علي الطيب: الاختلاف بين دورَي عبدالرحمن ووديع يحسب لي
«في كل شخصية أقدمها أبحث عمن يشبهها في البيئة المحيطة بي»
أطل الفنان علي الطيب من خلال مسلسل «قابيل»، في رمضان الماضي، عبر شخصية الضابط عبدالرحمن المتخصص في المعلومات، وهو الدور الذي حصد منه إشادات جماهيرية ونقدية.
وفي دردشته مع» الجريدة»، يتحدث الطيب عن المسلسل وكواليس تصويره وتحضيره السريع للدور.
وفي دردشته مع» الجريدة»، يتحدث الطيب عن المسلسل وكواليس تصويره وتحضيره السريع للدور.
* كيف وجدت تجربتك في "قابيل"؟
- لم أتوقع هذا التفاعل من الجمهور مع شخصية عبدالرحمن، وسعدت بالتأكيد بتأثيرها مع الجمهور، فمنذ قراءة السيناريو أدركت أنه عمل جيد ومختلف وفرصة يجب أن أقوم باستغلالها بأفضل صورة ممكنة، خاصة أنني كنت انتهيت من دوري في مسلسل "اهوه ده اللي صار" قبلها، وشعرت أن الاختلاف بين شخصية الضابط عبدالرحمن في "قابيل" ووديع السنباطي في "اهوه ده اللي صار" نقطة تحسب لي بفترة قصيرة، خاصة أن الأخير عرض قبل رمضان بوقت قصير بسبب ظروف تأجيله من العام الماضي.
*من رشحك للعمل؟
- رشحني المخرج كريم الشناوي للمسلسل بعد عرض "اهوه ده اللي صار"، وأعتبر نفسي محظوظاً بالعمل مع اثنين من المخرجين المهمين بوقت قصير، فكل منهما استفدت منه وأضاف لي على المستوى الفني.*كريم خاض تجربته الأولى بالدراما في "قابيل"، ألم تقلق من ذلك؟
- كريم من المخرجين الماهرين الذين يجيدون توجيه الممثل بشكل جيد، ويتناقش في التفاصيل والاحاسيس التي يريدها من كل مشهد، فهو يعمل مع الممثل على كافة التفاصيل التي يريدها، فمثلا مشهد المواجهة الذي جمعني مع محمد ممدوح وحقق انتشارا كبيرا على مواقع التواصل كان لكريم الدور الاكبر في خروجه بهذه الطريقة، ففي كل مرحلة بالمشهد كان يتحدث عن الانفعال والتعبير الذي يريده مني، وأعتبر نفسي محظوظا بالعمل معه.تحضيرات مطولة
*وبالنسبة إلى تحضيرات التصوير؟
- الحقيقة أن الوقت لم يكن كافياً لتحضيرات مطولة، خاصة أنني كنت آخر من انضم لفريق العمل بسبب ضيق الوقت والارتباط بالعرض الرمضاني، وانضمامي جاء قبل يومين فقط من تصوير أول مشاهدي، الأمر الذي جعلني تقريباً لا أنام بسبب رغبتي في دراسة الشخصية بمختلف جوانبها وإدراكي أن ما سيتم تصويره من المستحيل العدول عنه أو إعادته، كما تعمدت أن أدرس الجوانب المختلفة للشخصية، فعبدالرحمن ضابط متخصص درس البرمجة والحاسبات أولاً، وهؤلاء الأشخاص تكون علاقتهم ولغتهم في الحديث مختلفة نسبياً عن ضباط الشرطة، لأنه درس مدة أشهر فقط بكلية الشرطة وليس 4 أعوام، بالإضافة إلى ابتعاده عن التعامل المباشر والاحتكاك بالمجرمين فتعامله يكون في نطاق مهام عمله فقط.*هل لك طريقة خاصة في التعامل مع الشخصيات؟
- في كل شخصية أقدمها أبحث عمن يشبهها في البيئة المحيطة بي، وأسأل عنه وأتناقش معه وهو ما يفيدني برسم الإطار العام للشخصية لتكون واقعية، وأختار مما أشاهده وأسمعه ما يتناسب مع السياق الدرامي للسيناريو، فهناك تفاصيل صغيرة تكون مهمة بالدور، وأسعى دائما لأن أحافظ على هذه التفاصيل، فمثلا في "قابيل" قمت بالتواصل مع مهندس يعمل في شركة أميركية شهيرة وتعرفت منه على بعض التفاصيل التي ساعدتني خلال التصوير.*قدمت في شخصية عبدالرحمن لمحة كوميدية، كيف تعاملت معها؟
- حرصت على أن تكون الكوميديا في شخصية عبدالرحمن مرتبطة بالسياق الدرامي وليست مفتعلة، فالكوميديا لم تكن قائمة على "ايفيهات"، ولكنها كوميديا موقف ارتبطت باختلاف طبيعة الشخصيات، وهذا الأمر كنت حريصاً على الالتزام به لتجنب الدخول في أي أمور قد تبدو غير واقعية بما يؤثر على مصداقية العمل.نقطة مهمة
*كيف تعاملت مع شخصية الضابط عبدالرحمن خاصة أن دور الضابط وُجد بأكثر من عمل في رمضان؟
- السيناريو منحني فرصة مختلفة بالتعامل مع الدور، لأن عبدالرحمن ضابط متخصص في المعلومات، وهو ليس ضابطا ممن يكون هناك احتكاك بينهم وبين المواطنين بشكل مباشر، وهذا الامر نقطة مهمة جدا في طبيعة الدور، بالإضافة إلى ان العلاقة التي جمعت بينه وبين الضابط طارق الذي قدم دوره محمد ممدوح علاقة قائمة على التكامل لا التبعية.*هل سمعت تعليقات من الضباط عن الدور؟
- بالفعل، سمعت أكثر من تعليق، وكانت في معظمها ايجابية لدرجة أن أحد الضباط قال لي إنني قدمت الدور وكأني ضابط حقيقي لا ممثل، وهو ما أعتبره النجاح الأكبر، خاصة أنه يأتي من أصحاب الاختصاص.*بالعودة لتجربتك في "اهوه ده اللي صار"، كيف تعاملت مع شخصية وديع السنباطي؟
- كانت شخصية صعبة جدا خاصة في المرحلة الاخيرة، لأنني اضطررت لزيادة وزني لنحو 15 كغم من أجل الظهور بجسد ملائم للمرحلة العمرية، بالإضافة إلى ان التحولات والعلاقات التي كان يدخلها لم تكن سهلة لأنك ترغب في نقل أحاسيس متناقضة بعدد من المواقف، وطبيعة العمل في التصوير لم تكن سهلة، لكن في النهاية ردود الفعل الجماهيرية عن الدور والإشادات النقدية جعلتني أشعر بسعادة كبيرة وأنسى ما تعرضت له من تعب وإجهاد.