تونس تفقد السبسي رئيسها الخامس

● الدولة تدعو إلى الالتفاف حول المؤسسات
● الناصر رئيساً بلا صلاحيات لـ 90 يوماً

نشر في 26-07-2019
آخر تحديث 26-07-2019 | 00:12
No Image Caption
بعد ساعات من إدخاله وحدة العناية الفائقة في المستشفى العسكري، توفي الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، صباح أمس، عن عمر ناهز 92 عاماً، قبل بضعة أشهر من انتهاء ولايته كأول رئيس منتخب ديمقراطياً، بعد ثورة الياسمين عام 2011، والخامس في تاريخ الجمهورية، بعد الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي وفؤاد المبزع ومنصف المرزوقي.

وعاجلت المنية السياسي المخضرم، المولود في ضاحية سيدي بوسعيد الراقية عام 1926، قبل أشهر من استحقاقات انتخابية مهمة في مهد ثورات الربيع العربي، تشمل إجراء الانتخابات التشريعية في 6 أكتوبر المقبل، و«الرئاسية»، التي قررت هيئة الانتخابات تقديم موعدها المحدد في 17 نوفمبر.

ونعت مؤسسة الرئاسة السبسي، ووصفته بأنه «أحد أكبر رجالات تونس وبُناتِها»، داعية «الشعب إلى الوحدة والصبر والتكاتف والالتفاف حول مؤسساته الدستورية».

ووفق الدستور، تولى على الفور رئيس مجلس النواب محمد الناصر منصب رئيس تونس مؤقتاً، فترة لا تزيد على 3 أشهر، ولا تقل عن 45 يوماً، يحظر عليه خلالها المبادرة باقتراح تعديل الدستور، أو اللجوء إلى الاستفتاء، أو حل البرلمان.

وبينما دعا الناصر التونسيين إلى الوحدة، قبل أدائه اليمين، أعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد الحداد مدة 7 أيام على وفاة السبسي، وإلغاء الاحتفالات والعروض الفنية والمهرجانات في الذكرى 62 لتأسيس الجمهورية.

وحظي السبسي، خريج كلية الحقوق بباريس عام 1950، بسجل سياسي حافل يعود إلى النصف الأول من القرن الماضي، وكان شاهداً على بدايات تأسيس الدولة الحديثة، إبان الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي عام 1956، وتقلد عدة مناصب في حكومات متعاقبة منذ ذلك الحين.

وبدأ تاريخ السبسي كمحام وسياسي قبل ذلك فعلياً، حينما كان عضواً في الحزب الحر الدستوري الجديد، الذي ناضل ضد الاستعمار، كما كان مستشاراً لباني دولة الاستقلال وأول رئيس لتونس الحبيب بورقيبة.

وظل الفقيد ينظر إليه حتى بعد وفاة بورقيبة عام 2000 كابنه الروحي، وطالما كرر ذلك في خطاباته، رغم مغادرته الحزب الاشتراكي الدستوري الحاكم عام 1974، لتأييده الدعوات لإجراء إصلاحات سياسية قبل أن يعود إلى الحكومة عام 1980.

وشغل السبسي طوال فترة حكم بورقيبة حقائب وزارية مهمة، بينها الدفاع والداخلية والخارجية، وبعد صعود بن علي إلى سدة الحكم، في انقلاب أبيض عام 1987، انتخب في البرلمان، وتولى رئاسته بين عامي 1990 و1991.

وبعد فترة توارى فيها عن العمل السياسي، عاد إلى الواجهة بتوليه رئاسة الحكومة المؤقتة، إثر الإطاحة ببن علي في ثورة 2011، ليقود تونس إلى أول انتخابات ديمقراطية ونزيهة في نفس العام، أفرزت المجلس الوطني التأسيسي وفوز الإسلاميين بالحكم.

وبعد عام، أسس حزب حركة نداء تونس، للتصدي لهيمنة الإسلاميين على المشهد السياسي والحكم، ونجح في إزاحتهم من السلطة بالانتخابات التشريعية في 2014، وصعوده إلى الرئاسة بفوزه في الدور الثاني على حساب الرئيس السابق المنصف المرزوقي.

ويحسب للسبسي أنه ساهم في تجنيب تونس الانزلاق إلى الفوضى، بتفادي الصدام مع الإسلاميين، في ذروة أزمة سياسية شهدتها تونس في 2013، عقب اغتيال السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، بانتهاجه سياسة التوافق مع زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي.

لكن الرئيس الراحل لقي انتقادات من داخل حزبه، لتحالفه مع «النهضة» عقب انتخابات 2014، وكان ذلك أحد أسباب الخلافات التي عصفت بـ«نداء تونس»، وأدت إلى إضعافه وانقسامه وخسارته الأغلبية.

back to top