بدلاء لأبطال نجحوا في حل مشكلات لأعمال فنية

واجه صناع الأعمال الفنية مشكلات كثيرة بسبب غياب البطل لوفاته أو مرضه، مما أتاح المجال للبدلاء الناجحين من الممثلين، الذين لعبوا أدوار البطل المعتذر.

فقبل رحيل الفنان القدير فاروق الفيشاوي، أصيب بوعكة صحية حادة نقل على إثرها للمستشفى للمرة الثانية خلال أشهر قليلة، وبحثت الشركة المقيمة لعروض "كايرو شو" التي تعرض مسرحية "الملك لير" تأجيل العروض حتى شفائه، ولكن تحت ضغط حجز الجمهور وجدت أنه من الصعب تأجيلها حاليا، وبالفعل بحثت عن بديل سريع للفنان الكبير حتى يخرج من أزمته الصحية، وتم التفاوض مع الفنان أحمد فؤاد سليم الذي وافق على الحضور، وقرأ النص بسرعة، وسيدخل خلال الأيام القليلة القادمة للعرض الذي جاب المملكة العربية السعودية وعاد لأحضان القاهرة مرة أخرى من بطولة الفنان الكبير يحيى الفخراني وعدد كبير من النجوم، ويحاول طاقم العمل التوفيق بين الدورين القديم والحديث لأحمد فؤاد سليم والبحث عن حل لهذه الأزمة.

رحيل عزت أبوعوف

وعلى صعيد آخر، تسببت وفاة الفنان الكبير عزت أبو عوف في مشكلة كبيرة لطاقم عمل فيلم "كل سنة وأنت طيب" للفنان تامر حسني، الذي كان مقررا له عرضه خلال موسم عيد الأضحى القادم، وتوقفت جميع المشاهد الخاصة بالفنان الراحل أسابيع حتى استقر طاقم العمل على الاستعانة بالفنان اللبناني كميل سلامة، الذي رشحه مخرج الفيلم سعيد الماروق نظرا لشهرته الكبيرة خلال السنوات الماضية، والذي ينتظر عرض فيلمه الآخر "بلا هيبة" خلال الأيام القادمة، وبالفعل بعد أن عرض عليه النص وافق بالرغم من أن دوره ليس بالدور الكبير ولم يتخط الـثمانية مشاهد، ولكنه رأى أنها فرصة جيدة لحضوره في مصر خلال الفترة القادمة، لأنها نافذة كبيرة لنجوم الوطن العربي، وبدأ تصوير المشاهد التي ينهيها مع انتهاء تصوير الفيلم، ويحاول طاقم العمل الانتهاء في أقرب وقت من أجل الحضور في العيد بالرغم من أن فرصة اللحاق ضعيفة جدا.

عودة مها

ولم تقف الأزمة عند هذا الحد، بل عطلت الوفاة الفنانة مها أبو عوف عن مشاركتها في مسرحيتها "3 أيام في الساحل" مع محمد هنيدي، وفكر عدد من المشاركين في العرض في التفاوض مع فنانة أخرى خاصة أن طاقم العمل كان في طريقه للسفر إلى السعودية لتقديم العرض هناك، ولكن عادت الفنانة الكبيرة وأكدت لهم أنها تحتاج لبضعة أيام فقط، وبالفعل عادت وانضمت للعرض دون البحث عن بديل.

وتعرض الفنان محمد محمود لوعكة صحية نقل على إثرها للمستشفى، وتوقفت عروض مسرحية "3 أيام في الساحل"، وحاول طاقم العمل خلال الأيام الأولى للإصابة البحث عن بديل، وبالفعل تم التواصل مع الفنان سامي مغاوري لتولي الدور، ولكن قرر طاقم العمل تأجيل العروض عدة أيام حتى يعود البطل الأساسي للدور الذي يقدمه محمود، وبعد أن تعافى من الإصابة التي لحقت به عاد لينضم للفريق مجددا، وبدأت المسرحية تستعد لموسم جديد بمصر على أن تنتقل إلى عدة محافظات ساحلية خلال الصيف الحالي.

أحمد صيام

واعتذر الفنان أحمد صيام عن مسرحية "المتفائل" من بطولة الفنان سامح حسين وسهر الصايغ في البداية وقبل العرض بأسابيع، وكان السبب المنتشر وقتئذ بين طاقم العمل هو تعرض صيام لحالة من الإرهاق وعدم قدرته على استكمال العمل الذي يحتاج مجهودا مضاعفا، وعلمنا أن السبب الحقيقي لترك الدور خلافات على المساحة التي يقدمها بالعرض، وانفراد بطلي المسرحية بالمساحة الأكبر، إضافة إلى تعاقده على عرض مسرحي جديد مع الفنان حسن يوسف.

سلسلة متكررة

وحول هذا الموضوع، قال الناقد السينمائي محمود راضي، إنها سلسلة متكررة من الأحداث على مدار تاريخ الفن المصري، فكلها أزمات قدرية قد يجهز الصناع لها بعض الحسابات وبعضهم لا يجهز، وفي النهاية المخرج والمنتج الجيد هو من يستطيع أن ينقذ عمله بأي طريقة وبأحسن بديل في أسرع وقت، خاصة إذا كان العرض اقترب أو في نطاق التصوير، وإن البعض لو استطاع أن يطوع الدور بدون استبدال لقام بذلك مثل ما قام به المخرج مجدي أبو عميرة عقب وفاة الفنان عبد الله غيث، وتم تطويع النهاية على أنه قتله أحد أبناء بلدته لخلافات سابقة.