في حين باتت مغادرة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري عند كل أزمة داخلية تشكل بحد ذاتها مؤشراً إلى بلوغ مساعي الحلحلة أفقاً مسدوداً، عاد التوتر الدرزي - الدرزي إلى الواجهة مع حادثة جديدة شهدتها منطقة البساتين في الجبل، بالتزامن مع المواقف عالية السقف التي أطلقها الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله، أمس الأول، ورفض رئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال أرسلان رسمياً مبادرة زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بربط حادثتي قبرشمون والشويفات بلإحالتهما معاً إلى المجلس العدلي.

وإلى جانب التوتر الدرزي - الدرزي، جاءت الجبهة الجديدة التي يبدو أنها فُتحت بين عين التينة و«التيار الوطني الحر»، وبين الأخير و«المستقبل» أيضاً، على خلفية المادة 80 من الموازنة، لتنبئ بمرحلة شديدة القتامة ستدخل فيها البلاد.

Ad

وبينما سافر الحريري إلى «جهة مجهولة» أمس بات من الطبيعي في هذه الاجواء القول، إن أسهم انعقاد مجلس الوزراء انخفضت إلى الحد الأدنى، إلا إذا تمكنت «المهمة المستحيلة»، التي يعمل عليها المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، من تحقيق «معجزة».

وفي حين تتخبط مساعي تطويق ذيول حوادث 30 يونيو الماضي في الجبل، وتتعثر، سُجلت أمس، حادثة جديدة أمام منزل وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب بالبساتين، صبت الزيت على النار، خصوصاً أن «الديمقراطي» اعتبرها مدبرة من «الاشتراكي» لاستهداف الغريب، لكن الجيش دخل على الخط موضحاً ومحدداً حجمها الحقيقي.

في التفاصيل، أعلنت مديرية الإعلام بالحزب «الديمقراطي»، في بيان، أنه «وحوالي الساعة 2 بعد منتصف الليل، حاول مناصر للحزب الاشتراكي يدعى ر.م افتعال إشكال أمام منزل الوزير صالح الغريب في بلدة البساتين واقتحامه، تحت أعين عناصر الجيش اللبناني الذين يتمركزون أمام المنزل، مما جعل الحراس المولجين بحمايته يطلقون النار كردة فعل على هذا العمل الجبان والمفتعل، والذي يأتي استكمالاً لمخطط اغتيال الوزير الغريب، مما أدى إلى إصابة الفاعل في رجله».

ودعت المديرية «الأجهزة القضائية والأمنية إلى اتخاذ التدابير اللازمة بالسرعة القصوى، ووضع حد لهذا التفلت والتحريض المتمادي، والاعتداءات المتكررة التي من شأنها تهديد السلم الأهلي والانقسام الداخلي، وتوصل إلى نتائج لا تحمد عقباها».

في المقابل، ردت وكالة داخلية الغرب في الحزب التقدمي الاشتراكي، قائلة: «بينما كان المواطن ابن بلدة البساتين ريان هشام مرعي عائداً إلى منزله بشكل سلمي ومن دون أن يكون بحوزته أي قطعة سلاح، وأثناء مروره على الطريق العام بجانب منزل الوزير صالح الغريب تعرض لإطلاق نار من حراس منزل الوزير، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة أدت لنقله إلى المستشفى».

وأكد «التقدمي»، في بيان، أن المواطن ريان هشام مرعي غير حزبي، ولا ينتمي إلى صفوف الحزب التقدمي الاشتراكي، متسائلاً: «هل مرور أحد أبناء ضيعة البساتين بجانب منزل الوزير صالح الغريب سيسجل في خانة الكمين أيضاً أم أنه اعتداء سافر على مواطن أعزل من قبل حراس منزل ذلك الوزير وهم من اللبنانيين والسوريين؟»

في سياق منفصل، أجرت شركة الدولية للمعلومات للدراسات والأبحاث، وهي مؤسسة خاصة، بحثاً عن عدد السكان، وتوصلت إلى تحديد عدد اللبنانيين بـ 5.5 ملايين نسمة في نهاية 2018.

وبحسب الإحصاء حلت الطائفة الشيعية في المرتبة الأولى من حيث العدد، وشكلت نسبة 31.6 في المئة من اللبنانيين، وجاء السنة في مرتبة متقاربة بـ31.3 في المئة، بينما شكل المسيحيون من كل الطوائف 30 في المئة.

وأشار الإحصاء الى أن عدد غير المقيمين يقدر بنحو 1.3 مليون نسمة، أما من هم من أصل لبناني لكن لا يحملون الجنسية اللبنانية فأعدادهم غير معروفة وتقدر بعدة ملايين.