بعد نحو 6 سنوات من آخر لقاء، وصل وفد من خفر السواحل الإماراتي إلى طهران أمس، لبحث الأمن البحري والتعاون الحدودي بين البلدين، في حين يخيم التوتر على الخليج وتسعى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى تشكيل تحالفات بحرية عسكرية لتأمين الملاحة عبره بعد سلسلة اعتداءات استهدفت ناقلات نفط واحتجاز طهران الناقلة «سبينا إمبيور» البريطانية رداً على احتجاز سلطات جبل طارق الناقلة الإيرانية «غريس1».

وجاءت زيارة الوفد الإماراتي المكون من 7 أفراد في إطار المشاركة في الاجتماع السادس المشترك لخفر السواحل الإيراني ـ الإماراتي.

Ad

وبحث الاجتماع تنقل الأجانب بين البلدين والدخول غير الشرعي عبر الحدود البحرية، إضافة إلى تسريع وتسهيل تبادل المعلومات الأمنية بين الجانبين. وكان آخر اجتماع مشترك لخفر السواحل الإماراتي الإيراني عقد عام 2013.

لا وساطة

في شأن قريب، قال نائب رئيس البرلمان الإيراني ​حسين أمير عبداللهيان​ إن إيران والسعودية لا تحتاجان إلى وساطة لتسوية خلافاتهما.

وأضاف عبداللهيان، رداً على سؤال عن وساطة عُمانية بين البلدين: «مع احترام ​طهران​ لجهود الأصدقاء، لكننا نعتقد أن لدى طهران والرياض​ القدرات والطاقات من أجل الحوار وجها لوجه».

ولفت إلى أن «إيران كانت ولا تزال تؤكد أن باب الحوار وعودة العلاقات مع السعودية مفتوح دائماً وعلى السعوديين أن يختاروا طريقهم».

وعن نتائج زيارته الأخيرة إلى ​سورية​ و​لبنان​ ولقائه الرئيس السوري ​بشار الأسد​ والأمين العام لـ «حزب الله​« ​حسن نصرالله، أكد المسؤول الإيراني أن «الأسد يفكّر جدياً في القضاء​ على آخر معاقل للجماعات الإرهابية وبالأخص في إدلب، وأن المسؤولين السوريين يهيئون الأرضية لعودة ​النازحين إلى بلدهم إضافة إلى أن سورية تهيئ نفسها لإجراء ​انتخابات​ مجلس الشعب خلال الأشهر المقبلة».

وعن اللقاء مع نصرالله، أوضح أنّه «تم الحديث عن الأوضاع الإقليمية والدولية والاستعداد الكامل لحزب الله والمقاومة للرد على أي حركة تهدف إلى زيادة التوتر والعدوان من إسرائيل الغاصبة ضد لبنان».

إلى ذلك، وبعد إعلان وزارة الخارجية الإيرانية أن «المفاوضات مع الولايات المتحدة ممكنة في حال توافر جدول أعمال يحقق نتائج ملموسة ومجدية»، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة مساء أمس الأول، أن إيران «لم تنتصر في أي حرب لكنها لم تخسر في أي مفاوضات».

وقال ترامب عبر «تويتر»: «فقط تذكروا أن الإيرانيين لم يفوزوا قط في أي حرب لكنهم لم يخسروا في أي تفاوض إطلاقاً».

وكان ترامب قد طالب بعد انسحابه من الاتفاق النووي، بإجراء مفاوضات مع السلطات الإيرانية من أجل الوصول إلى اتفاق جديد حول القضايا الخلافية، ومنها البرنامج النووي والصواريخ وسياسات إيران في المنطقة، لكن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أصدر فتوى برفض التفاوض مع واشنطن على أي مستوى.

طلب أميركي

في غضون ذلك، طلبت الولايات المتحدة من ألمانيا رسمياً المشاركة في تأمين حركة النقل التجاري بمضيق هرمز قبالة إيران.

وقالت متحدثة باسم السفارة الأميركية في برلين: «طلبنا من ألمانيا رسميا الانضمام إلى فرنسا وبريطانيا للمساعدة في تأمين مضيق هرمز ومكافحة العدوان الإيراني».

وكانت واشنطن، التي لديها أكبر قوة بحرية غربية في الخليج، اقترحت في التاسع من يوليو الجاري تكثيف الجهود بهرمز، وقالت إنها ستستطلع إمكانية إطلاق تحالف دولي لحماية الملاحة في الخليج.

تشغيل أجهزة التتبع

في هذه الأثناء، أبلغ مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية «رويترز» بأن الولايات المتحدة تريد من جميع السفن تشغيل أجهزة التتبع بها على نحو مستمر للحد من الأنشطة غير المشروعة والتهريب ولزيادة الشفافية بينما تضغط واشنطن لوقف صادرات النفط الإيرانية.

واتهم طهران بمحاولة تفادي العقوبات الأميركية من خلال استغلال الثغرات المحتملة في الالتزام بتلك العقوبات، اعتماداً على إغلاق السفن أنظمة التعرف الآلي بها لانتشال «شحنات خبيثة» من إيران وتزوير الوثائق لإظهار أن الشحنات جاءت من دول مثل العراق. وأضاف: «إيران تنتهز الفرص باستخدام سفينة هنا وأخرى هناك لإغلاق أنظمة التعرف الآلي وإخراج هذه الشحنة».

في السياق، قال المدير المالي لشركة بي.بي البريطانية برايان جيلفاري إن الشركة لم تسير أياً من ناقلاتها عبر هرمز منذ أن حاولت إيران احتجاز إحدى سفنها في العاشر من الشهر الجاري.

وأضاف أن شركة النفط والغاز لا تعتزم في المدى القريب تسيير أي ناقلة عبر المضيق، لكنه أشار إلى أن الشركة تنقل النفط من المنطقة باستخدام ناقلات مستأجرة.

موسكو وطهران

في المقابل، أعلن قائد سلاح البحر للجيش الإيراني الأميرال حسين خانزادي، الذي يقوم بزيارة لموسكو أن إيران وروسيا ستجريان قريباً مناورات بحرية مشتركة في منطقة المحيط الهندي مكران، ومضيق هرمز، والخليج.

من جهة أخرى، نظرت هيئة الرقابة والإشراف في مجلس الشورى الإيراني أمس، شكوى تقدم بها المجلس الأعلى للأمن القومي ضد رئيس اللجنة الاقتصادية في البرلمان، إلياس حضرتي، بسبب تقديمه اقتراحاً للتفاوض «مع مختلف أركان الحكومة الأميركية».

من جانب آخر، قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيراني علي أكبر صالحي، إن بلاده خصبت 24 طناً من اليورانيوم منذ إبرام الاتفاق النووي عام 2015، إذ تضمن الاتفاق حداً للمخزون يبلغ 300 كيلوغرام، لكنه يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم وتصديره، على غرار الاتفاق مع روسيا السنوات الماضية.