لبنان: إلغاء حفل موسيقي بعد ضغوط مسيحية

إدارة المهرجان: خشينا إراقة الدماء عقب الاحتجاجات على «مشروع ليلى»

نشر في 31-07-2019
آخر تحديث 31-07-2019 | 00:10
تجمع المتظاهرين لدعم فرقة إيندي اللبنانية مشرو ليلى في ميدان سمير قصير في وسط بيروت
تجمع المتظاهرين لدعم فرقة إيندي اللبنانية مشرو ليلى في ميدان سمير قصير في وسط بيروت
أعلنت إدارة مهرجان بيبلوس الدولية، أمس، تخليها عن إقامة حفل فرقة «مشروع ليلى»، المقرر 9 أغسطس، «منعاً لإراقة الدماء»، بعد جدل عنيف وصل إلى حد التهديد بالقتل، على خلفية اتهام الفرقة اللبنانية بالإساءة إلى المسيحية.

وجاء في بيان لمهرجان بيبلوس، الذي يقام في مدينة جبيل الساحلية شمال بيروت، «في خطوة غير مسبوقة، ونتيجة التطورات المتتالية، أُجبرت اللجنة على إيقاف حفلة مشروع ليلى (...)، منعاً لإراقة الدماء، وحفاظاً على الأمن والاستقرار، خلافاً لممارسات البعض».

وأضاف القائمون على المهرجان: «نأسف لما حصل، ونعتذر للجمهور».

وقال المدير الفني للمهرجان ناجي باز: «تقرر إلغاء الحفلة (...) لأن الوضع أصبح هستيرياً بوجود تهديدات مباشرة لأمن الجمهور والفنانين وسلامتهم»، مؤكداً أن «القرار فرض نفسه لأننا في اللجنة المنظمة أشخاص مسؤولون (...) حاولنا قدر المستطاع التوصل إلى حل».

وكانت إدارة المهرجان أعلنت الأسبوع الماضي أنها توصلت إلى اتفاق مع السلطات الدينية، لإبقاء الحفل في موعده، شرط أن تعتذر الفرقة ممن قد تكون «أساءت إلى مشاعرهم الدينية».

وحول عدم اعتذار الفرقة، قال باز: «يعتذر الشخص عندما يكون مخطئاً، ولست متأكداً إن كان هذا الاعتذار سيكون كافياً، لأن الأمور خرجت عن السيطرة، وكان من الضروري اتخاذ هذا القرار، المريع لنا»، لافتاً إلى أن «القضاء طلب منا التوصل إلى تسوية مع المسؤولين، لكن هذا الأمر كان صعباً جداً».

وكان جهاز أمن الدولة حقق مع بعض أفراد الفرقة إثر الحملة، وأخلت بعدها المدعية العامة في جبل لبنان، القاضية غادة عون، سبيلهم الأربعاء الماضي.

وواجهت الفرقة وإدارة مهرجان بيبلوس حملة عنيفة، ودعوات في الفترة الأخيرة تطالب بإلغاء الحفلة، لاسيما من قبل الكنيسة المارونية.

وكانت اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، التابعة للكنيسة الكاثوليكية في لبنان، طالبت مجدداً، في اجتماع أمس الأول، المسؤولين والأجهزة المختصة باتخاذ «الإجراءات اللازمة لمنع أي فرصة تعطى لأي كان للمس بالأديان، ووقف هذه الحفلة».

وأضافت اللجنة أن الكنيسة ترفض أن تُمسَّ شعائرها وإيمان أبنائها (...)، ورفضها هذه الفرقة والعرض الذي تؤديه يبنى على ما تقدمه من أفكار وأعمال تتهكم على العقيدة الإيمانية والرموز الدينية، وتشوه صورة الله كما تعلمها الكنيسة».

وكان قائد الفرقة حامد سنو، الذي يجاهر بمثليته الجنسية، نشر عبر صفحته على «فيسبوك» صورة أيقونة تم فيها استبدال وجه السيدة العذراء بوجه المغنية الأميركية مادونا.

ونددت منظمة هيومان رايتس ووتش بإلغاء الحفلة، وقالت آية مجذوب، الباحثة في المنظمة، بلبنان، «من المؤسف أن ترضخ إدارة مهرجان بيبلوس الدولية للضغوط، وتلغي حفلة مشروع ليلى. إنها خطوة للوراء بالنسبة للبنان، الذي طالما فاخر بأنه حاضن للتنوع ومركز للموسيقى والفن والثقافة».

back to top