السودان: مجزرة الأُبيّض تُعلّق المفاوضات

البرهان يندّد بالجريمة غير المقبولة ويطالب بالمحاسبة

نشر في 31-07-2019
آخر تحديث 31-07-2019 | 00:02
طلاب سودانيون يتظاهرون في الخرطوم أمس   (أ ف ب)
طلاب سودانيون يتظاهرون في الخرطوم أمس (أ ف ب)
كما كان متوقّعاً، أعلن قادة حركة الاحتجاج في السودان تعليق المفاوضات التي كانت مقررة مع العسكريين، أمس، بعد مقتل 5 متظاهرين بالرصاص بينهم 4 طلاب ثانويين خلال مسيرة في مدينة الأُبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان في وسط البلاد، أمس الأول، في وقت ندّد رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم الفريق عبدالفتاح البرهان بمقتل المتظاهرين الـ5، ودعا المجلس إلى اجتماع مسائي طارئ، بينما دعت "منظمة الأمم المتحدة للطفولة" (يونيسيف) من جهتها السلطات إلى التحقيق في الحادثة، مشيرة إلى أن أعمار المتظاهرين تتراوح بين 15 و17 عاماً.

وبينما وصل، أمس، وفد من المجلس العسكري إلى الأبيض، لتقصّي الأوضاع بعد الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة، أكّد مفاوضان من قوى "الحرية والتغيير"، عدم إجراء جلسة المفاوضات المقررة مع "العسكري" أمس، بسبب وجود الفريق التفاوضي للحركة في الأُبيض.

وكان من المفترض أن يبحث الطرفان أمس، مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية. لكن الدعوات تكثفت لتعليق المفاوضات مع العسكريين بعد مجزرة الأبيض.

وقال القيادي والمفاوض في حركة الاحتجاج طه عثمان "لن تعقد جلسة مفاوضات مع المجلس العسكري، لأن الفريق التفاوضي موجود في الأُبيض حاليا".

ووجه المتظاهرون أصابع الاتهام لقوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يقودها الفريق محمد حمدان دقلو الملقّب بـ"حميدتي" بإطلاق النار على المراهقين وقتلهم، خلال تظاهرة للاحتجاج على النقص في الخبز والوقود في الأُبيّض.

من ناحيته، قال البرهان، إن "ما حدث في الأُبيض أمر مؤسف وحزين، وقتل المواطنين السلميين غير مقبول ومرفوض وجريمة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة".

وفي تصريحات لمجموعة صحافيين نقلها التلفزيون الرسمي، أمس، قال البرهان إن "تأخير الانتقال سيؤدي إلى خسائر أكثر وتدهور اقتصادي. فوّضنا وفد التفاوض لتجاوز أي صغائر والوصول إلى اتفاق شامل للانتقال".

ولفت إلى أن "الوقوف عند صغائر الأشياء في التفاوض أعاق الاتفاق"، مشدداً على أن "مشاركتنا في الحكم شراكة لا محاصصة". وتابع: "لم نطالب بالحصانة ولا نريدها، وهذا اقتراح من لجنة فنية مشتركة"، مضيفاً: "السلام من مهام الفترة الانتقالية الأصيلة".

ودعا البرهان المجلس العسكري الى اجتماع ليلي طارئ.

وأعلنت السلطات حظر تجول ليلي في 4 بلدات في ولاية شمال كردفان، بعد ما حصل في الأبيض، في وقت دعا فيه "تجمع المهنيين السودانيين" إلى التظاهر في أرجاء البلاد، تنديداً بـ"المذبحة". كما علّقت الدراسة في المرحلتين الأساسية والثانوية في الولاية.

ومساء أمس الأول، تدخلت الشرطة واطلقت الغاز المسيل للدموع في ثلاث مناطق بالخرطوم، لتفريق متظاهرين استجابوا لدعوة حركة الاحتجاج.

وطالب أمس "تجمع المهنيين" من المجلس العسكري "بتعليق الدراسة بصورة عاجلة في جميع المراحل حتى انجلاء الموقف، حفاظا على أرواح بناتنا وأبنائنا الطلاب".

من ناحية أخرى، قرّر المجلس العسكري تغيير اسم "جهاز الأمن والمخابرات الوطني" الذي قاد حملة قمع واسعة ضد المتظاهرين على الرئيس السابق عمر البشير.

وقال مدير الجهاز الفريق أبوبكر مصطفى، إنّ الجهاز الذي استخدمه البشير لقمع معارضيه سيصبح اسمه "جهاز المخابرات الوطني".

back to top