ترامب يتمسك بهجومه على «نائبات اليسار» لأسباب انتخابية

●جمهوريون قلائل يرفضون تعليقاته والديمقراطيون في أزمة
●عمر: الرئيس يتبنى أجندة القوميين البيض

نشر في 17-07-2019
آخر تحديث 17-07-2019 | 00:02
مهاجرون موقوفون على الحدود الاميركية (أ ف ب)
مهاجرون موقوفون على الحدود الاميركية (أ ف ب)
تمسك الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهجومه على 4 نائبات ديمقراطيات ينتمين إلى اليسار الراديكالي، في خطوة قال مراقبون إنها محاولة للعب على الوتر العرقي لتعبئة قاعدته الانتخابية البيضاء، وأيضا للعب على الخلافات بين الديمقراطيين المتخوفين من انزلاق حزبهم باتجاه اليسار.
بدا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجد في السجال الذي حصل بين اربع نائبات ديمقراطيات ينتمين الى الجناح اليساري الراديكالي في الحزب الديمقراطي وبين زعيمة الغالبية الديمقراطية في مجلس النواب، الاسبوع الماضي، فرصة للدخول أكثر فأكثر في أجواء الحملة الانتخابية للانتخابات الرئاسية المقررة في 2020.

ورغم الادانات التي صدرت بحقه ووصف تصريحاته بحق النائبات الكسندريا اوكاسيو كورتيز والهان عمر وايانا بريسلي ورشيدة طليب بالعنصرية، تمسك الرئيس الجمهوري المثير للجدل بماجمة النائبات، بل وصعد هجومه داعياً كل من «يكره الولايات المتحدة الحرة والجميلة والناجحة جداً ومن لا يشعر بالسعادة فيها» الى المغادرة.

واتهم، أمس، النائبات المذكورات بقول أكثر الاشياء إثارة للبغض والكراهية بتاريخ الكونغرس، متهما الحزب الديمقراطي بحمايتهن رغم «معاداتهن للولايات المتحدة وإسرائيل واحتضانهن الارهاب».

وأمس الأول، قال ترامب للصحافيين خلال فعالية في البيت الأبيض للترويج للصناعات الأميركية: «كل ما يفعلنه هو التذمر. هؤلاء أشخاص يكرهون بلدنا»، مضيفاً: «إن كنتن غير مسرورات هنا يمكنكن المغادرة».

واتهم أيضا النائبات اللواتي دخلن الكونغرس للمرة الأولى (اثنتان من أصل عربي وصومالي وواحدة إفريقية-اميركية والرابعة تتحدر من بورتوريكو) بأن لديهن مشاعر «حب لأعداء الولايات المتحدة كالقاعدة».

وردا على سؤال من أحد الصحافيين حول ما إذا كان يشعر بالقلق إزاء اعتبار كثيرين تعليقاته بأنها عنصرية، قال الرئيس: «الأمر لا يقلقني، لأن العديد من الأشخاص يوافقونني الرأي».

رد النائبات

وأعلنت النائبات اللواتي استهدفهن ترامب أن الرئيس يروّج لـ «القومية البيضاء»، وتعهدن بأنهن لن «يسكتن». ودانت بريسلي تعليقات الرئيس «الكارهة للأجانب والمتعصبة»، وقالت «لن يتم اسكاتنا».

وأضافت عمر أن ترامب قام «بهجوم عنصري صارخ» على أربع نائبات «ملونات»، مشيرة الى «أن هذه أجندة القوميين البيض». وكررت عمر وطليب دعواتهما لمحاسبة ترامب وعزله.

وقال عضو الكونغرس الديموقراطي عن تكساس آل غرين، في تصريحات منفصلة، إنه سيطرح تصويتا في مجلس النواب لمحاسبة ترامب هذا الشهر، «لأن التعصب في السياسة يؤذي مجتمعنا».

تعليقات جمهورية

وقال السناتور الجمهوري عن يوتا ميت رومني: «من وجهة نظري فإن ما قيل وما تم تغريده كان مدمرا ومهينا ومثيرا للانشقاق، وبصراحة كان خطأ فادحا». وقالت السناتورة الجمهورية عن الاسكا ليزا موركوسكي: «ما من عذر لتعليقات الرئيس الحاقدة، كانت غير مقبولة إطلاقا، وهذا يجب أن يتوقف». وأضافت: «يجب أن نطالب بمعايير أعلى من اللياقة والحشمة».

وقالت السناتورة الجمهورية عن ماين سوزان كولينز إنها رغم اختلافها مع الآراء السياسية للنائبات إلا أن «تغريدة الرئيس عن أن عددا من أعضاء الكونغرس يجب أن يعدن من حيث أتين تخطت الحدود كثيرا ويتعين عليه حذفها».

وقالت النائبة عن تكساس ويل هورد، الجمهورية السوداء الوحيدة في مجلس النواب لشبكة CNN، إن سلوك ترامب «لا يليق بزعيم العالم الحر». أما السناتور تيم سكوت، وهو جمهوري أسود عن كارولاينا الجنوبية فانتقد الرئيس لاستخدامه «هجمات شخصية غير مقبولة ولغة عنصرية مهينة».

الديمقراطيون في أزمة

وبدا الرئيس الأميركي عازما أكثر من أي يوم على اللعب على الوتر العرقي لتعبئة قاعدته الانتخابية البيضاء بأكثريتها، وأيضا للّعب على الخلافات بين خصومه السياسيين.

وفي هذا الاطار، قال ديفيد اكسلرود المستشار السابق لباراك اوباما: «بهذا الكلام العنصري المتعمد يسعى دونالد ترامب الى تسليط الاضواء على الاشخاص الذين استهدفهم، ودفع الديمقراطيين الى الدفاع عنهم وجعلهم رموزا لكامل الحزب». ويجد الحزب الديمقراطي نفسه بأزمة، فهو من جهة يرفض تصريحات ترامب، ومن جهة اخرى يرفض انزلاق الحزب الى اليسار، مما قد يتسبب بخسارته شرائح انتخابية وسطية.

وكانت الحزب الديمقراطي واجه ازمة مع صعود نجم اليسار بيرني ساندرز في الانتخابات الماضية، ما جعل المؤسسة الديمقراطية تصطف ضده لاخراجه من السباق ودعم هيلاري كلينتون.

تعليقات دولية

وبعد رفض رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة تريزا ماي تصريحات ترامب، قالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا ارديرن: «اختلف كليا وتماما معه»، مضيفة في تصريحات لإذاعة نيوزيلندا أن بلدها يرحب بالتنوع في دوائر السلطة. كما عبر كل من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن رفضه للتعليقات. وندد أيضا بالتصريحات بوريس جونسون وجيريمي هانت وهما مرشحان لخلافة ماي في رئاسة الوزراء.

back to top