وثيقة لها تاريخ : بنات بن نصيب ومريم الخشتي وصالح الميّاح وكلوا بن محمد أمين على أملاكهم في «الدواسر» عام 1929م
وثيقة اليوم تتناول أيضا أملاكا كويتية في البصرة والمناطق المجاورة لها في الفترة التي سبقت ظهور النفط في الكويت، وهي مشابهة للوثائق السابقة التي نشرناها خلال الأسابيع القليلة الماضية. ربما يتذكر بعض القراء الكرام أن وثيقة المقال السابق تناولت أملاكا لامرأة كويتية اسمها "هيا الشامي" في عام 1928، ووعدت في نهاية المقال أن أعرض نموذجا آخر لأملاك النساء الكويتيات في البصرة في تلك السنوات من القرن الماضي. وقد عثرت على وثيقة أخرى نسائية لم تنشر من قبل تخص أسرة بن نصيب وأسرة الخشتي الكريمتين أعرضها في مقالنا لهذا اليوم. الوثيقة، التي تعود إلى عام 1929م، توضح أن امرأتين من أسرة بن نصيب وامرأة من أسرة الخشتي لهن أملاك مشتركة في مقاطعة "الدواسر" التابعة لمدينة البصرة، وقد وكلوا شخصا لينوب
عنهن في بيع أملاكهن وقبض المال وكل ما يلزم لإنهاء هذه العملية. هذه الوثيقة كتبت عند القاضي عبدالله بن خالد العدساني وصادق عليها أمير الكويت الشيخ أحمد الجابر، ثم نسخت في دار الاعتماد، وصادق على النسخة المعتمد البريطاني. إليكم نص الوثيقة:"قد حضر محكمة شرعية بلد الكويت كل من شريفة ومريم بنات نصيب ومريم سليمان الخشتي أصالة عن نفسها وبولايتها على أولادها وهم صالح ولطيفة وأمينة أولاد جاسم بن نصيب وحضر صالح بن عبدالكريم المياح أصالة عن نفسه الجميع أقروا واعترفوا وهم بحالة تصح منهم الأقارير الشرعية بأنهم قد وكلوا من قبلهم وأنابوا مناب أنفسهم يوسف بن محمد أمين على بيع وقبض ثمن استحقاقهم من النخل الواقع في الدواسر في ملك باشا اعيان وعلى الدعوى والخصومة والمرافعة والمدافعة ورد الجواب وفي التصرف بدائرة الطابو باسم المشتري وبأخذ الاعلامات واجرائها موضع الاجراء وبكلما يقتضيه نظره وكالة عمومية مطلقة مفوضة إلى رأيه وقوله وفعله وقبوله وله أن يوكل من شاء ويعزله متى شاء وعليه جرى تحريرها في اليوم التاسع من شهر شوال لسنة ألف وثلاثمائة وسبعة وأربعين هجرية على صاحبها أفضل صلاة وأزكى تحية 9 شوال 1347هـ".وفي المقال المقبل، سنتناول وثيقة أخرى من وثائق أملاك الكويتيين في البصرة، ولكنها تعود إلى عام 1783م، وهو وقت أسبق بكثير من أوقات الوثائق التي نشرناها حتى الآن في هذه السلسلة. سنتحدث عن هذه الوثيقة الجميلة في المقال المقبل، وسنشير إلى مصدرها ومضمونها إن شاء الله تعالى.