«رابطة الأدباء» تناولت الصمت بين الأزواج في «كلمات متقاطعة»
نقاد وفنانون أجمعوا على أنها قدمت علاجاً لهذه الظاهرة
تقع أحداث تمثيلية «كلمات متقاطعة» في 40 دقيقة، وتحمل قضية «الصمت بين الأزواج»، وتحديداً بين زوجين كويتيين حديثي الزواج، يعيشان في منزل صغير ومتمدن حسب معطيات ذلك الزمان، وقام زواجهما على شروط مسبقة، حيث تم فتح النقاش الأدبي حولها في أمسية أقيمت بديوانية رابطة الأدباء، بحضور الفنانة سعاد عبدالله وعدد من النقاد.
أقامت رابطة الأدباء في ديوانيتها أمسية فنية حضرتها الفنانة القديرة سعاد عبدالله، والكاتب عبدالعزيز السريع، وجمع من أعضاء الرابطة، وتناولت تمثيلية «كلمات متقاطعة»، وأدار الحوار د. فيصل القحطاني، وشارك في المناقشة وإبداء الرأي بعد عرض التمثيلية.بداية، قال الكاتب عبدالعزيز السريع: «أنا سعيد بأن سعاد عبدالله حضرت الأمسية وفخور بما قدمته، وسعيد بأننا عملنا مع بعض في أحلى فترة من فترات عمرنا»، مبينا أن التمثيلية كانت في الأول بعنوان «حوار»، وقمت بكتابتها أساسا للإذاعة، وأخرجها أحمد سامي.وأضاف السريع: «عندما فكرنا في تحويلها الى عمل تلفزيوني باقتراح من المخرج حمدي فريد لم يضف شيئا نهائيا، ولم يغير فيها أي كلمة، وعلق: لا أريد أن أعملها مختلفة عما كانت عليه في الإذاعة».
انتعاش الدراما
بدوره، ذكر الكاتب والمخرج عبدالله محارب أن سهرة كلمات متقاطعة، عمل تلفزيوني قدم عام 1974، في ظل انتعاش الدراما التلفزيونية واهتمام المسؤولين بتقديم دراما متميزة وتوفير الاستديوهات والأجهزة الفنية للعمل، وقدمت في تلك الفترة روايات عالمية تم إعدادها تلفزيونيا مثل «غادة الكاميليا» و«الاحتقار» و»ثقوب في الثوب الأسود» وغيرها.وتابع محارب: «ما لفت نظري في السهرة هو الحوار، وهو أحد أبطال العمل، إضافة إلى الإخراج والتمثيل، فالحوار في الأعمال الدرامية فن قائم بذاته، رغم أن الفعل في الدراما هو أهم عنصر، لكن يظل الحوار له أهميته لتفسير الخلفيات لكل شخصية والحالة الاجتماعية والنفسية للعمل والشخصيات، وهذا ما لا يفطن له الكثير من كتاب الدراما عندنا اليوم».وبين أن «الحوار عند الكثير من كتابنا اليوم هو مجرد وسيلة لتوصيل معلومة دون الاهتمام بقيمته، وبلغته، بل على العكس نجدهم يقدمون حوارات مكررة ومستهلكة في كل أعمالنا الدرامية تقريبا، وكأن الكاتب يستعير حوارات ومفردات من مسلسلات عرضت سابقا ربما يراها هي النموذج والمثال للعمل الناجح فينسخ اللغة والمفردات ويضعها في عمله الجديد».قواعد اللعبة
من جانبه، قال د. القحطاني: «لقد فهم الكاتب عبدالعزيز السريع قواعد اللعبة التلفزيونية جيدا، وأدرك أن الدراما التلفزيونية قادمة بقوة، لذا اهتم بالكتابة النوعية لهذا الفن، أي التركيز على القضية الفكرية ومضمون الرسالة أكثر من القضية التسويقية».وأردف: «كما هو الحال في طريقة كتاباته الاجتماعية للمسرح كانت القضية الأهم عنده بالدراما التلفزيونية هي القضية الاجتماعية، وكانت تمثيلية كلمات متقاطعة خير مثال على التزام السريع بقضايا المجتمع».قضية دائمة
وقال الأديب خليفة الوقيان: «أحسست أن العمل قدم شيئا يمكن تسميته بالمسكوت عنه، فالقضايا الصارخة الواضحة التي يعرفها أي مواطن عادي هي التي تعالج دائما، وعلى سبيل المثال بيت فيه مشاكل بسبب الزوجة، وقديما كانت هناك مشكلة الفوارق الاجتماعية التي تحول دون زواج الرجل والمرأة».وأفاد د. سليمان الشطي بأن «النقطة الأولى حاليا إذا أردنا أن نستعين بشيء نفتخر به نعود إلى السبعينيات، أما النقطة الثانية فكانت للعمل نفسه»، متسائلا: «لماذا هذا العمل أعجب الناس؟ وهناك سبب بسيط دائما يقال بأن مسرح تشيخوف يقدم الحياة كما هي بسيطة جدا، وممتعة، لذلك تشاهد مسرحه ليس فيه توتر، فهو يقدم الحياة بسيطة ولكنها عميقة».حمدي فريد
ومن التعقيبات التي أدلت بها الفنانة القديرة سعاد عبدالله، أثناء الأمسية، «قبل هذا العمل حمدي فريد وأخرج لعبد الأمير التركي مسلسل الصمت، والصمت في الطريق الطويل، والاعتراف».أما د. عادل عبدالمغني فعبر عن إشادته وإعجابه بالتمثيلية، بينما قالت أمل عبدالله إن العمود الفقري للعمل الدرامي هو السيناريو، لكن هذا العمل أعطى زمنا متقدما جدا عن تطور الدراما التلفزيونية.كما تطرق الكاتب عبدالعزيز السريع إلى أنه ليس للعمل سيناريو، ونعرف أن السيناريو هو الذي يتولاه المخرج، وهذا العمل مدته نصف ساعة تكثيف للحدث والسيناريو.
الكاتب عبدالعزيز السريع فهم قواعد اللعبة التلفزيونية جيداً القحطاني