أولاً وأخيراً: الشعوب تحبس أنفاسها
![مشاري ملفي المطرقّة](https://www.aljarida.com/uploads/authors/778_1682431386.jpg)
ورغم أن الرئيس الأميركي اتخذ قبل أسابيع قراراً بضرب إيران ثم تراجع عنه في اللحظات الأخيرة، إلا أن شبح الحرب مازال قائماً مع إرسال الولايات المتحدة المزيد من قواتها إلى المنطقة، وكذلك إرسال بريطانيا غواصات ومعدات حربية، واقتراب تشكيل تحالف دولي لحماية السفن والناقلات العابرة في مياه الخليج، الأمر الذي يعني أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من التصعيد، وأن المنطقة لاتزال على صفيح ساخن، لأن وجود قوات دولية في مضيق هرمز ينذر بمواجهة مع إيران في ظل الاستفزازات المتواصلة وقرصنة واختطاف الناقلات النفطية.وفي الحقيقة لا أحد يريد الحرب لأنها إن اندلعت شرارتها ستأكل الأخضر واليابس وستشهد تداخلات إقليمية وتصفية للحسابات بين عدة أطراف وسيكون الجميع خاسراً، لذلك يجب على الأصوات العاقلة أن تكون حاضرة بقوة في هذا الوقت العصيب الذي تمر به المنطقة، ويجب أن يكون هناك تقريب لوجهات النظر وتنازل من الجميع، فالأمور التي تدور حولها الخلافات بين المتنازعين قابلة للتفاوض إن صدقت نواياهم، وإن أدركوا أن انقيادهم وراء التصعيد والحرب سيؤدي إلى عواقب وخيمة في منطقة فيها ما يكفيها من المآسي.ووسط هذه الأجواء المتوترة وترقب الحرب بين لحظة وأخرى تظل الكويت بقيادتها الحكيمة وعلى رأسها صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه وبسياستها المتوازنة واحتفاظها بعلاقات طيبة مع الجميع وبوحدتها الوطنية حائط سد ضد من يحاول إقحامها في أي نزاعات، وإن كان هذا لا يعني الاتكال وعدم الاستعداد لحدوث أي طارئ في المنطقة، وبالتالي فإن الأجهزة المعنية في البلاد مطالبة بأن تكون أكثر حيطة وحذراً وفطنة وانتباهاً، وأن تكون لدينا لجان لإدارة الأزمات... حفظ الله الكويت من كل شر ومكروه، وأبعد عنا وعن الدول العربية والإسلامية مآسي الحروب وويلاتها.