حكومة جونسون: أقليات والأكثر يميناً وموالية لـ «بريكست»

«العمال» وقوميو اسكتلندا يحذرون من تداعيات «الخروج بلا اتفاق»... وبروكسل: موقفنا لم يتغير

نشر في 26-07-2019
آخر تحديث 26-07-2019 | 00:04
جونسون خلال اجتماعه مع  فريقه الجديد في مقر الحكومة امس الأول   (ا ف ب)
جونسون خلال اجتماعه مع فريقه الجديد في مقر الحكومة امس الأول (ا ف ب)
ترأس بوريس جونسون رئيس الحكومة البريطانية الجديد، اجتماعاً لوزرائه الذين عينهم، بعدما سارع بعزل معظم الفريق الوزاري لسلفه تيريزا ماي، ووضع الخطوط العريضة لخططه بشأن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، في مرحلة أولى من معركته لتسوية المشكلة العميقة التي تسببت في أزمة مستمرة منذ 3 سنوات ويريد حلها خلال ثلاثة أشهر.
بعد ليلته الأولى في مقر رئاسة الحكومة في «10 داونينغ ستريت»، كشف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، تشكيلة حكومته الجديدة التي ضمّت مجموعة من أشد الرافضين للتجربة الوحدوية الأوروبية الممثلة بالاتحاد الأوروبي، وقال لكبار فريقه الوزاري الجديد إنهم يواجهون مهمة ثقيلة وملتزمون بتنفيذ الانفصال عن الاتحاد الأوروبي بحلول 31 أكتوبر.

وتخلّص جونسون من جزء كبير من فريق سلفه تيريزا ماي، وعيّن في المناصب الأساسية شخصيات مشكّكة بقوة في الوحدة الأوروبية مثل ساجد جاويد «49 عاماً»، الليبرالي المتشدد، ويتحدر من أسرة مهاجرين باكستانيين، الذي انتقل من وزارة الداخلية في حكومة ماي إلى وزارة المالية في حكومة جونسون، وهو منصب استراتيجي ينطوي على أهمية كبيرة خصوصاً في حال كان لا بد من «بريكست» من دون اتفاق، مع ما يمكن أن يستتبع ذلك من مشاكل اقتصادية ومالية.

دومينيك راب تشيكي الأصول «45 عاماً» من أشد المدافعين عن «بريكست»، تسلم وزارة الخارجية.

مايكل غوف «51 عاماً» تسلم منصباً وزارياً من دون حقيبة ليكون الذراع اليمنى لبوريس جونسون. واعتبر تعيينه وزيراً ترجمة لمصالحة بينه وبين جونسون بعد أن كان رفض دعم الثاني للوصول إلى رئاسة الحكومة مباشرة بعد الاستفتاء على «بريكست».

تتسلم بريتي باتل «47 عاماً» وزارة الداخلية، وهي معروفة بدفاعها الحاد عن الخروج من الاتحاد الأوروبي، ومعارضتها لزواج المثليين، وتتحدر من أصول هندية.

يتسلم جاكوب ريس موغ، وزارة العلاقات مع البرلمان، وهو معروف بتشدده في دعم «بريكست». هو كاثوليكي وأب لستة أبناء ولا يخفي معارضته لزواج المثليين وللإجهاض.

يحتفظ مات هانكوك «40 عاماً» النجم الصاعد في حزب المحافظين بمنصبه في وزارة الصحة.

كما احتفظت أمبر رود «55 عاماً» بوزارة العمل وأضيفت اليها أيضاً وزارة النساء والمساواة.

وعينت أندريا ليدسوم وزيرة للمؤسسات والطاقة والاستراتيجية الصناعية في حكومة جونسون، ومعروف عنها دعمها لـ»بريكست».

انتقلت اليزابيت تروس «43 عاماً» من منصب وزيرة دولة للخزانة في حكومة ماي إلى وزيرة التجارة الدولية مع جونسون الذي تتشارك معه بأفكاره بشأن «بريكست».

وعين رئيس الوزراء الجديد، أخاه الصغير، جو جونسون «47 عاماً»، الذي كان يشغل سابقاً منصب نائب وزير النقل، بمنصب نائب وزير الأعمال الحرة والطاقة والاستراتيجية الصناعية.

كما عيّن جونسون كلاً من نيكي مورغان وزيرة الاقتصاد الرقمي والثقافة ووسائل الإعلام والرياضة، غافين ويليامسون وزير التربية، تيريزا فيلييه وزيرة البيئة والتغذية وشؤون الريف، بن والاس وزير الدفاع، ستيفن باركلي وزير «بريكست»، روبرت جنريك وزير السكن، الوك شارما وزير التنمية الدولية، غرانت شابس وزير النقل روبرت باكلاند وزير العدل.

وعين جونسون، السياسي المثير للجدل دومينيك كامينغز، مدير الحملة الرسمية الداعية للتصويت لمصلحة الخروج من التكتل، مستشاراً كبيراً في «10 داونينغ ستريت».

وهؤلاء الوزراء هم من المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي، وكانوا في الأساس وزراء في حكومات كاميرون وتيريزا ماي وجرى تبديل حقائبهم أو أنه أعيد تعيينهم من جديد بحقائب أخرى.

وتؤكد هذه التعيينات ما كان يتداوله المقربون منه لناحية أنّه سيشكل حكومة تتضمن عدداً أكبر من النساء ومن سياسيين من الأقليات الاتنية.

وأمام جونسون، 99 يوماً فقط لمعالجة أزمة مغادرة التكتل التي عطلت النمو الاقتصادي وأطاحت رئيسة الوزراء تيريزا ماي وسببت انقساماً عميقاً في بريطانيا.

كتبت صحيفة «تايمز» المحافظة «إنها أكثر عمليات التطهير وحشية في التاريخ السياسي الحديث»، بينما قالت صحيفة «ديلي ميل» الشعبية إنها «مجزرة وزارية». أما صحيفة «ديلي ميرور» اليسارية فكتبت أنها «الحكومة الأكثر يمينية منذ ثمانينيات» القرن الماضي.

جونسون

وفي أول تصريح له أمام مجلس العموم «البرلمان» أعلن رئيس الوزراء البريطاني الجديد، أمس، أن «اتفاق بريكست غير مقبول»، داعياً بروكسل إلى إعادة التفكير في رفضها التفاوض مجدداً بشأن الاتفاق.

ووصف رئيس الوزراء البريطاني اتفاق «بريكست»، الذي توصلت إليه تيريزا ماي مع بروكسل، بـ«غير المقبول»، و«سيقضي على استقلالنا الاقتصادي».

وقال إن حكومته ستولي «أولوية قصوى» للتحضيرات للخروج من الاتحاد، في حالة عدم التوصل إلى اتفاق مع بروكسل بالموعد المحدد في 31 أكتوبر.

وفي بداية عاصفة بالبرلمان، دعا جونسون الاتحاد الأوروبي إلى إعادة التفكير في رفضه التفاوض مجددا بشأن الاتفاق.

وفي حال الخروج من دون اتفاق، هدد جونسون بعدم دفع فاتورة الخروج وقدرها 39 مليار جنيه إسترليني (49 مليار يورو) التي قالت بريطانيا سابقا إنها تدين بها للاتحاد الأوروبي، وسينفق الأموال بدلا من ذلك على التحضيرات للخروج بدون اتفاق.

وأكد جونسون (55 عاما): «اليوم هو اليوم الأول من مقاربة جديدة ستنتهي بالخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر».

ويرى أن تهديد الخروج الفوضوي من الاتحاد الأوروبي سيجبر بروكسل على الإذعان ومنح لندن شروطا أفضل ستتيح لها إبرام اتفاقيات تجارية مع قوى عالمية، مثل الصين والولايات المتحدة، وساد الارتياح في الأسواق بتعيين جاويد، وزيرا للمالية.

وأوضح جونسون:» لن نرشح مفوضاً أوروبياً تحت أي ظروف» مضيفا أن قراره «لا يهدف إلى منع الاتحاد الأوروبي من تشكيل مفوضية جديدة».

وأكد أن قطاع الصحة الوطنية ليس للبيع في رد على اتهامات بنيته بيع هئية الصحة الوطنية NHS لشركات أميركية في صفقة محاباة للرئيس دونالد ترامب. وقال إن أولويته ستكون إصلاح قانون الهجرة، مجدداً التعهد بالتشدد في هذا السياق.

كوربين

من ناحيته، قال زعيم «حزب العمال» المعارض جيرمي كوربين في الجلسة، إن حزبه «سيرفض أي اتفاق لبريكست يفشل في حماية الوظائف والعمال والمناخ»، مضيفاً أن الخروج من أوروبا من دون اتفاق سيرتب ضغوطاً كبيرة على الاقتصاد.

ووجه كوربين عدة أسئلة حول كيفية تعامل الحكومة مع القضايا الاجتماعية، والعلاقة مع أوروبا والرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقال إن بلادنا ليست بحاجة إلى «متبجح يلوح بالأسلحة» مشككاً بسياسات جونسون في ملف إيران.

وفي وقت سابق، دعا كوربين الذي يعتبر أن جونسون لا يتمتع بالشرعية لتمثيل البريطانيين، إلى تظاهرة مساء للمطالبة بإجراء انتخابات تشريعية مبكرة. كما حذر الحزب الاسكتلندي القومي من الخروج بلا اتفاق.

وحافظ الجنيه الاسترليني على استقراره أمام الدولار واليورو، فيما ينتظر المتعاملون أول تحركات جونسون بشأن سياسات بلاده.

وفي بروكسل، قالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي مينا اندريفا، أمس، إن موقف الاتحاد «لم يتغير»، مضيفة: «الاتفاق الذي توصلنا إليه هو أفضل اتفاق ممكن».

back to top