«جواز السفر 2»
لم يكن بين عاداتي اليومية أن أسمع أو أقرأ خبراً (لاسيما تلك التي تتعلق باللقاءات والمؤتمرات وغيرهما)، أكثر من مرة، لكن ربما يتغير الوضع أمام حدث غير تقليدي "في رأيي"، حيث أحاول من خلال إعادة قراءته أو مشاهدته استشفاف ما يترافق معه من معان ومضامين تتعدى الكلمات أو المشاهد المرصودة له.حدث ذلك مع لقاء النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر صباح الأحمد واستقباله عددا من الأكاديميين المؤسسين لحاضنة البحث العلمي، إذ أثار اهتمامي في الخبر تأكيد الشيخ ناصر "ضرورة وجود أبحاث وخطط واضحة المعالم تتلمس مواطن الخلل والقصور في مجالي الصحة والتعليم "، وهذا تحديداً كان الحافز الإضافي الذي جعلني أعيد قراءة الخبر.
لا شك أن اختيار النائب الأول لهذين القطاعين تحديداً يعكس تطلعاته واهتمامه المضاعف بهما، كونهما أهم قطاعين قادرين على خلق وصناعة حياة متطورة ودافع أساسي لتعجيل التنمية بالمجتمعات، بل لن نتجاوز حين نقول إن التعليم والصحة يعدان الركيزة الرئيسية لقياس مدى تقدم أي أمة أو شعب من الشعوب. في نفس الوقت كان تأكيد الشيخ ناصر أن البحوث والدراسات يجب أن تكون واضحة وقادرة على تلمس أوجه القصور والخلل، أمراً هو الآخر ذا دلالة، فما فائدة البحوث والدراسات التي لا تقدم حلولاً عملية، أو تظل حبيسة الأدراج والأرفف؟! وللإنصاف ربما لسنا في أفضل حالاتنا في هذا الجانب، إلا أن ذلك لم يثن الرجل عن سعيه الجسور في حدود الممكن والمتاح للإفصاح عن ذلك، بغية الوصول إلى الهدف المنشود، وهذا عمل القيادات الواقعية القادرة على الوصول بشعوبها ودولها إلى مرافئ الأمن وتوفير الرفاهية، ولن يتأتى ذلك إلا عبر رصد مواقع القصور والتوجيه بمعالجتها.أخيراً، أتمنى أن أسمع أو أقرأ أيضاً عن خطوات محددة يتم اتخاذها أو تفعيلها من قبل القائمين على البحث العلمي بالنسبة لتوجيه الشيخ ناصر في هذا الشأن، خصوصا أن دولة الكويت تعتبر إحدى الدول الخليجية السباقة في مجال البحث والنشر العلمي وبراءات الاختراع، كما أن لدينا عدة مؤسسات كمعهد الكويت للأبحاث العلمية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وهما من المراكز البحثية المرموقة في هذا المجال. وأختم بالقول: "كان لي مقال سابق ذكرت فيه أن التعليم جواز سفرنا إلى المستقبل، وأضيف عليه اليوم بأن الصحة تظل أعظم نعمة يمن بها الله على الأوطان وأهلها".