لبنان: تسوية «أزمة قبرشمون» على نار حامية
تصويت متعادل في الحكومة يُسقط إحالة «البساتين» و«الشويفات» إلى «العدلي»
بحذر شديد، ارتفع منسوب التفاؤل بقرب عقد جلسة للحكومة اللبنانية، خلال الأيام المقبلة، بعد بروز مبادرة جدية تعمل عليها كل الأطراف المعنية بحل تداعيات حادث "البساتين". ويبدو أن تفاصيل المبادرة كانت الطبق الأساس، خلال العشاء الذي جمع رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط، مساء أمس الأول. وقالت مصادر سياسية متابعة إن "الحريري طلب خلال لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري الاثنين معالجة أزمة التعطيل مع حزب الله، واتفقا على مبادرة للحل ترضي الجميع ويؤيدها حزب الله"، مضيفة أن "المبادرة تقضي بأن يتم التصويت داخل الحكومة، مثلما دعا حزب الله منذ البداية، بغض النظر عن النتيجة". وتابعت المصادر: "سيتم التصويت داخل مجلس الوزراء على إحالة حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي فتأتي النتيجة تعادلا بين الفريقين، أي 15 صوتاً مع مقابل 15 صوتاً ضد، فيسقط الاقتراح، وعندها سيطرح الرئيس الحريري التصويت على طلب إحالة حادثة قبرشمون والشويفات إلى المجلس العدلي، لتأتي النتيجة ايضا 15 صوتا مقابل 15 فيسقط الاقتراحان. بذلك تكون حلت العقدة تحت قاعدة لا غالب ولا مغلوب".
وتأتي المبادرة في ظل الاجتماعات المكثفة التي تواصلت أمس، بدءا بلقاء الرئيس الحريري بمدير الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وصولا إلى اللقاء الموسع بعد الظهر في قصر بعبدا، الذي جمع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان ووزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب، بحضور وزير الدفاع إلياس بوصعب ووزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي واللواء ابراهيم.إلى ذلك، وكما كان متوقعاً وقّع الرئيس عون قبل ظهر امس القانون رقم 143 المتعلق بنشر الموازنة عن سنة 2019 وإنجاز قطوعات الحسابات وتأمين الموارد اللازمة لديوان المحاسبة. كذلك وقع الرئيس عون القانون رقم 144 المتضمن الموازنة العامة والموازنات الملحقة لعام 2019. وأتى توقيع عون مع رسالة وجهها، عبر رئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى أعضاء مجلس النواب، يطلب فيها تفسير المادة 95 من الدستور، ولاسيما الفقرة ب، كما ذكرت "الجريدة" أمس الأول.في السياق، قال عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب علي بزي، بعد لقاء "الأربعاء النيابي" أمس، إن "الرئيس بري يرى أننا بحاجة لمواكبة عمل المجلس النيابي في موضوع الموازنة، ثم التفرغ للقضايا التي تهم البلاد والعباد". وأضاف: "الرئيس بري استغرب عدم انعقاد مجلس الوزراء، على الرغم من الايجابيات التي تعاطى بها المجتمع الدولي المالي". وعن رسالة الرئيس عون، قال بزي: "أرسلت ولكن الرئيس بري لم يتسلمها بعد للاطلاع عليها".