رعاية المفاصل وعلاج آلامها

كثرت في الآونة الأخيرة آلام المفاصل عند الشباب والكبار. وبتنا نسمع عن الحل التجاري والأسهل للتخلص من التهابات المفاصل وآلامها، وعن عمليات تركيب المفصل الصناعي (غالباً للركب والحوض).

يعتبر الغضروف غطاء خارجياً للمفصل، ويتكون من غشاء رقيق يغطي أجزاء المفصل وكيس زلالي رقيق جداً يبطن الغطاء الخارجي، ويفرز سائلاً زلالياً Synovial fluid، يلين حركة المفصل ويغذيه، ويسمح بسهولة حركة العظام وانزلاقها بعضها فوق بعض، بتركيب متناسق وبزاوية مريحة. لذلك فإن التهاب المفاصل يكون مصحوباً بآلام مبرحة، خاصة في مفصل الركبة مثلاً، عند كبار السن، بسبب احتكاك رؤوس العظام بعضها ببعض، نتيجة التلف الحاصل بالغضروف المفصلي، والذي قد يؤدي لجفاف المكان. وهذا الجفاف بسبب الالتهاب يعمل على وضع النهايات العظمية بعضها فوق بعض، فتتولد الخشونة المؤلمة.

ولالتهابات المفاصل أسباب عديدة، مثل ارتفاع الأملاح أو التواء المفصل أو زيادة الوزن، بينما زيادة الماء في المفصل تكون بسبب رضوض رياضية أو حركة خاطئة أو تمزق بأربطة المفصل، قد يؤدي إلى تمزق في النسيج المحيط بالمفصل، فيضعف من مرونة الأوتار أو الأربطة والعضلات، ويتحمل المفصل كل المجهود الواقع عليه مع وزن الجسم.

ويؤثر التهاب المفاصل على العظام، ويعمل على تفتيت أجزاء منها. ومحاولة التئامها تؤدي إلى اتصال العظمتين، مما يسبب ألما شديدا وصعوبة في الحركة، بعد فترة زمنية من استعمال المفصل بشكل خاطئ. وقد يستفز الجهاز المناعي، ويتحول الالتهاب إلى روماتويد فيهاجم المفصل نفسه، ويسبب التهاباً في الغشاء الزلالي، مصحوباً بانتفاخ وإحمرار للمفاصل الصغيرة خاصة، مصحوبة بألم شديد. وإذا استمر هذا الألم قد يسبب تدميراً للمفصل، ويغير من شكل الأصابع، مما يضطر المريض لأن يلجأ إلى الأدوية المسكنة دون الانتباه لمضاعفاتها، كألم في المعدة وقرحة في الأمعاء، ولفترات طويلة تؤدي إلى سرعة عملية جفاف المفصل وخشونته. كما قد تتسبب في إتلاف الكلى على المدى الطويل في الاستعمال.

وللحمية الغذائية أهمية في علاج المفاصل والحفاظ عليها، وذلك عن طريق:

1. شرب الماء الكافي خلال اليوم، والرياضة، والمحافظة على الوزن الصحي بحسب العمر.

2. استعمال الزيوت الطبيعية الصحية والسمن أو الزبد الحيواني الأصلي باعتدال، لغناها بالفيتامينات الزيتية اللازمة لذلك.

3. إضافة الكولاجين الطبيعي لترطيب المفاصل وتغذيتها، وذلك بطبخ اللحوم بعظمها حد النضج التام، واستعمال مائها في الطبخ.

4. فيتامين E وA وC ومضادات الأكسدة تعتبر من الفيتامينات المقوية للدم والأوعية اللازمة لتغذية العضلات والمفاصل، وهي موجودة بوفرة في الخضار والفواكه.

5. الامتناع تماماً عن استعمال الزيوت والسمن الصناعي في الأكل، ومقاطعة الوجبات السريعة والمطاعم وأمثالها.

6. إضافة المكسرات النيئة وزيت الزيتون يومياً والأسماك إلى الوجبات (أسبوعياً)، لغناها بالأحماض الأمينية والزيوت الطبيعية، كالأوميغا اللازمة لليونة المفاصل.

7. شرب الشاي الأخضر الخفيف والبابونج والنعناع، لما لها من خواص مضادة للالتهاب ومسكنات طبيعية. ويمكن إضافة الكركم للشراب، أو مع الثوم إلى السلطات.