لبنان: الموازنة «ماشية» بعد سحب «فتيل الـ 80»

عون سيوقِّعها ويطالب مجلس النواب بتفسير المادة 95 من الدستور

نشر في 31-07-2019
آخر تحديث 31-07-2019 | 00:03
الحريري يلتقط سيلفي مع وفد طلابي زاره أمس في السراي الحكومي (دالاتي ونهرا)
الحريري يلتقط سيلفي مع وفد طلابي زاره أمس في السراي الحكومي (دالاتي ونهرا)
سُحب فتيل الأزمة، التي نشأت منذ أيام قليلة حول الموازنة، وعُطّل صاعقها بشكل شبه نهائي، من خلال الزيارة التي قام بها أمس وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي إلى عين التينة، أمس، موفدا من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

أما الصيغة التي تم التوافق عليها، بعد رفض الرئيس عون المادة 80 في الموازنة، والتي تنص على حفظ حقوق الناجحين في مباراة مجلس الخدمة المدنية، لأن أعدادهم لا تراعي التوازن الطائفي، فقد أتت على الطريقة اللبنانية على قاعدة «لا يموت الديب ولا يفنى الغنم»؛ فهي رفعت الحواجز من امام اقرار الموازنة، التي جزم جريصاتي أمس، أن الرئيس عون سيوقّعها، من جهة، وأُرفقت من جهة ثانية، بتوافق بين بعبدا وعين التينة، على توجيه الاولى رسالة الى مجلس النواب بواسطة بري، لتفسير المادة 95 من الدستور، التي تتحدث عن التوزيع الطائفي للمناصب والوظائف في الدولة، حيث يعتبر كثيرون ان المناصفة معتمدة فقط في وظائف الفئة الاولى، أما المعيار في كل الفئات الاخرى فهو الكفاءة لا غير، في وقت سيتولى نواب في تكتل «لبنان القوي» اعداد قانون معجل مكرر لإلغاء المادة 80 أو أنهم سيطرحون ذلك في موازنة 2020.

وقال جريصاتي، بعد اللقاء: «التنسيق قائم بين بعبدا وعين التينة، وليس جديداً، وبحثت مع بري موضوع معالجة المادة 80 من قانون الموازنة»، مضيفاً: «في عهد ميشال عون أنجزت 3 موازنات، فلا يمكن الا يوقع قانون الموازنة»، وختم: «الرئيس عون لن يطعن بالموازنة وسيوقّعها وسيبادر الى توجيه رسالة الى مجلس النواب بواسطة بري لتفسير المادة 95 من الدستور».

في سياق منفصل، شدّدت القمة الروحية المسيحية-الإسلامية التي انعقدت في دار طائفة الموحدين الدروز في فردان، بحضور رؤساء الطوائف وممثّلين عنهم، أمس، على أنّ «المطلوب إزاء التحديات المزيد من الوعي والتضامن الوطني لتجاوز المخاطر التي تتضاعف في ظلّ ما يحاك من مشاريع ومخططات تستهدف إعادة رسم خريطة المنطقة»، مؤكّدة أنّ «الوحدة الوطنية التي أرسى قواعدها اتّفاق الطائف تشكّل الأساس الضامن للبنان الغد».

واعتبرت أنّ «أيّ إساءة للعيش المشترك خاصة في الجبل هي إساءة للبنان الفكرة والرسالة». ورأت أنّ «عمل الحكومة حاجة ماسة للاستقرار والنهوض الاقتصادي»، داعية إلى «إيجاد الحل المناسب والسريع لتستعيد البلاد حياتها الطبيعية». ودعت القمّة الروحية المسيحية الإسلامية المسؤولين إلى «حفظ الثوابت والالتفاف حول المؤسسات الرسمية والدستورية والأمنية وتفعيل عملها ودورها والاحتكام إليها». وشدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان على «الوقوف سدا منيعا أمام الالتفاف على نصوص الطائف والدستور»، لافتا الى أن رئيس الحكومة سعد الحريري هو المؤتمن مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري على الثوابت الوطنية».

ودعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن الرئيس عون إلى منع كل ما يناقض صيغة العيش المشترك، وتحويل عهده الى عهد إنتاج وأمن، وجمع اللبنانيين تحت سقف هذه الثوابت.

back to top