أعلنت جامعة الكويت قرارها بدء الدراسة في جامعة الشدادية الموسم الجامعي القادم، ومثل هذا الإعلان يفترض أن يكون بعد اكتمال الاستعدادات اللازمة، وتوفير كل المتطلبات المناسبة له، ولكن لا يبدو الأمر كذلك.مازالت الأعمال الإنشائية قائمة داخل هذا المجمع التعليمي الضخم، هناك المئات من العمال يتجولون يومياً في المباني والشوارع، وهناك العشرات من حافلات النقل والتحميل تدخل وتخرج كل ساعة، ونأمل أن تكون «ملهاة» الحرائق المتكررة فعلاً قد انتهت وقُضِي عليها نهائياً.
شاهدت تعليقات كثيرة لأعضاء من هيئة التدريس الجامعية تشكك في سلامة وكفاءة الاستعدادات الجامعية للانتقال إلى الشدادية، إنهم يؤكدون عدم اكتمال البنية التحتية، وعدم تجهيز المواقع والنقص في المختبرات، أما القرار الأعجب فهو الانتقال الجزئي لبعض الكليات مثل الهندسة والعلوم، حيث سيتوزع طلابها بين الخالدية والشدادية طوال أيام الأسبوع، في قرار غريب يفتقر إلى بُعد النظر ويهمش مصلحة الطلاب بشكل مسيء، ويربك دوام الجهاز التعليمي والإداري الذي سيتوزع بين الجهتين، متجاهلاً الأعباء التي ستتحملها الأسرة وأولياء الأمور لمتابعة هذه الدوامات المشتتة!لنضع كل هذه الأمور جانباً ثم لنلتفت إلى الأمر الأعظم، وهو الطرق والشوارع بكل محافظات الكويت التي ستصب في الجامعة الجديدة من طريقين رئيسيين، هما أخطر شوارع البلد، الدائري السادس والدائري السابع، بالرغم من حالتهما الكارثية حالياً بسبب الازدحام الهائل في السادس والأعمال الإنشائية والتحويلات المزعجة في السابع، فهل تخيل متخذ قرار الانتقال حال أبنائنا وبناتنا وهم ينتقلون في هذه الشوارع الخطيرة صباحاً ومساءً؟ وهل تخيل متخذ القرار أثر وجود والتصاق محيط الجامعة الجديدة بمنطقة جليب الشيوخ (الكارثية) بكل ما فيها من كثافة سكانية غير نظامية وبيئة عمالية مخالفة للقوانين وحركة مرور نشيطة جداً على مدار اليوم؟إن سلامة وأمان طلاب الجامعة مسؤولية عظيمة في رقبة متخذ قرار الانتقال إلى جامعة الشدادية قبل جاهزية مرافقها 100 في المئة، وإن من الواجب على مجلس جامعة الكويت النظر في هذا الجانب بشكل جدي وعالي الحساسية من جميع الجوانب وأهمها سلاسة عملية الوصول إلى الجامعة الجديدة وتوفير وسائل مختلفة لإعانة الطلاب وأهاليهم على هذا الانتقال المزعج والحفاظ على أمن حقيقي داخل المرافق والمباني وتخفيف الأعباء للمتعلمين حتى لا يكون مبنى الشدادية عبئاً ثقيلاً على أبناء الكويت وبناتها... والله الموفق.
مقالات
طلبة «الشدادية» في ذمّتكم
23-07-2019