الصحف والمجلات، وأكثر ما شجعني أن بعض المذيعين ممن كنت أستمع لهم كانوا قد قرأوا كتاباتي، وشعرت بفرح غامر حين أشادوا بها، ومنهم من كنت ضيفتهم في الإذاعة التي كنت أستمع إليها منذ الصغر "صوت الشعب" و"دمشق"، كما أنني كنت أحل ضيفة عبر الهاتف في إذاعة "صوت العرب" من القاهرة، وعبر الـ "سوشيال ميديا" مَنْ كانت تعجبهم كتاباتي يطلبون الإذن لإلقائها في الإذاعة بصوتهم... جميل أن تسافر كلماتنا عبر الأثير.● وهل عوضتكِ الإذاعة ومواقع التواصل الاجتماعي عن النشر الورقي؟- عوضتني قليلاً من حيث أن الـ "سوشيال ميديا" تصل إلى الجميع وتطبيقاتها متاحة في كل العالم، لكن لا شيء يلغي عبق الورق ورائحة الحبر ووجود الكتاب كقنديل ورفيق في منزلك، وأحلم بالنشر الورقي، لكن المعايير في سوق النشر ليست للأفضل دوماً، بل تتأثر بالعلاقات الشخصية، وعلى كل حال هناك بداية اتفاقات مع بعض دور النشر لطباعة أعمالي.● هل وجدتِ فارقاً كبيراً حين انخرطت في الوسط الثقافي على أرض الواقع من خلال مشاركاتك في الملتقيات والأماسيّ الأدبية؟- لم أجد فارقاً، فالكاتب حينما يكون صادقاً مع الجمهور في العالم الافتراضي ستتشكل صورته في ذهن القارئ، وحينما التقينا على أرض الواقع كانت العبارة التي أسعدتني: "أنتِ ميادة فعلاً؟"، وكنت سعيدة جداً حينما حضر جمهوري من العالم الافتراضي على الـ "سوشيال ميديا" أمسيتي الأولى. ● ما منطلقاتكِ العامة في الكتابة؟- أحد أهم منطلقاتي هو الكتابة عن تجربة الحرب والصمود في بلادي، وكذلك عن الحب الصادق الشفاف والخير والجمال للارتقاء بمشاعر المتلقي، فكلما كنت صادقاً وشفافاً مع القارئ تحقق غايتك من الكتابة بأن تلمس وجدانه وروحه.● متى يتجمد الحبر في قلمكِ وتصبح الكتابة أمراً مستحيلاً؟- يتجمد لفترة، لكنه مثل البركان الخامد ما يلبث أن يجعلك تثور فرحاً أو حزناً على الورق الأبيض، كما تجمد حينما فقدت أبي الحبيب وبعده بشهور شقيقي الشهيد، لروحيهما السلام، وكما كتبتُ فرحاً بنصر وطني على الحرب الشرسة التي نخوضها منذ سنوات.● ما الذي وجدتيه في قصيدة النثر، ولَم توفره لك القصيدة الكلاسيكية؟- قرأت الشعر الكلاسيكي في كتب المدرسة وكتب المطالعة أيضاً، وكان رصيداً ثرياً بالنسبة إلي، وأحياناً أكتب التفعيلة، لكنني أميل إلى النثر لأخرج من الإطار واللوحة وأرسم بالكلمات فضاء رحباً لي، وكثيراً ما يوصف النص النثري بالنص الشعري، حينما يمتلئ بالخصائص الشعرية.● متى يصدر ديوانكِ الأول؟- قريباً إن شاء الله. هناك اتصالات تُجرى حالياً مع عدة دور نشر في سورية وخارجها، وعلى كل حال أصبح الديوان جاهزاً تحت عنوان "سرب أغنيات" وفي انتظار الاتفاق مع إحدى دور النشر، لأنني مهتمة بأن يصدر ديواني الأول بشكل لائق للقارئ العربي الذي مازال مقبلاً مثلي على القراءة الورقية.● لماذا بدأت أخيراً دراسة الموسيقى؟- بالفعل بدأت أتابع دروساً في العزف على آلة البيانو التي أعشقها منذ الصغر، فهناك رابط كبير بين الموسيقى والشعر، إذ إن للنصر موسيقاه وللحب والحزن أيضاً موسيقى خاصة.. وهكذا، فالموسيقى لا تخذلنا أبداً، وتنقذنا في أغلب الأحيان.
كتاباتي تنطلق من تجربة الحرب والصمود في بلادي