يجمع أكثر مراجعي إدارات خدمة المواطن على أن العربات المتنقلة، إن نجحت جزئيا في إيجاد الفرص الاستثمارية للشباب في بعض الأنشطة، فإنها أخفقت بشكل كبير في ضم اختصاص الطباعة المتنقلة إلى تلك العربات وجعلها «الوكيل الحصري» لمعاملات المراجعين.عوامل الإخفاق أكثر من أن تحصى، وفق المراجعين الذين يجمعون على أن خيار عربات الطباعة لا يراعي طقس الكويت الملتهب صيفا والقارس شتاء، ولا يأخذ في الاعتبار أوضاع المراجعين المسنين أو النساء، أو ذوي الاحتياجات، ويناقض المسار المفترض للحكومة الإلكترونية، بدليل انه يعود الى صفة التعاملات الورقية التي تسعى الحكومة جاهدة إلى الغائها. من ناحيته، أكد يوسف نجم أن توفير خدمة طباعة المستندات داخل المباني الحكومية الخدماتية أمر مريح بالنسبة الى المواطنين، لافتا الى صعوبة الوقوف في عربات الطباعة، نظرا لشدة الحرارة وضيق المكان، لاسيما أمام المواطنين كبار السن.أما حمدان الرشيدي فوافق مواطنه نجم في رأيه ان الخدمة من داخل المبنى او المركز الحكومي أفضل منها من خارجه، وذلك تيسيرا على المراجعين، في حين رأى المواطن نهار المطيري أن عربات الطباعة المتنقلة فرصة طيبة للشباب الكويتيين الباحثين عن عمل، بعدما كانت خدمات الطباعة حكرا على شركات بعينها، مطالبا في الوقت ذاته بتطوير تلك الفكرة وجعل الطباعة من داخل المبنى الحكومي، سواء في السرداب او في مداخل المبنى خصوصا مع توفر تلك المواقع.وطالب المطيري بزيادة دعم الشباب الكويتيين في مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة ومساعدتهم وتقليل التكلفة عليهم، اذ ان وقوف تلك العربات في الخارج مع اشتداد الحرارة يتطلب توفير تكييفات كثيرة واستهلاك أكبر للطاقة.
البداية كانت مع عبدالمحسن الملا، الذي رأى أن تلك الخطوة مؤذية للمراجعين، وخصوصا كبار السن الذين لا يتحملون مجهود الانتظار الطويل في ظل الحر الشديد وضيق مساحة العربة المخصصة للطباعة، اذ تكاد لا تسع إلا شخصا او اثنين على الأكثر، موضحا أن بعض هؤلاء المراجعين تعرضوا للإغماء في رمضان الماضي عندما كانوا ينتظرون طباعة مستنداتهم لإنجاز معاملاتهم من شدة الحرارة.وطالب الملا بضرورة وجود بدائل لتلك العربات، او على الأقل إيقافها في أماكن مظللة لكي تحمي الناس من حرارة الشمس الحارقة في فصل الصيف ومن البرد القارس في الشتاء.من جهته، أكد المواطن ماجد الرشيدي، أن تلك الخطوة أضرت المواطنين أكثر مما نفعتهم، إذ تجعلهم عرضة للزحام الشديد وتكدسهم في مكان ضيق لا يسعهم، لافتا إلى أنها تمثل "عيبا" في حق الكويتيين، إذ يتعرضون في سبيل إنهاء إجراءاتهم الى طقس مرتفع وملتهب.وذكر الرشيدي أن الامر اذا كان يتعلق بخلاف بين وزارة الداخلية وصندوق المشاريع الصغيرة او حتى شركات الطباعة فلابد أن يكون ذلك بعيدا عن المواطن، بحيث لا يتحمل هو تبعات ذلك الخلاف.
مشروع اقتصادي
بدوره، قال خالد العازمي إن مشروع عربات الطباعة المتنقلة مشروع اقتصادي جيد وخصوصا للشباب الكويتيين، إذ يجعلهم يخوضون غمار العمل وتجربة كسب الرزق عن طريق المجهود، غير انه من الأفضل أن يكون لتلك العربات مناديب خاصة بها في داخل المبنى الحكومي أو مركز الخدمة لتسلم معاملات المراجعين ومستنداتهم، مع إعطائهم أرقاماً لإنهاء تلك المعاملات دون تحميلهم عبء الوقوف في طوابير الانتظار تحت أشعة الشمس الحارقة. وأعرب العازمي عن اعتقاده أن العربات المتنقلة فكرة مؤقتة إذ ستعمل وزارة الداخلية على التعاقد مع الشركات المتخصصة وتقديم مناقصات خاصة بهذا الامر مجددا، موضحا ان العقبة الوحيدة التي تقف أمام نجاح فكرة الطباعة عن طريق تلك العربات تتمثل في شدة حرارة الصيف.طوابير انتظار
من ناحيته، استغرب عبدالحكيم المعيلي الاتجاه الى تلك الخطوة، وخصوصا انها لا تناسب المرضى وكبار السن الذي يتحملون عناء الوقوف في طوابير انتظار طويلة تحت أشعة الشمس الحارة.وأكد المعيلي ان استمرار هذا الامر والتعامل مع المواطنين بهذه الطريقة يمثل "عيبا" في حقهم.أما علاء المؤمن، وهو من قاطني منطقة بيان، فأكد ان تلك الخطوة تمثل تغييرا نحو الأفضل بالنسبة الى مراكز خدمة المواطن، لكنه انتقد في الوقت نفسه وجود تلك العربات في مواقع مفتوحة معرضة لأشعة الشمس المباشرة، إذ يؤذي ذلك المواطنين لاسيما في فصل الصيف.واقترح المؤمن ان يتم إيقاف عربات الطباعة في مواقع مغلقة او مظللة أو قريبة من أماكن وجود المكيفات وضرورة توفير مواقف لسيارات المراجعين.خدمة جيدة
بينما، رأى حسن المحميد ان الطباعة بواسطة عربات الشباب المتنقلة خدمة جيدة وتساهم في سرعة إنجاز معاملات المواطنين، وخصوصا في مراكز الخدمة.وعن مدى ملاءمة تلك الفكرة لطقس الكويت، قال المحميد إن جو البلاد حار بطبيعة الحال، وفي سبيل انجاز الخدمة بسرعة لابد ان يتحمل دقيقة او دقيقتين في هذا الطقس المعتاد بدلا من الذهاب الى اماكن الطباعة البعيدة عن مراكز الخدمة.ضيق المكان
مساحة للتنافس
وكان ختام الجولة مع مشعل الفارس، الذي أكد ان تلك الخطوة مناسبة جدا للشباب الكويتيين، اذ فتحت أمامهم باب عمل وخلقت مساحة من التنافس الاقتصادي امام المشاريع المتوسطة والصغيرة، مطالبا في الوقت نفسه بمنح هؤلاء الشباب وتلك العربات مزيدا من التسهيلات.عربات ضيقة ولا تناسب المراجعين
وقفت «الجريدة»، خلال جولتها، على بعض السلبيات؛ أبرزها: ضيق معظم العربات وعدم قدرتها على استيعاب أكثر من شخصين داخلها، ما يجعل المواطنين ينتظرون خارجها تحت اشعة الشمس العالية، فضلا عن تجهيز البعض الآخر منها بسلالم مرتفعة لا تناسب كبار السن والنساء للصعود والنزول منها. وضمن المشاهد التي شهدتها الجولة، لوحظ ان العربات خلال تجهيزها بمولدات كهرباء لتشغيل المكيفات داخلها، تصدر أصواتا مزعجة جداً وهو ما يمثل تلوثا سمعيا لا يقاوم، وخصوصا من كبار السن من المراجعين الذين بدت عليهم علامات الضجر والتعب والإرهاق من جراء انتظارهم لإنهاء طباعة مستندات معاملاتهم أمام مباني الدولة الخدماتية.لا وجود للعمالة الوطنية
على الرغم من تخصيص العربات المتنقلة للعمالة الوطنية، لوحظ خلال الجولة التي قامت بها «الجريدة» عدم وجود العمالة الوطنية في العديد من المناطق التي توجد بها تلك العربات المتخصصة، وهو ما يضع استفهامات كثيرة، أبرزها: هل المواطن يعمل بها بالفعل؟ أم هي سوق جديد لتأجير العربات من الباطن؟«التجارة»: 62 عربة تصوير
حول أعداد العربات المتنقلة، كشفت مصادر مطلعة بوزارة التجارة والصناعة، لـ «الجريدة»، أن عدد الرخص التجارية للعربات المتنقلة لنشاط الطباعة وتصوير المستندات المقيدة لدى الوزارة حتى مطلع يوليو الجاري بلغ 62 عربة.وذكرت المصادر أن اعداد العربات المتنقلة بهذا المجال في تزايد مستمر خلال الآونة الأخيرة، مبينة انها مقيدة تحت رقم 6607.«اتحاد المركبات»: غير حضارية ولا تحترم الخصوصية
أكد المستشار الإعلامي للاتحاد الكويتي لأصحاب المركبات التجارية المتنقلة، ناصر الهاجري، أن مركبات التصوير المتنقلة غير حضارية وغير منظمة، ولا تتناسب مع طقس الكويت الحار التي تصل فيه درجة الحرارة الى نحو 60 درجة مئوية.وقال الهاجري لـ «الجريدة» إن عربات التصوير لم يخصص لها مكان مناسب للعمل مع الجهات الحكومية، مشيرا الى أن الحكومة لم توفر التسهيلات المناسبة لعربات التصوير أو حتى تنظيمها، وما يحدث الآن لهم هو محاربة لطموحاتهم وأفكارهم.واقترح «إما إعادة تنظيم عربات التصوير الحالية أو إتاحة الفرصة لهم للعمل داخل المؤسسة الحكومية، كما كان معمولا بالسابق لدعم الشباب، احتراماً لخصوصية المراجعين من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة التي لم توفرها لهم العربات الحالية».وذكر أن عربات التصوير الحالية تسبب ربكة للأماكن الحيوية، وتضم مولدات كهربائية ومعرضة أمام درجات الحرارة العالية، وهو ما يشكل خطورة على المراجعين، فضلا عن عدم وجود السلامة الكامل حال اندلاع حريق، وهو ما قد يسبب كارثة للعاملين فيها والمراجعين.وناشد الهاجري مسؤولي الجهات الحكومية بضرورة تفعيل الخدمات الحكومية الإلكترونية والتواصل الحكومي مع العمل بالبطاقة المدنية الذكية التي من المفترض أن تضم جميع الإثباتات الرسمية للمواطنين، بدلاً من الورق وإحضاره خلال المراجعات الرسمية.