كلمات متقاطعة... و«مسرح الشوربة»
استغلالاً لفترة استراحة الموظفين لتناول وجبة الغداء، ابتكرت بعض الدول المتقدمة فكرة وضع خشبة مسرح من دون ستائر، وأمامها طاولات مستديرة، على كل منها مائدة طعام أفرادها، الذين يستمتعون في أثناء تناولهم الغداء، بمسرحية هادفة لا يتجاوز عدد ممثليها أربعة، خلال مدة لا تزيد على نصف ساعة.
![محمد أحمد المجرن الرومي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
في السويد، حيث عملت مدة ٤ سنوات، أتيحت لي الفرصة لأطلع على الحياة الأدبية والفنية عن قرب، بما فيها المراكز الثقافية المنتشرة في أغلب المدن هناك، ومنها العاصمة ستوكهولم التي يوجد بها مركز ثقافي كبير يقع في قلب العاصمة، وبالتحديد في ميدان الكريستال، ويسمي بيت الثقافة «كلتشر هوست». في هذا الصرح الثقافي توجد مكتبة بها قسم للأطفال، وصالات للفنون المتعددة، ومسرح فعالياته مستمرة طوال الأسبوع، وبيت الثقافة ليس ببعيد عن دار الأوبرا العريقة. ومما لفت نظري في هذا المركز الثقافي ما رأيته لدى تلبيتنا لدعوة وجّهتها وزارة الخارجية السويدية لرؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لزيارة المسرح الذي أطلق عليه «مسرح الشوربة»... قد يبدو الاسم غريباً، فما علاقة الشوربة بالمسرح؟! السبب أنه في كثير من الدول، ومنها السويد، تكون هناك فترة استراحة للموظفين لتناول وجبة الغداء في منتصف اليوم، فكان أن أنشئ هذا المسرح الذي يتكون من قاعة بها خشبة مسرح فقط بدون ستائر، وفي ساحة المسرح طاولات أكل مستديرة مع كراسي، على كل منها خبز وزبدة وشوربة ساخنة، ليستمتع الرواد خلال مدة لا تتجاوز نصف ساعة بمسرحية هادفة عدد ممثليها لا يتعدون أربعة، مع تناولهم وجبة غداء خفيفة في استغلال لفترة الراحة من عناء العمل بشيء مفيد. المسرح الهادف في الكويت، كما هو في السويد، يؤدي رسالة مهمة للمجتمع، خصوصاً إذا كان النص جيداً، كما رسمه الكاتب الكبير عبدالعزيز السريع، وبثلة فنانين محترمين، أمثال المرحوم صقر الرشود والفنانة القديرة سعاد عبدالله والمخرج المتميز حمدي فريد. الشكر الجزيل لرابطة الأدباء على هذا النشاط، وكذلك الشكر موصول لمن أشرف وساهم في إثراء هذه الأمسية الجميلة.