تلقى الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لريال مدريد الإسباني، صدمة قوية بإصابة الجناح الشاب ماركو أسينسيو بقطع في الربط الصليبي الداخلي والغضروف الهلالي الخارجي بالركبة اليسرى خلال مباراة أرسنال الإنكليزي ضمن بطولة كأس الأبطال الودية في الولايات المتحدة.

وجاءت هذه الإصابة لتحدث هزة كبيرة داخل أركان النادي الملكي، وأربكت حساباته خلال الميركاتو الصيفي الحالي، لاسيما أن صاحب الـ23 عاماً كان يستعد لأخذ دور البطولة في الجناح الأيمن في الموسم الجديد.

Ad

ودخل اللاعب الدولي المباراة التي احتضنها ملعب (فيديكس فيلد) في النصف الثاني، وكان فريقه متأخراً بهدفين نظيفين أمام الكتيبة اللندنية، ليتمكن من قلب الطاولة تماماً، بعد أن ساهم بنسبة كبيرة في الهدف الأول الذي سجله الويلزي غاريث بيل، ثم تكفل بتسجيل الهدف الثاني.

لكن المشهد تبدل تماما في الدقيقة 64 عندما اتكأ اللاعب بشكل خاطئ على ساقه اليسرى خلال كرة مشتركة، ليشعر في الحال بأن الألم في ركبته لا ينذر بأمر جيد.

وأثناء خروج الموهبة الشابة من الملعب على محفة، لم ترتسم ملامح الألم فقط على وجهه، بل أيضاً الحزن والغضب من ضياع فرصة لعب دور البطولة في كتيبة زيدان هذا الموسم، لاسيما بعد رحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو الموسم الماضي ليوفنتوس الإيطالي، حتى وإن كان من على مقاعد البدلاء كورقة رابحة.

كما أن أسينسيو اعتذر عن عدم المشاركة مع منتخب إسبانيا دون 21 عاماً في بطولة أوروبا الشهر الماضي التي توج بها "الماتادور" على حساب ألمانيا (2-1)، وذلك من أجل الاستعداد بقوة للموسم الجديد خلال فترة الإعداد مع الميرينغي.

ولكن جاءت الإصابة لتضرب بهذه الأحلام عرض الحائط، إذ سيبتعد اللاعب عن الملاعب فترة تتراوح بين ستة وثمانية أشهر، حسبما أكدت مصادر في تصريحات لوكالة الأنباء الإسبانية (إفي).

ضرب الخطط

ولم تضرب هذه الإصابة القوية آمال وأحلام أسينسيو فقط، بل أيضاً خطط الفريق الملكي على الصعيدين الإداري والفني فيما يتعلق باللاعبين الراحلين، وحتى الذين يعتزمون ارتداء القميص الملكي.

وتعد الحالة الأبرز في هذا الجانب الخاصة بالويلزي غاريث بيل، الذي كانت أيامه تبدو معدودة داخل جدران قلعة (سانتياغو برنابيو)، بعد غيابه عن أولى مواجهات الفريق الودية هذا الموسم أمام بايرن ميونخ الألماني، قبل أن يخرج زيدان ويصرح أن "النادي يتفاوض مع أندية أخرى لرحيله".

لكن صاحب القميص رقم "11" شارك في النصف الثاني من مباراة أرسنال وسجل هدف تقليص الفارق، وكان عنصراً فعالاً في "ريمونتادا" الفريق والتعادل في النهاية بعد أن كان متأخراً بثنائية نظيفة، ليبرهن لمدربه الفرنسي أنه ما زال قادراً على تقديم المزيد للريال، أو حتى للأندية الأوروبية الراغبة في الحصول على خدماته، لتستمر تجربته داخل القارة العجوز.

ولا شك أن إصابة أسينسيو قد تغير أيضاً من خطط إدارة النادي تحت قيادة فلورنتينو بيريز فيما يتعلق بالدولي الكولومبي خاميس رودريغيز الذي لا يزال الغموض يكتنف مصيره، وتتردد حوله الشائعات يومياً إذا كان سيرحل للأتلتي، أو لنابولي الإيطالي، بالإضافة للاعب الشاب إبراهيم دياز، الذي يعاني من إصابة عضلية منذ بداية فترة الإعداد، ويبدو أن الأقرب هو خروجه على سبيل الإعارة.

ومن الممكن أيضاً أن تمتد آثار هذه الإصابة الموجعة للفريق الرديف (لا كاستيا)، الذي يضم بين صفوفه الثنائي الواعد المنتظر منه الكثير، الياباني تاكيفوسا كوبو والبرازيلي رودريغو جويس، فالباب قد يصبح مفتوحاً أمام أحدهما أو كليهما للظهور وسط نجوم الفريق الأول.

وبالطبع ستكشف الأيام المقبلة عن توجه إدارة ريال مدريد، سواء فيما يتعلق باللاعبين المنتظر رحيلهم، أو باستقدام صفقات جديدة وعدم الوقوع في خطأ الموسم الماضي الكارثي على كل المستويات.