جولة جونسون تصطدم بـ «حساسيات الأقاليم»
صيحات استهجان بأسكتلندا... واتهام بالازدراء في أيرلندا الشمالية
اصطدم رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون بالحساسيات المحلية خلال جولته على أقاليم المملكة المتحدة التي بدأها أمس الأول في اسكتلندا، وينوي خلالها الحصول على دعم شعبي من أجل موقفه المتشدد فيما يتعلق بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتعزيز وحدة المملكة المتحدة المنقسمة بشدة من جراء "بريكست". وأمس زار جونسون، وقال قبيل اجتماعاته مع المزارعين والعمال المحليين، وإجراء محادثات مع مارك دريكفورد، رئيس حكومة ويلز: "إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يقدم فرصا هائلة لبلدنا، وحان الوقت لكي ننظر إلى المستقبل بفخر وتفاؤل". وأضاف: "بمجرد أن نترك الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر، ستتاح لنا فرصة تاريخية لتقديم خطط جديدة لدعم الزراعة، وسنتأكد من حصول المزارعين على اتفاق أفضل".
وفي تغريدة له قبيل اجتماعه مع جونسون، اتهم دريكفورد الذي ينتمي إلى حزب "العمال" (يسار الوسط) المعارض، الحكومة بأنها "لا تعترف بسبل العيش المهددة. فليس هناك إجابات جدية، ولا توجد خطة لمزارعي ويلز".وكان جونسون استُقبِلَ في اسكتلندا بصيحات استهجان من مجموعة كبيرة من المواطنين الذين تجمعوا أمام مقر رئيسة الوزراء الاسكتلندية نيكولا ستورجون، التي صافحته وهي عابسة قبل أن يدخلا معاً للاجتماع المقرر بينهما سلفاً. في غضون ذلك، اتهم حزب "شين فين"، الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي المنحل، جونسون بالازدراء "المهين جدا" لرئيس وزراء ايرلندا ليو فارداكار، نظرا لأنه لم يتصل به منذ توليه منصبه الأربعاء الماضي.وقالت ميشيل أونيل، زعيمة "شين فين" في ايرلندا الشمالية، إنها أثارت عدم اتصال جونسون بفارداكار مع وزير شؤون ايرلندا الشمالية الجديد جوليان سميث. وتابعت: "هذا مهين جدا في ظل التأثير الكارثي لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على جزيرة ايرلندا".وتحدث جونسون هاتفياً مع زعماء آخرين منذ توليه منصبه، من بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.ورداً على انتقادات "شين فين"، أجرى جونسون، أمس، محادثة هاتفية مع فارادكار للمرة الأولى، وتعهد عدم إقامة حواجز فعلية على الحدود بعد "بريكست".وقالت المتحدثة باسم الحكومة البريطانية، إن جونسون ناقش "بريكست" مع فارادكار "بروح من الصداقة، وأنه يفضل بوضوح الخروج من الاتحاد الأوروبي باتفاق، لكن يجب أن يكون اتفاقاً يلغي شبكة الأمان".وأكد فارادكار من ناحيته، أن شبكة الأمان، التي ستبقي بريطانيا على انسجام مع قواعد التجارة الأوروبية من أجل الإبقاء على الحدود بين المملكة المتحدة وأيرلندا مفتوحة وضمان استمرار العبور الحر بينهما "ضرورية".ودعا فارادكار جونسون إلى زيارة دبلن، وقال إنه يرغب في "علاقة عمل طويلة ووثيقة" وأن الرجلين اتفقا على البقاء على اتصال، بحسب مكتبيهما.