بعرض مسرحية "الملك الشجاع" على مسرح عبدالحسين عبدالرضا، تختتم اليوم، عروض المهرجان الثقافي للأطفال والناشئة الـ 21، الذي انطلقت فعالياته في 27 يونيو الماضي، حيث توجه هذه المسرحية، التي بدأت عروضها أمس الأول، رسالة إنسانية عظيمة بغرس حب الوطن في النفوس وتعزيز قيم العمل، والتصدي للفساد، وانتصار الخير على الشر في النهاية.واهتم هذا المهرجان، الذي أقيم تحت رعاية المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، باكتشاف المبدعين والمواهب وتنميتها عبر أنشطة وبرامج ثقافية وفنية وترفيهية، من خلال برنامج "إعداد الصحافي الناشئ" الذي استهدف تثقيف النشء صحافيا وتدريبهم عمليا على مهنة الصحافة بأسلوب مبسط وشيق إضافة إلى ورش فنية وموسيقية وتكنولوجية.
وقدم المهرجان مجموعة من العروض والأمسيات لفرق محلية وعالمية مثل عرض الفرقة القرغيزية الاستعراضية الموسيقية، إلى جانب البرامج الترفيهية التي قدمت بالتعاون مع العديد من الفرق التطوعية والمختصين في مجال الطفولة مثل مشروع "صغيرك سفيرك" ومركز "ضوى الياده".
نجوم العمل
ألف مسرحية "الملك الشجاع" نواف القريشي، وأخرجها الفنان بدر البلوشي، وقامت ببطولتها الفنانة شيماء سبت في دور الملكة الأم، والفنان يوسف محمد في دور الملك الأب والفنان خالد بوصخر في دور الأمير بسام إلى جانب الفنان عماد العكاري، إلى جانب مجموعة من الفنانين الشباب والأطفال، والمسرحية من إنتاج شركة كلاسيكال للانتاج الفني.أحداث مشوقة
تدور قصة العمل الذي عالجه دراميا بدر البلوشي بإتقان شديد، حول مجموعة من الأحداث المشوقة المثيرة، عبر حبكة الصراع الدرامي، والتنازع على الحكم والسلطة، مع وقوع مؤامرات وخيانة من بطانة الملك وأحد أهم وزرائه، الذي انقلب عليه وزجه في السجن للسطو على الحكم. بدأت المسرحية باستعدادات لتتويج الأمير بسام ملكا على مدينة السلام برغبة من والدته الملكة الأم التي تحلم برؤية ابنها ملكا عظيما وعادلا كوالده الملك الأب، وأمام إلحاح الأم يستجيب الملك الأب لرغبة زوجته رغم عدم اقتناعه بقدرة الأمير ابنهما الوحيد على تحمل عبء ومهام هذه المسؤولية الضخمة، ولكن تنتصر في النهاية مشاعر الأبوين على القناعة الكافية بمناسبة الابن لهذا المهمة.وتتوالى الأحداث، التي تكشف كسل وتقاعس الأمير بسام عن تحمل أعباء حكم مملكته الصغيرة، فهو يفضل التمتع بالحياة والنوم والكسل والخروج في رحلات طويلة مع أصدقائه، ويشجعه على ذلك كبار وزراء القصر، رغبة منه في استغلال وحدة الملك العجوز والانقلاب عليه وتنفيذ مؤامرته للاستيلاء على السلطة، فألصق تهمة سرقة خزانة الدولة للأمير ونجح في الإيقاع به فريسة لغضب واستياء الملك الأب من خيانة ابنه.النفي والحرمان
ويحكم الملك الأب على الابن بالنفي والحرمان من كل شيء، ليجد الأمير نفسه قد تخلى مع الحكم عن حياته الرغدة والسلطة والراحة والأمان التي تمتع بهم في ظل والده والقصر، ولكنه ينجح من خلال مجموعة من الناس الطيبين في اكتساب مهارات الحياة والحصول على قوته بيده بعدما اعتاد الكسل والنوم، كما نجح في كسب ثقة الناس بعدما فقد الثقة بنفسه، ورأى فيه أهله الفساد والضعف وعدم الجدارة.واستطاع الأمير بسام من خلال رحلته بعد النفي أن يثبت قدرته على التحدي واستعادة نفسه والثقة بقدراته، ولكن في الوقت الذي يستعيد فيه حياته، يستولي الوزير الخائن على الحكم ويزج بوالده الملك ووالدته الملكة في السجن ويمارس الظلم والاستبداد على أهالي مدينة السلام، وتأتي الفرصة الحقيقية لاختبار طيبة وقوة الأمير الذي يستطيع بمعاونة أصدقائه والمخلصين بالقصر تحرير والديه واستعادة مملكته وتحمل مسؤوليات الحكم والزواج بفتاة طيبة.قيم جميلة
من جانبها، أشادت الفنانة شيماء سبت بتجربتها المسرحية، معتبرة الفنان بدر البلوشي مخرجا متجددا ذا أفكار مميزة، مبينة أن هذه التجربة بالنسبة لها تعد مختلفة وممتعة إلى جانب تجاربها السابقة، حيث تعاونت مع عدد من المخرجين في المسرح، وتعلمت من كل فنان تعاملت وتعاونت معه، على حد تعبيرها.وأضافت أن العرض هادف ويعزز قيماً جميلة لدى الأطفال ويعلمهم الحب والتضحية والعمل والإخلاص وكل القيم النبيلة، ولذلك فهي سعيدة بمثل هذه الأعمال الهادفة التي تؤدي رسالة إيجابية وخاصة للأطفال شعلة المستقبل وأهم من في حياتنا.وقالت: "إن تجربة العمل مع الأطفال مختلفة جدا وأتعلم منهم الجرأة والمغامرة فالأطفال يقدمون على ما يشعرون به دون حسابات أو تردد، وهي قيم جميلة لا نجدها بهذا النقاء إلا عندهم، ولذلك فإن تجربة مسرح الطفل مفيدة وغنية، على كل المستويات وهو ما يدفعني للمشاركة بهذه الأعمال الثرية".وأشارت إلى أنها بمجرد انتهاء العروض اليوم، ستستعد للمغادرة إلى وطنها البحرين لعدم ارتباطها بأعمال فنية حاليا بالكويت، ولكنها ستقضي هناك فترة راحة واستجمام مع الأهل، ثم تعود لوطنها الثاني الكويت، حيث تقيم وتشارك في العديد من الأعمال الفنية في الفترة المقبلة، والتي رفضت التصريح عنها لحين بدء عملية التصوير فعليا بعد انتهاء موسم الإجازات.تجربة غنائية
من ناحيته، عبر الفنان والمطرب خالد بوصخر، عن سعادته ببطولة المسرحية وتجسيد دور "الأمير بسام"، الذي يقدم من خلاله مجموعة من القيم الطيبة للأطفال، مشيرا إلى تمتع الدور بحس كوميدي يتفاعل معه الطفل ويرسم على وجوههم الابتسامة، إلى جانب كونها تجربة غنائية مسرحية مختلفة.وأضاف أن هذه المسرحية مهمة جدا بالنسبة له، حيث إن أعماله الدرامية ليست متعددة، نظرا لانشغاله بالغناء، ولكن مسرحية "الملك الشجاع" أعطته دوراً كبيرا، وساعدته في بذل الجهد لإبراز ما لديه من مواهب بالتمثيل والدراما والكوميديا، وهو ما شعر بنجاحه وصداه الجيد لدى الجمهور.وأعرب عن سعادته بالتعاون مع بدر البلوشي الذي منحه هذا الدور، ونجوم العمل، مبيناً أنه تعلم من الجميع الكثير، وخاصة في مجال مسرح الطفل الذي يعد مجالا مهماً وله جمهور كبير.