أولاً وأخيراً: الاصطياد في الماء العكر
![مشاري ملفي المطرقّة](https://www.aljarida.com/uploads/authors/778_1682431386.jpg)
وما دفعني إلى الحديث عن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الكلام الذي قالته منذ أيام إحدى الإعلاميات السعوديات على قناة «العربية»، ومحاولة الزج باسم الكويت في قضية لا ناقة لها فيها ولا جمل، ثم ما تبع ذلك من ردود فعل غاضبة من قبل المغردين الكويتيين على «تويتر» والرد عليهم من قبل المغردين السعوديين، حيث حدث سجال وشد وجذب، وتطورت الأمور إلى تبادل الاتهامات، وحاول البعض الاصطياد في الماء العكر والوقيعة بين الدولتين الشقيقتين اللتين تربطهما علاقات تاريخية متجذرة لا يمكن لأي شخص أو حدث عارض أن يؤثر عليها أو يهزها أو ينال منها.لقد باتت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تشكل خطراً كبيراً على بقاء الدول، فلا يمكن أن ننسى أن ثورات ما يسمى الربيع العربي التي نشرت الفوضى والدمار أشعلت شرارتها عبر مواقع التواصل، كما أن بعض القنوات الفضائية لا تزال تنفخ في فتيل الفتن وإثارة القلاقل وزعزعة الاستقرار، كما أن مواقع التواصل الاجتماعي تهدد الترابط وصلات الرحم بين الشعوب، فهل هناك حل لوقف هذه الآلات والوسائل عن التخريب في بلادنا؟هل من الممكن أن يتم توقيع ميثاق شرف يجرم نشر الفتن والشائعات؟ وهل ستتدخل الجهات الأمنية في دولنا العربية لرصد من يروّجون للأكاذيب ويشعلون المعارك الواهية؟ أم أن الوضع سيبقى على ما هو عليه وسنرى المزيد من الصراعات والانقسامات التي تدعمها وتقف وراءها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي؟