• حدثني عن الجائزة التي حصدتها أخيراً؟

Ad

- الجائزة في المسابقة القومية السنوية لمراكز الفنون التشكيلية على مستوى مصر وهي تتبع وزارة الشباب والرياضة. وأقيمت المسابقة هذا العام 2019 تحت عنوان «المناسبات والاحتفالات الشعبية والاجتماعية المصرية» في جميع تخصصات الفنون التشكيلية، واخترت مجال التصوير الزيتي لما له من طابع خاص، وأعلنت النتائج أخيراً بفوزي بجائزة المركز الأول على مستوى الجمهورية في مجال التصوير الزيتي وأصبحت لوحتي من مقتنيات الدولة للفنانين الشباب.

• ماذا يمثل هذا الفوز بالنسبة إليك؟

- خطوة كبيرة جداً ومهمة في محطات كفاحي وصعودي نحو القمة، خصوصاً أنني غير دارس للفنون التشكيلية، لكنني علمت نفسي ذاتياً ونمّيت الموهبة داخلي، لذا منحني الفوز ثقة كبيرة، وحفزني لمواصلة الإبداع وتقديم لوحات وأفكار مبتكرة في كل معرض قادم.

• ما فكرة اللوحة الفائزة؟

- استلهمت الفكرة من عنوان المسابقة «المناسبات والاحتفالات الشعبية والاجتماعية المصرية». وأردتُ إبراز الشخصية المصرية من خلال العادات والتقاليد الشعبية، ومنها ليلة الحنة في الريف، لما لها من ممارسات طقسية شعبية متوارثة حتى الآن، على مستوى طريقة الاحتفال والأزياء والزينة والرقصات المميزة ، ونقلت هذه الأجواء من خلال أساليب التعبير الفنية، واخترت التصوير الزيتي، لما له من واقعية أثناء ممارسة العمل الفني، إذ ينقل المتلقي إلى حدث حقيقي، وكأن اللوحة تتحرك وتتحدث معه.

فكرة فنية

• وماذا عن المعنى الذي قصدت توصيله للمتلقي من اللوحة؟

- المعنى هنا أن الفنان ليس كالمصور الفوتوغرافي يرسم العمل الفني مثل الكاميرا باحتراف، لكن الفنان (الرسام) يجب أن تكون وراء لوحته فكرة فنية فلسفية، تجعل المتلقي يظل أمامها ليستشعر الفكرة ويتأملها بعمق. ومن هنا جسدت هذا المعنى في اللوحة من خلال فتاة ترتدي فستان زفافها وتحلم أن تكون عروساً مثل دميتها الصغيرة، وكل ما يدور حولها من احتفال وأشخاص ليسوا موجودين في الواقع، لكنها تحلم به، وأكدت على ذلك من خلال اعتماد الألوان الساخنة للعروس ودُميتها، وكأن الحياة دبت فيهما، بينما استخدمت الألوان الباردة لكل من يحتفل بالعروس من حولها، وكأنهم حلم، وأكدت ذلك باللون «الموف» في الخلفية، كدليل على الخيال، وكانت اللوحة أكبر عمل شارك في المسابقة (مساحتها 150 سنتيمتراً x 100 سنتيمتر).

• رغم أن اللوحة تعكس اهتمامك بالموروث الشعبي لكن لك أعمالاً أخرى في عالم الموضة ما سر هذا التنوع؟

- السر هو أنني أملك عُملة معدنية ذات وجهين، اسمها رامي عبدالحميد فيها وجه فيه الفنان التشكيلي، والآخر مصمم الأزياء، والمجالان يكملان بعضهما بعضاً، وكلاهما يعتمد على التفكير والإبداع والرسم والموهبة، وأحياناً كل مجال يعطي لي فكرة للمجال الآخر، فعندما تكون مبدعاً في أكثر من مجال في نفس السياق، تتفوق وتبدع أكثر، وقد كان ليوناردو دافنشي صاحب اللوحة الأشهر حول العالم (موناليزا) مبدعاً في أكثر من مجال، وفي الفن التشكيلي والتشريح الطبي، وكل ذلك كان يدخل في سياق وموضوعات لوحاته الفنية، وكان هذا سر شهرته وتميزه.

الإبداع والتخيل

• ما المواصفات الواجب توافرها في الفنان التشكيلي الذي يعمل في مجال رسم تصاميم الأزياء على الورق؟

- ثمة أشياء كثيرة، منها الإبداع والتخيل والابتكار والفلسفة والفكرة الفنية، والمتابعة الجيدة للأعمال الفنية، ومتابعة جديد الخامات والأدوات، وألا يقلد أحداً ولا يقلد نفسه، بل تكون له بصمة في أعماله.

• كيف ترى عودة بينالي القاهرة الدولي بعد توقف دام نحو ثماني سنوات؟

- أمر مهم جداً ومن شأنه تأكيد دور مصر الثقافي، وريادتها التي كانت ومازالت إحدى أهم دعائمها المؤثرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، لكن أتمنى أن يكون البينالي غير مخيب لآمال الفنانين، وأن تختفي سياسة المجاملات والمحسوبيات التي مازالت تحدث من وراء الستار، خاصة في مثل هذه المسابقات والعروض الدولية.

• ماذا يعني لك كل من الرسم واللون؟

- الرسم هو الصديق وقت الضيق. أُخرِج من خلاله كل ما بداخلي من أفراح وأحزان. أما اللون فهو طعم ورائحة الحياة، فاللون يُحوِّل العمل الفني إلى حياة وواقعٍ ملموس يعيش وتتعايش معه في كل وقت، وبالتالي يجعل الرسم حقيقة واضحة، وما أجمل أن تنقل هذا الإحساس إلى المتلقي.

عمل تشكيلي

• ما المشروع الفني الذي تعكف عليه حالياً؟

- أجهز لعمل تشكيلي جديد سأشارك به في حدث فني كبير على مستوى العالم العربي سيُقام في القاهرة مطلع العام المقبل، علماً أن المشاركين يجب أن تتوافر لديهم مواهب وقدرات فنية خاصة.