طهران: ترامب رفض عرضنا للتهدئة... والمفاوضات ممكنة

• موسوي: منفتحون على أي إيجابية سعودية
• لندن لن تبادل الناقلات وسترسل قوات للبحرين

نشر في 30-07-2019
آخر تحديث 30-07-2019 | 00:05
المدمرة دنكن في الخليج أمس (البحرية الملكية البريطانية)
المدمرة دنكن في الخليج أمس (البحرية الملكية البريطانية)
تحدثت إيران، أمس، عن رفض الولايات المتحدة مقترحاً لـ«تهدئة التوتر»، لكنها قالت إن الحوار معها ممكن إذا توافر جدول أعمال يؤدي إلى «نتائج ملموسة»، في حين رفضت لندن مبدأ تبادل الناقلات مع طهران، وطالبتها بالامتثال للقانون الدولي وإطلاق الناقلة البريطانية المحتجزة ببندر عباس.
غداة كشف "الجريدة" عن زيارة خاطفة قام بها سيناتور أميركي جمهوري بارز مقرب من الرئيس دونالد ترامب، لاقتراح إجراء مفاوضات بين البلدين خلف الكواليس، تفاديا لإحراج الطرفين، في حال فشلهما بحل الخلافات، فتح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي الباب أمام إجراء مفاوضات مع واشنطن، لكنه في الوقت نفسه اتهمها بعدم السعي للحوار.

ورغم فتوى المرشد الأعلى علي خامنئي بمنع التفاوض مع الولايات المتحدة على أي مستوى، قال موسوي في تصريحات أمس: "يمكن إجراء الحوار والتفاوض عندما يكون لدينا جدول أعمال محدد، وعندما يمكننا الخروج منها بنتائج ملموسة وعملية"، لكنه تابع قائلا: "لا يسعون للمحادثات. لا يسعون للحوار".

وأشار إلى أن "البيت الأبيض" رفض مقترحاً تقدم به وزير الخارجية محمد جواد ظريف لـ"تخفيف التوترات"، عبر تسريع تصديق بلاده على البروتوكول الإضافي للاتفاق النووي، مقابل إلغاء العقوبات الأميركية بشكل نهائي، عبر تمريره بـ"الكونغرس".

الاتفاق النووي

وشدد على أن الجمهورية الإسلامية ستواصل خفض التزاماتها بموجب "الاتفاق النووي"، وستقوم بالخطوة الثالثة لتقليص الالتزامات، في حال فشلت الأطراف الأوروبية في تنفيذ تعهداتها الاقتصادية تجاه بلاده التي تخضع لعقوبات اقتصادية أميركية خانقة.

وأشار إلی "احتجاج" الأطراف الأوروبیة علی خفض الالتزامات النوویة من جانب إیران، مضيفاً: "إننا أیضاً كنا نحتج على عدم تحرك الأوروبیین وبعض أفعالهم، بما في ذلك اعتقال الإيرانيين"، إلا أنه أكد أن الجهود مستمرة من جميع الأطراف التي بقيت بالاتفاق، بعد انسحاب واشنطن منه، للحفاظ عليه.

ووصف موسوي الاجتماع، الذي عقد أمس الأول في فيينا لإنقاذ الاتفاق النووي بأنه "صريح وخطوة إلی الأمام"، قائلاً: "لقد أبلغت إيران الأوروبیین بتصرفاتهم، وقدم الأوروبيون آراءهم. وکان المناخ أکثر شفافیة للاستمرار في العمل".

إيجابية سعودية

من جهة أخرى، اعتبر موسوي أن تصريح سفير السعودية بالأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، بشأن إنهاء حرب اليمن "إشارة إيجابية"، مؤكدة أن "رد إيران سيكون إيجابيا على أي إشارة سعودية إيجابية"، وأكد أن بلاده "دعت مرارا وتكرارا إلى حل القضايا بين دول المنطقة من خلال الحوار ومن دون شروط مسبقة".

وكان المعلمي أكد أن الرياض لا تريد أي حرب مع طهران في أي مكان، مشدداً على أن أزمة اليمن آن لها أن تنتهي، ومشدداً على استعداد الرياض لإقامة علاقات تعاون بين الدول العربية وإيران.

ورفض موسوي، أمس، التعليق على عقد ظريف اجتماعا سريا مع السيناتور عن الحزب الجمهوري راند بول، في نيويورك، منتصف يوليو الجاري، مؤكدا عدم وجود اجتماعات مع أي مسؤول.

حوار بومبيو

من جانب آخر، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن طهران رفضت عرضه بالسفر إلى إيران ومخاطبة الشعب الإيراني مباشرة.

وجاء في تغريدة لبومبيو عبر "تويتر": "عرضت أخيراً السفر إلى طهران والحديث مباشرة إلى الشعب الإيراني، ولم يقبل النظام هناك عرضي هذا".

وأضاف في تغريدة ثانية: "إننا لا نخشى من قدوم ظريف إلى أميركا، حيث يتمتع بحق التحدث بحرية. هل حقائق نظام خامنئي سيئة جداً لدرجة أنه لا يستطيع السماح لي بالقيام بنفس الشيء في طهران؟ ماذا لو سمع شعبه الحقيقة، غير منقحة، وغير مختصرة؟".

في المقابل، كتب حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، على "تويتر": "الحكومة الأميركية لا تجبر وسائل الإعلام على إجراء مقابلة مع ظريف، ولا يمكن للحكومة الإيرانية أيضاً أن تجبر وسائل الإعلام على إجراء مقابلة مع بومبيو. على بومبيو أن يكون أكثر قبولا لدى الإعلام الإيراني".

رفض بريطاني

في هذه الأثناء، قال وزير الخارجية البريطاني الجديد دومينيك راب، إن بلاده لن تبادل ناقلة النفط "ستينا إمبيور" المحتجزة لدى طهران بناقلة النفط الإيرانية "غرايس1" التي تحتجزها لندن في جبل طارق، مشيراً إلى أن بلاده تدعم إنشاء تحالف دولي للحفاظ على حرية الملاحة في الخليج.

وأضاف راب: "ليس هناك مقابل أو محاولة تحقيق معادل. هذا لا يتعلق بنوع من المقايضة"، متابعاً: "إذا كان الإيرانيون يريدون الخروج من الظلام وتقبلهم كعضو مسؤول بالمجتمع الدولي فإن عليهم الالتزام بنظام المجتمع الدولي المبني على القواعد".

ودعا طهران إلى "إطلاق الناقلة المحتجزة بشكل غير قانوني".

وفي وقت تسعى بريطانيا إلى تشكيل مهمة حماية بحرية بقيادة أوروبية لضمان سلامة الإبحار عبر هرمز، أشار راب إلى أنه تحدث إلى وزير الخارجية الأميركي، بعد تعيينه وزيراً للخارجية أخيراً، وأضاف "إننا نشاطر الرأي القائل بأننا بحاجة إلى دعم النظام الدولي القائم على القواعد، وسيكون في الواقع فكرة جيدة أن يكون هناك تحالف واسع يدعم الحفاظ على حرية الملاحة في تلك المنطقة".

تعزيزات عسكرية

جاء ذلك بالتزامن مع تقرير لشبكة "سكاي نيوز" أفاد بأن الحكومة البريطانية سترسل قوات جديدة إلى الخليج، للمساهمة في حماية الملاحة البحرية، من الاعتداءات الإيرانية.

وذكرت الشبكة نقلا عن مصادر بريطانية أن "العسكريين البريطانيين الذين سيصلون إلى المنطقة سيتمركزون في البحرين".

ويأتي الحديث عن إرسال القوات الجديدة، بعد وصول سفينتين حربيتين بريطانيتين، ضمن خطة أعلنتها لندن، لمرافقة وحماية السفن التي تحمل العلم البريطاني، وتمر عبر هرمز.

في السياق، أفادت صحيفة كورية جنوبية، أمس، بأن سيول قررت الانضمام إلى التحالف الذي تسعى واشنطن لإطلاقه في الخليج بوحدة بحرية تضم مدمرة وطائرات هليكوبتر، وتعمل على مكافحة القرصنة قبالة الصومال، للمساعدة في حماية ناقلات النفط خلال عبورها هرمز.

«الحرس الثوري» ينشر فيديو لتحذير مدمرة بريطانية

نشر الحرس الثوري الإيراني مقطع فيديو جديدا، يوثق عملية احتجاز ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" في مضيق هرمز، والتحذيرات التي أطلقتها عناصره لطاقم المدمرة الإنكليزية التي حاولت منع الاحتجاز.

وفي الوقت الذي حاولت المدمرة التدخل، ومنع الحرس الإيراني من الاقتراب من السفينة، طلب الأخير من طاقم المدمرة عدم التدخل، وعدم تعريض حياة طاقمها للخطر.

back to top