كشف مصدر في وزارة الخارجية الإيرانية أن وزير الدولة للشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي، عرض مبادرة عمانية على إيران لحل «أزمة الناقلتين» بين طهران ولندن.

وقال المصدر إن بن علوي اقترح على الإيرانيين الإفراج عن الناقلة البريطانية «سنتنيا امبيرو» أو تسليمها لمسقط، مع ضمانة أن تفرج لندن عن الناقلة «غرايس 1» التي تحتجزها سلطات جبل طارق البريطانية.

Ad

من جهته، أفاد التلفزيون الإيراني بأن «بن علوي حمل رسالة من بريطانيا مفادها الإفراج عن ناقلتها مقابل الناقلة الإيرانية» المحتجزة بجبل طارق.

وأجرى الوزير العماني، أمس، مباحثات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف في طهران، بعد أقل من 3 أشهر على زيارة قام بها، بالتزامن مع بدء تصاعد التوتر في الخليج مايو الماضي.

حلول مناسبة

من جهتها، قالت وزارة الخارجية العمانية، أمس، إن «ابن علوي وظريف، بحثا في العاصمة الإيرانية طهران العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك والمستجدات في منطقة الخليج والعمل على إيجاد حلول مناسبة تسهم في حفظ السلام والاستقرار في المنطقة وسلامة حرية الملاحة عبر مضيق هرمز».

وتتمتع سلطنة عمان، عضو مجلس التعاون الخليجي، بعلاقات جيدة مع كل من إيران والمملكة العربية السعودية، مما يؤهلها للقيام بالوساطة السياسية بين طهران ودول الخليج.

وشهدت منطقة الخليج توترات كبيرة على خلفية تعرض ناقلات نفط وسفن تمر في مضيق لهجمات، في حين قالت السلطات السعودية والإماراتية إن منشآت نفطية لدى البلدين تعرضت لهجمات إيرانية، بالإضافة إلى احتجاز السلطات الإيرانية لناقلة نفط بريطانية.

من جانب آخر، أكد أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، خلال لقاء مع بن علوي، أن طهران ترى أن من واجبها ضمان أمن مياه الخليج.

بوجو وترامب

في هذه الأثناء، ذكر متحدث باسم رئاسة الوزراء في بريطانيا، في بيان، أن رئيس الوزراء بوريس جونسون والرئيس الأميركي دونالد ترامب بحثا التوتر الأخير مع إيران وحاجة البلدين للعمل معاً في الأزمة، وقال ترامب إنه «يرغب» في مساعدة جونسون لحل الأزمة.

ونقل البيان عن الزعيمين أنهما سيلتقيان في قمة مجموعة الدول السبع في فرنسا في أغسطس المقبل.

وكان الرئيس الأميركي علق ببرودة على توقيف الناقلة البريطانية من قبل إيران، مشدداً على أنه ليس هناك اتفاق مكتوب للحماية بين لندن وواشنطن الحليفين التاريخيين الوثيقين.

إلى ذلك، بحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الملف الإيراني مع نظيره البريطاني الجديد دومينيك راب، خلال مكالمة هاتفية جرت الخميس الماضي، غداة تولّي جونسون رئاسة الوزراء البريطانية.

وقالت المتحدثة باسم الوزارة مورغان أورتيغاس إنّ الوزيرين «ناقشا الأولويات العالمية الرئيسية، بما في ذلك التصدّي لمحاولات إيران توسيع برنامجها النووي».

ولاحقاً، أفاد قصر الاليزيه بأن الرئيس إيمانويل ماكرون تحدث هاتفياً مع ترامب بشأن إيران واجتماع قمة مجموعة السبع المقبل.

اشتراط ألماني

وبعد يومين من إعلان لندن تكليف بحريتها بتوفير حماية عسكرية للسفن التي ترفع علمها عند عبورها مضيق هرمز قبالة إيران، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن بلاده ستتخذ قراراً بشأن المشاركة في مهمة بحرية بقيادة أوروبية لتأمين الشحن عبر مضيق هرمز بمجرد حصولها على مزيد من الإيضاح بشأن مثل هذه المهمة.

وفي إشارة إلى المقترح البريطاني لتشكيل قوة أوروبية لحماية الشحن، أضاف ماس: «ينبغي أن يكون لأي تصرفات تتعلق بمضيق هرمز طابع أوروبي».

يأتي هذا وسط غموض بشأن جهود الولايات المتحدة التي تسعى لإطلاق تحالف دولي واسع لتأمين الملاحة في الخليج، في وقت يصر الرئيس ترامب على أن بلاده لن تلعب دور الشرطي بحماية سفن دول غنية مثل الصين واليابان والسعودية.

اطمئنان روسي

في السياق، أفادت السفارة الروسية في طهران بأن ممثلين عنها زاروا 3 مواطنين روس من أفراد طاقم الناقلة البريطانية «ستينا إمبيرو» المكون من 23 شخصا بميناء بندر عباس.

وقالت السفارة إن الثلاثة بصحة جيدة وإن بوسعهم الاتصال بأسرهم، مضيفة أنها تجري محادثات مع مسؤولين إيرانيين لإطلاق سراحهم.

في موازاة ذلك، قالت وزارة الخارجية الهندية إن إيران أفرجت عن 9 من أصل 12 هنديا، ضمن طاقم الناقلة البريطانية، وطالبت بالإفراج عن الثلاثة الباقين.

تجربة صاروخية

على صعيد ذي صلة، نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن مصدر عسكري إيراني قوله إن التجارب الصاروخية التي تجريها بلاده تندرج تحت إطار حاجاتها الدفاعية، وتهدف فقط للرد على أي عدوان محتمل وليست موجهة لأي دولة. وقال المصدر إن «إيران لا تحتاج إذن أي قوة في العالم لتدافع عن نفسها».

وكان مسؤول دفاعي أميركي قال الخميس الماضي إن إيران أجرت في اليوم السابق تجربة لصاروخ باليستي متوسط المدى، ويبدو أنه قطع مسافة نحو ألف كيلومتر. وأضاف أن التجربة لم تشكل تهديدا للملاحة أو لأي عسكريين أميركيين في المنطقة.

جاء ذلك في وقت تعقد اللجنة المشتركة للاتفاق النووي اجتماعا طارئا في العاصمة النمساوية فيينا اليوم، بحضور وفود إيران ودول مجموعة «4+1» ومندوب الاتحاد الاوروبي، بهدف إنقاذ المعاهدة التي انسحبت منها واشنطن مايو 2018.

ويأتي الاجتماع الطارئ بعد الخطوة الثانية التي اتخذتها طهران في إطار وقف بعض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي، والمتمثلة بتجاوز نسبة التخصيب من 3.67 إلى 4.5%، ردا على ما تصفه بعجز الدول الأوروبية عن حمايتها من العقوبات الأميركية الاقتصادية.

سفينتا البرازيل

في سياق آخر، زودت شركة «بتروبراس» البرازيلية السفينتين الإيرانيتين بالوقود، بعد أن أصدرت أعلى محكمة في البرازيل، أمراً يلزم شركة النفط بتزويد الناقلتين العالقتين قبالة سواحلها بالوقود.

وعلقت سفينتان تجاريتان إيرانيتان قبالة سواحل البرازيل، منذ شهرين، بعد رفض شركات الوقود هناك تزويدهما بالديزل امتثالا للعقوبات الأميركية المفروضة على طهران.