قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، إن بلاده ستزيد فعالياتها وأنشطتها في شرق المتوسط، وسترسل سفينة تنقيب رابعة إلى المنطقة.وأكد جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي بالعاصمة المقدونية سكوبي، أن بلاده لن تأخذ الإجراءات العقابية التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بحقها أمس الأول «على محمل الجد»، مضيفا أن «الأوروبيين يدركون أن تلك القرارات ليست قابلة للتطبيق».
وتابع: «لدينا ثلاث سفن تنقيب في شرق البحر المتوسط، وسنرسل السفينة الرابعة»، واثار اكتشاف كميات كبيرة من احتياطي الغاز في شرق المتوسط سباقا للتنقيب عن الموارد تحت الماء، ونزاعا بين قبرص وتركيا.
«الخارجية»
وكانت الخارجية التركية ذكرت في وقت سابق أن «القرارات التي تبناها (وزراء الخارجية الأوروبيون)... لن تؤثر بأي طريقة على تصميم تركيا على مواصلة أنشطة الهيدروكربون في شرق المتوسط».واتهمت الوزارة الاتحاد الأوروبي «بالتحامل والتحيّز» لغياب أي إشارة للقبارصة الأتراك، «الذين يتمتعون بحقوق متساوية فيما يتعلق بالمصادر الطبيعية للجزيرة». وقالت وزارة الخارجية التركية إن الاتحاد الأوروبي يقوم «بسلوك غير بناء»، بدلا من «تشجيع الطرفين على الالتقاء فيما يتعلق بموارد الهيدروكربون».والمعروف أن جمهورية قبرص، العضو في الاتحاد الاوروبي، لا تمارس سلطتها سوى على القسم الجنوبي من الجزيرة، في حين تسيطر القوات التركية على القسم الشمالي البالغة مساحته ثلث الجزيرة، وأعلنت فيه قيام جمهورية شمال قبرص التركية غير المعترف بها دولياً.الإجراءات الأوروبية
وعلق الاتحاد المفاوضات بشأن الاتفاقية الشاملة للنقل الجوي، واتفق على عدم انعقاد مجلس الشراكة والاجتماعات الأخرى رفيعة المستوى مع تركيا في الوقت الحالي.وصدق الاتحاد أيضا على اقتراح لخفض مساعدات ما قبل الانضمام لعام 2020، وتشمل اقتطاع 145.8 مليون يورو (164 مليون دولار) من مبالغ تابعة لصناديق أوروبية من المفترض أن تعطى لتركيا، ودعا بنك الاستثمار الأوروبي إلى مراجعة أنشطة إقراض تركيا خاصة فيما يتعلق بالإقراض المدعوم من الحكومة.وطلب وزراء الخارجية من مفوضية الاتحاد الأوروبي مواصلة العمل على فرض عقوبات مالية محتملة على المشاركين في عمليات التنقيب.وجاءت الخطوات الأوروبية بعد أن تجاهلت أنقرة مرارا تحذيرات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بوقف أعمال التنقيب قبالة السواحل القبرصية.S400
في سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، وصول الطائرة العاشرة التي تحمل مكونات منظومة S400 الروسية إلى الأراضي التركية.وجاء في بيان صدر عن الوزارة: «يستمر توريد أجزاء S400 وفق الخطط الموضوعة. وكمرحلة من عملية التوريد هبطت اليوم الطائرة العاشرة في قاعدة أكينجي الجوية».ولم تحدد الوزارة عدد طائرات الشحن المطلوبة لنقل كل هذه المنظومة التي اشترتها تركيا من روسيا. ورغم تهديدات واشنطن التي تعكف على دراسة العقوبات التي تنوي فرضها على أنقرة العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وصف الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أمس الأول، صفقة S400 بـ»الأهم في تاريخ تركيا، لأنها تتضمن الإنتاج المشترك للمنظومة الروسية». وقال إردوغان إن بلاده ستتسلم كل المنظومة الدفاعية الجوية الروسية بحلول أبريل 2020.وفي مؤتمره الصحافي في سكوبي، أكد وزير الخارجية التركي، أن «صفقة S400 لا تشكل تهديدا على حلف الناتو»، وأضاف أن «موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب واضح بشأن منظومة S400، لا نريد أن يخلق هذا الموضوع مشاكل مع الولايات المتحدة».