براعة الجسم في علاج نفسه
عرف الجسم في التاريخ الطبي أنه يستطيع أن يعالج نفسه عندما يتعرض لأي وعكة أو غزة شوكة، كما أن الكثير من خلايا الأعضاء التالفة تعيد تكوين نفسها من جديد، مراعاة لحالة الجسم المرضية، وللمحافظة على سلامة الجسم عامة في كل متطلباته الحياتية ونشاطه. وعادة تسبب الأمراض استهلاكا حادا لخلايا الجسم، ومنها الجهاز المناعي بكل خلاياه (المقاتلة والدفاعية والليمفاوية والبيضاء بأنواعها وغيرها)، للمحافظة على بقاء الجسم صحياً بإذن الله.ولقد عرفت الرياضة بأنواعها وخصوصا المشي والمساج Reflexology من القدم بأهميتها في المحافظة على الصحة العامة للجسم، وتقوية الدورة الدموية وتنشيطها، وفي كل ثانية من العمر تقوم الخلايا الجسمية والدموية بالانقسام والتجديد والترميم أولاً بأول.
أما في حالة المرض الملحوظ فيلجأ الكثير من الناس إلى الأطباء لتشخيص المكان المصاب والمتوعك، واللجوء إلى الأدوية الطبيعية أو الكيميائية للعودة بالجسم إلى نشاطه بشكل أسرع، وقد يكون في حسن الاستماع لمَصاب الجسم، وما ألم به من تغيرات، علاج أسرع عند منحه الفرصة في تطبيب نفسه، وإخراج الجسم عامة من هذه الوعكة، كما في الصداع مثلاً.ويحتاج الجسم الصحي لشرب الماء النقي لإعادة الحياة، كما يقول الخالق العظيم "وجَعَلنا مِن الماءِ كُلّ شيءٍ حيّ"، لما له من دور هام في تحليل المواد الغذائية من الطعام وتحويلها عبر المرافق الوعائية مع الدم والأوكسجين للأماكن المحتاجة لكل منها، كالأملاح والسكريات والنشويات والبروتينات والدهنيات بأنواعها وتركيزاتها. وعبر الأوعية الدموية، تصل الأغذية بسهولة إلى الدماغ أولا، ثم إلى باقي أعضاء الجسم، وهذه الأغذية والمتحلل عنها تعطي الطاقات اللازمة والوقود الحرارية للجسم، ثم تعمل الخلايا والأعضاء على إخراج الناتج والزائد من الأغذية والمواد غير اللازمة وطرحها خارج الجسم عن طريق أهم مصنعين، هما الكبد (وهو مكان ولادة معظم الخلايا الحيوية) والكلى.وهناك خلايا آكلة للخلايا المتوفية أولا بأول، وتمنع ترسيبها أو وقوفها في مكان ما أو على أي عضو آخر، فتمنع تكون الخلايا المسرطنة في الجسم، وهذا يرجع للنشاط الإنزيمي من الليبوزومات وPhaging cells التي تأكل الخلايا الميتة بأنواعها، وتعمل على تنظيف الممرات الدموية. وبنفس الوقت يتم السماح للخلايا الجديدة الناتجة عن الانقسامات بالتجديد والحياة مرة أخرى دون أن نشعر.والجرح السطحي مثال لأسهل عملية ترميم للأغشية والأنسجة الجسمية بشكل متناغم ومتناسق ودون مجهود من الإنسان ذاته إلا بتوفير الغذاء والماء والنوم الصحي والمحافظة على الحركات الصحية اليومية، كالذهاب للعمل والصلوات بأنواعها والتريض بأنواعه. وتعمل مضادات الأكسدة من الغذاء على إطالة عمر الخلية، وإمدادها بالقوة اللازمة للحياة، وتبطل التفاعلات السامة، فتؤخر المرض والالتهابات عن الجسم والأعضاء، وتمنع استهلاك الجهاز المناعي بقسوة.وهذه المضادات كثيرا ما نراها في الفواكه الملونة والخضراوات الطازجة والمزروعة طبيعيا دون استعمال المبيدات الكيميائية والأسمدة الهرمونية والأصباغ الصناعية، "Organic" أو "free rising"، ونتمنى على الحكومات أن تتعاون مع المؤسسات الصحية القائمة على ذلك، ولا تضطرنا إلى استعمال المكملات الغذائية كمضادات أكسدة غذائية من الصيدليات.