النوم الصحي مفتاحك للجمال
الحمدلله الذي جعل تعاقب الليل والنهار عنواناً للتماثل الصحي في أجسام الكائنات، سبحانه له الحمد كله، "وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ"، "وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا" للجسم والعضلات الإرادية، بينما يكون النوم معاشاً للعضلات اللاإرادية والمكائن السرية التي تؤمن الحياة للكائنات الثديية، كمعظم الغدد المسؤولة عن تموين الجسم بالخلايا الدفاعية والمواد المناعية والهرمونات النظامية! كما أنه ثبت كثيراً علمياً أن كل عمليات الخلايا الحيوية والعودة إلى الحياة والتجديد تكون ليلاً أثناء الراحة والظلام، بما فيها خلايا البشرة كلها. لذلك كان النوم الكافي مساءً وفي الظلام من أهم عمليات التجديد الجمالية في الجسم. إن قلة النوم تجعل نسبة هرمون الكورتيزول ترتفع بسبب الضغط العصبي واضطراب المزاج، فيؤدي إلى تضييق الشرايين الدموية، ويقل تدفق الأوكسجين. كما تقل نسبة إفراز الكولاجين وحمض الهولورونيك المسؤولين عن المحافظة على رطوبة وجمال البشرة وليونة المفاصل وحمايتها من التجاعيد والخشونة بسبب الجفاف! وقد تمت دراسة العلاقة بين ساعات النوم المسائية والالتهابات الجلدية في الجسم خصوصا عند الكبار، فوجد أن الأكزيما والصدفية تثور التهاباتهما وتتفاقم عند المرضى الذين يعانون اضطراباً في النوم، بسبب هرمون الكورتيزول الذي يزيد من الالتهابات وتقشيرها، والحكة المزمنة خلال الليل. ومع اضطراب دورة النوم، تسوء حالة المرضى وتعاني البشرة جفافاً مستمراً وتقرحات يصعب السيطرة عليها كأمراض مناعية. على عكس الحال إن حاول المريض ضبط ساعات النوم الليلية في الظلام وعلى السرير المريح، مما يؤدي إلى الشعور بالنشاط والجلد المشبع بالرطوبة والأكسجين، وتتحسن الصحة عامة فيظهر الشباب والنضارة على البشرة مجدداً.
ولوحظ أن انتظام ساعات النوم ليلاً للشخص الطبيعي بين 7 و9 ساعات مقسمة على جزأين يعمل على تهدئة الأعصاب والهروب من الضغط النفسي وتقوية الجهاز المناعي. كما يتحسن عمل القلب والشرايين خلال سير الدورة الدموية. ذلك مما يسرع في شفاء الأمراض، والسرعة في تجديد الخلايا، والمحافظة على نضارة البشرة مع العمر. كما أن اضطراب ساعات النوم ليلاً لوحظ أنها تؤدي إلى زيادة الوزن كما تقول د. كرينت. وذلك أن ساعات النوم الكافية تعمل على توازن الإحساس بالشبع والجوع وتحفز إفراز هرمون الليبتين المسؤول عن الشعور بكفاية الطعام أثناء الأكل، فلا يضطر الشخص إلى "الأكل بين الوجبات الرئيسية" وتبقى المحافظة على الرشاقة والجمال بحسن اختيار نوعية الوجبات الصحية.وننصح للنوم الصحي أن تكون الغرفة (للكبار والصغار) خالية من الإلكترونيات تماماً. ويفضل تعريضها لمجرى الهواء النقي وتغير هواء التكييف وإن كان جافاً أو حاراً (صيفاً). بينما الوجبات الصغيرة قبل النوم بثلاث أو أربع ساعات تعمل على راحة المعدة أثناء النوم، ولا يحدث ارتجاع. وإن كانت الوجبة الصغيرة عبارة عن لبن رائب مع قليل من العسل والفواكه التوتية، فإن ذلك يهدئ الأعصاب ويساعد على النوم مباشرة. كما ننصح بشرب الماء الكافي أثناء النهار، والمحافظة على ظلام الغرفة أثناء الليل.