الناس طبقات
![د. نبيلة شهاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1561655694216414500/1561655924000/1280x960.jpg)
الخلاصة رجعنا إلى نقطة الصفر، وألغينا كل ما كنا نفكر فيه من تغيير للأفضل، وتحسين العمل بناء على طلب "مسؤولنا الحبيّب"، كالعادة، وأعتقد أن هناك موظفين في كل الوزارات فوق الكل (الطبقة العليا) هم الذين لا يداومون ونعرفهم من أسمائهم في الكشوف فقط، وآخر الشهر يتسلمون رواتبهم مثلي أن الذي أخرج من الساعة 5.30 من البيت لأصل في وقتي المحدد مع الزحمة الخانقة المتنامية.المخزي أن ذوي الطبقة العليا إذا تفضلوا على المسؤول وحضروا يعمل لهم حفلة استقبال من الترحيب والشكر! إي نعم الشكر على حضورهم وبلا خجل ولا ذرة كرامة، وعلى فكرة إجازاتنا يتم قبولها أو رفضها بعد أخذ رأيهم، ودون مبالغة قد تتغير مواعيد الإجازة، وقد تلغى والسبب مصلحة العمل! وكوني وقلة معي نتفانى في عملنا وننجزه على أحسن وجه تتم مكافأتنا بتكليفنا بالقيام بكل الأعمال، وليس هناك أحسن من هذه المكافأة!! ولكي لا نبخسهم حقهم المجموعة المقربة اللي تحضر كل يوم ومهامها خطيرة وفريدة بعد التوقيع تتم مراسيم جلسة السوالف والضحك والريوق الذي يمتد طول اليوم بمكتب المسؤول!! أي إبداع وأي طموح نتوقع وجوده؟!المؤسف جداً جداً أني تغيرت بعد كل هذه الإحباطات وعدم التقدير، وأصبحت أوقع دخول وأطلع أتريق وأتمشى شوي من الرياضة ضروري! وأرجع أنجز "بعض الأعمال" في ساعة، وأوقع خروج وأنهي يوم عملي!بعد أن استمعت الى شكواه السريعة لم أفاجأ فلا جديد في ذلك!! كما أن ما يجري في الوزارات يجري في الأماكن الأكاديمية مع بعض الاختلاف، لكن الحروب في الأخيرة أقوى وأشد شراسة!بلا مهادنة ولا تأجيل نحتاج إلى حلول جذرية وتطبيق صارم ودقيق وسريع للقانون وعلى الجميع، وإن كنا نحتاج إلى سنوات للقيام بذلك، ولكن لا بد من لحظة الصفر والبداية، ويجب أن يُكافأ المجد ويعاقب المقصر، وغيره من الحلول الكثيرة في سبيل تعديل اعوجاج سير العمل في كل الدولة، لترتقي وتصل إلى مرحلة التنمية الفعلية الجادة التي تساهم في تطور الوطن وتحسين المعيشة لأفراد المجتمع في جميع مجالات الحياة.ولكن مع كل التفاؤل الذي في داخلنا، نقول للأسف، يبقى الناس طبقات عند بعض المسؤولين ولا أهمية للاجتهاد والبذل في العمل والإنجاز والإبداع، وأحيانا تكون المصالح الشخصية عندهم أهم من الوطن والمواطن!!