«الهرم المائل»... تُحفة أثرية تتجاوز مرحلة الترميم
وزارة الآثار المصرية أعادت له رونقه وافتُتح أخيراً أمام الجمهور
تشتهر مصر باحتضانها أهرام الجيزة التي يرجع تاريخ بنائها إلى آلاف السنين، وتعد إحدى عجائب الدنيا السبع، وأشهر هذه الأهرامات يحمل أسماء ملوك من مصر القديمة، وهم «خوفو، وخفرع، ومنكاورع»، إلى جانب هرم سنفرو أو الهرم المائل الذي خضع لعملية ترميم، وافتتح أمام الجمهور للزيارة قبل أيام، ويعتبر تحفة أثرية تعكس نبوغ وروعة حضارة المصريين القدماء.
افتتحت وزارة الآثار الأحد الماضي الهرم المائل، أو هرم سنفرو المنحني، الواقع في منطقة آثار دهشور بمحافظة الجيزة، أمام الجمهور للزيارة، بعد الانتهاء من أعمال ترميم الهرم الأثري، وإعادة رونقه مُجدداً كتحفة تحتفظ بعبق التاريخ، وترجع أهمية الملك سنفرو إلى أنه والد الملك خوفو، وأسس الأسرة الرابعة الفرعونية ولديه 4 أهرامات.وخلال الافتتاح أشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، إلى أن الهرم المنحني يعبّر عن مرحلة مهمة من مراحل تطور بناء الأهرامات التي استخدمها المصري القديم كمقابر ملكية، حيث إنه أول محاولة لبناء هرم كامل بعد هرم زوسر المدرج.وهرم سنفرو المائل يعرف أيضاً بـ «الهرم المنحني»، وهو أحد 3 أهرامات بناها الفرعون سنفرو، واستغرق العمل في بنائه 14 عاماً، ويعد ثالث أكبر هرم بعد هرم الملك خوفو والهرم الشمالي للملك سنفرو المعروف باسم الهرم الأحمر، إذ يبلغ ارتفاعه 98 متراً، وهو أول هرم شُيد على هذا الشكل المنحني بعد هرم زوسر المُدرَّج، ويقال إن تغيير زاوية الميل هي التي أدت إلى انحنائه، بسبب مشاكل إنشائية ظهرت عند التنفيذ.
وصف الهرم
يبلغ ارتفاع الهرم نحو 121 متراً، وطول كل ضلع في قاعدته نحو 188.1 مترا، وللهرم زاويتا ميل؛ الأولى 54 درجة، حتى ارتفاع 49، والثانية 48 درجة حتى ارتفاع 52 متراً، وللهرم مدخلان، الأول في الناحية الشمالية على ارتفاع 12 متراً، يؤدي إلى ممر هابط بطول 79.5 مترا، منها إلى صالة عرضية ذات سقف ومنها إلى ممر غير منتظم تؤدي الجهة اليمنى منه إلى المدخل الغربي للهرم، أما الجهة اليسرى فتؤدي إلى غرفة الدفن غير مكتملة السقف، والتي توجد بها دعامات خشبية.وكان مقرراً بناء هذا الهرم بزواية 54.31، لكن المهندس الذي شيده غيَّر الزاوية إلى 43.21، بعد أن وصل الهرم إلى 49 متراً، وإذا كان استمر في تشييد الهرم بالزاوية الأولى، لكان وصل إلى ارتفاع أكثر مما هو متوقع، وقد لاحظ مهندس الهرم أن الجدران الداخلية بدأت تظهر فيها التصدعات، وقاعدة الهرم لم تكن لتتحمل هذا الثقل، لذا تم تغيير شكل البناء.أعمال الترميم
وقد امتدت أعمال الترميم الأخيرة من قاعدة الهرم وحتى ارتفاع 4 أمتار، حيث جمع فريق العمل الأحجار المتساقطة حول الهرم وأعادها إلى أماكنها الأصلية، وتم ملء الفواصل بين مداميك الأحجار التي فقدت مونتها بسبب عوامل التعرية، مع الحفاظ على القيمة الأثرية للهرم، كما تم الانتهاء من أعمال الترميم للجهات الثلاث الأخرى للهرم، وإعادة جميع الأحجار المتساقطة إلى أماكنها الأصلية، إلى جانب ترميم الهرم من الداخل.صور ثلاثية الأبعاد
ومن المتوقع أن يحظى هرم سنفرو المائل بإقبال جماهيري كبير من جانب السائحين، نظرا لهوس الأجانب تحديدا بالحضارة والآثار المصرية القديمة، كما أن صحفاً عالمية كثيراً ما تحدثت عن روعة هذا الهرم، باعتباره تحفة أثرية.وفي مايو عام 2016 كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية عن أول صور ثلاثية الأبعاد، لما يوجد داخل هرم سنفرو المائل، الذي يقع على مسافة 25 ميلاً جنوب القاهرة، حيث استخدم فريق علمي ما يُسمى بـ«cosmic rays» لصنع خرائط تبين الهياكل الداخلية لهذه العجائب القديمة، وكشف علماء الآثار عن النتائج الأولى من عملهم على ما يوجد في داخل الهرم.ووفق تقرير أعده العلماء في نهاية أبحاثهم التي يمكن من خلالها معرفة المزيد حول بناء الهرم، فإن مجموعة الصور ثلاثية الأبعاد تظهر الغرف الداخلية البالغة من العمر 4600 عام، كما كشفت الصور بوضوح عن شكل الغرفة الثانية للهرم الذي يقع في المقبرة الملكية من دهشور، والذي يُعد واحداً من أقدم ما تم بناؤه في ظل الدولة المصرية القديمة في عهد الملك سنفرو.
مصطفى وزيري: أول محاولة لبناء هرم كامل بعد «زوسر المُدرَّج»
سنفرو يعد الهرم الثالث من حيث الحجم والانحناء بسبب مشاكل إنشائية
سنفرو يعد الهرم الثالث من حيث الحجم والانحناء بسبب مشاكل إنشائية