العودة إلى زمن الإغريق
مازلت أعتقد أن مناهجنا أثبتت عدم فعاليتها، لأنها في قراءة أحداث العالم العربي لم تفترض إلا الأمن والاستقرار الداخلي قبل الخارجي، وفشلت في التنبؤ بالانتفاضات في الدول العربية، والتي سميت خطأ "الربيع العربي".
![د. ندى سليمان المطوع](https://www.aljarida.com/uploads/authors/388_1685038963.jpg)
في زمن الدراسة، كلما واجهتنا صعوبة في التحليل هربنا إلى زمن الإغريق لنقرأ عن المدارس الفكرية والسلوكية والتي تعود إلى الزمن الإغريقي.ولمن يسأل لماذا زمن الإغريق؟ لسبب بسيط، أن ذلك الزمن هو الذي لم يخلُ من النزاعات ولم يخلُ من المفكرين والمحللين، كزمننا هذا، ولكن في فترة الإغريق استقطبت الأزمات هواة العلم والمعرفة والمهارات التحليلية من التخصصات المختلفة لدراسة دوافع قيام الحروب والنزاعات والوصول إلى مقومات السلام والأمن.. بعدها بمئات السنين ازدحمت المؤسسات الأكاديمية والمراكز البحثية بمفاهيم جديدة للعلاقات الدولية والمجتمع الدولي... خلاصة الأمر أنه في زمن النزاعات والألوف المؤلفة من هواة التحليل السياسي، علينا العودة إلى زمن الإغريق لعلنا نبتكر أدوات ونظريات نقرأ بها الأحداث بشكل صحيح ونستثمر في عوامل الأمن والسلام والاستقرار... وللحديث بقية.كلمة أخيرة... مازلت أعتقد أن وزارة التجارة بحاجة إلى استحداث تراخيص للإعلان الشخصي لوضع حد لإعلانات الفاشينستات، ومازلت أعتقد أيضاً أن على وزارة الصحة إطلاق حملة لإضافة جملة تحذيرية لإعلانات العيادات التجميلية الخاصة، والتي تحولت إلى غرف عمليات غير مرخصة.
أحداث عالمنا العربي لم تكن ربيعاً... إنما معاول محدودة للتغيير في بعض الدول بشمال إفريقيا... تابعناها بعاطفة سلبية وسط تراجع كتاب العلاقات الدولية في تقييم وتصنيف بل استحداث نظريات خاصة بتلك الفترة